‏‏‏ لائحة «سلوك» جديدة تعمل على ضبط الطلاب

الإعلام والأسرة والمدرسة وراء عنـف الشباب‏

‏اتهم تربويون وسائل الإعلام والأسرة والمدرسة، بالتسبب في زيادة العنف بين طلاب المدارس والشباب بشكل عام، مشيرين إلى أن تلك الجهات تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في انتشار العنف بين الطلاب في المجتمع. وقالوا إن هناك وسائل اعلام مرئية، تبث أفلاماً ومسلسلات وبرامج تغذي روح العنف بين الطلاب وتوهمهم بأن العنف قوة لابد من استخدامها، الأمر الذي يؤثر في الشباب خصوصاً في سن المراهقة ويدفعهم إلى استخدام كل ما لديهم من طاقة للتعبير عن الذات.

وأشاروا إلى أن الأسرة تعد العامل الثاني في زيادة العنف لدى الأبناء، حيث إن ضرب الرجل لزوجته أمام ابنائه أو سبه لها، وضرب أحد الوالدين أو كليهما للأبناء يولد لديهم شعوراً بالحقد والكراهية لكل من يحيطهم، متابعين أن كبت وقمع افكار الشباب، يدفعهم الى التنفيس عنها ضد زملائهم في المدرسة أو جيرانهم في المنزل، كما ان ممارسة الألعاب الإلكترونية العنيفة، تغذي العنف لدى الشباب.

وذكروا أن المدرسة تحل في المرتبة الثالثة، حيث إن زيادة الدور التعليمي للطلاب في مقابل نقص الدور التربوي يؤدي إلى زيادة نسب العنف بين الطلاب، في ظل تقليص دور الأنشطة المدرسية التي تُعد عاملاً مهماً في تفريغ طاقات الشباب ما يقلل من فرصة لجوئهم الى العنف.

توازن

وقالت المديرة التنفيذية للشؤون التعليمية ومديرة إدارة الترخيص والاعتماد الأكاديمي في وزارة التربية والتعليم شيخة راشد الشامسي لـ«الإمارات اليوم» إن القيادة المدرسية هي التي يمكنها ان توازن بين الدور التعليمي والدور التربوي في المدارس، بحيث لا يطغى جانب على آخر، لافتة الى ان هناك لوائح سلوك تحكم مواجهة العنف بين الطلاب في المدارس لتحقيق النظام داخل المدرسة، موضحة انه تم اصدار لائحة جديدة للسلوك المدرسي تم توزيعها على المدارس وهي قيد الاختبار حالياً، ستحد من العنف الى حد كبير.

وأشارت إلى أن القوانين واللوائح التي يمكنها ان تحد من العنف وتعمل على توقفه بين طلاب المدارس موجودة، ولكن المهم هو تفعيل هذه القوانين واللوائح من قبل القيادة المدرسية نفسها التي تعد المسؤول الأول عن تحقيق التوازن بين البعدين التربوي والتعليمي داخل المدرسة.

وأكدت ضرورة تحقيق العدالة والمساواة بين جميع طلاب المدرسة دون تمييز بين احد حتى لا يشعر أحد الطلاب بالتهميش وبالتالي يلجأ الى العنف لإثبات وجوده، بالإضافة إلى تثقيف الطلاب سلوكياً وتوفير بيئة مدرسية جاذبة لهم، لافتة الى ان نجاح القيمة التربوية داخل المدرسة منوط بتنمية وتعزيز دور المعلم مربياً في المقام الأول قبل أن يكون معلماً.

وأضافت الشامسي ان الأنشطة الطلابية هي مخرج جيد للطلاب لتفريغ طاقاتهم وتحد بقدر كبير من العنف، مؤكدة ان الاستراتيجية الجديدة للتعليم، تولي اهتماماً خاصاً بتعزيز دور الأنشطة في المدارس ومن ثم سيتم تفعيل دور الأنشطة الطلابية، بحيث يتم إدخال الإرشاد الطلابي في الخطة الدراسية ووضع معايير مهنية لاختيار المرشد الطلابي، وإعادة هيكلة التربية الرياضية في المدارس لتحسين تنافس الطلبة في المسابقات الدولية وتصميم وإدخال التربية الصحية الإلزامية للطلبة.

ورأت الشامسي ضرورة ان يؤدي اولياء الأمور دورهم في انتقاء الأفلام والمسلسلات التي يشاهدها ابناؤهم حتى لا ينعكس ما يشاهدونه من عنف وجرائم فيها سلباً على سلوكياتهم في المجتمع.

وأوضحت أنه يجب تصنيف الأفلام حسب اعمار الأبناء، كما ينبغي عليهم توفير مناخ اسري سليم ومستقر داخل المنزل حتى يشعر الأبناء براحة نفسية بدلاً من تعرضهم للعنف من قبل اولياء امورهم ولابد من وجود حوار مفتوح بين الآباء والأبناء، مؤكدة ان المدرسة ليست هي المربي الوحيد للطلاب انما الأسرة لديها دور اساسي في تربية الأبناء، حيث ان منظومة القيم عند الطفل تكتمل عند بلوغه خمس سنوات تقريباً، وبما ان الطالب يعيش في اسرة ويقضي وقتاً طويلاً معها فلا يمكن القاء العبء كله على المدرسة، إنما دور المدرسة هو مساند للأسرة.

عنف الأفلام

بينما ألقت مديرة مدرسة ام عمار الثانوية في ابوظبي أمينة الماجد، اللوم على وسائل الإعلام المرئية التي تبث أفلاماً ومسلسلات وبرامج مليئة بالعنف، وافكاراً تحض الطلاب بشكل غير مباشر على ممارسة العنف وتغذي عقولهم بثقافة القتل والتدمير والتخريب بدلاً من نشر ثقافة التسامح والأخلاق والقيم الأصيلة بين افراد المجتمع.

وأضافت أن الاسر المفتتة تربوياً وسلوكياً ونفسياً لها دور سلبي في توتر أبنائها وتحولهم إلى مرضى نفسيين، لافتة الى انه عندما يكون العنف هو شعار الأسرة سواء كان بين الوالدين او تجاه اولادهم، فإن الطالب ينشأ على افكار عدوانية تجاه زملائه في المدرسة وتجاه المجتمع بأسره.

واكدت الماجد ان الطلاب عندما يشاهدون الأفلام العنيفة المليئة بالإثارة فإنهم يحاولون تقليدها ويتغذى عقلهم الباطن بتلك الأفكار، حيث يعتقدون أن ضربة السكين ليست بالامر الصعب وان العنف شيء مباح في المجتمع، ويتغذى عندهم ذلك الشعور بشدة عندما يكون هؤلاء الطلاب في سن المراهقة الحرج، ما يدفعهم إلى ممارسة العنف تجاه زملائهم من دون قصد في بعض الأحيان، مشيرة إلى أن بعض الشباب يميل إلى التقليد الأعمى لما يشاهدونه في التلفزيون او السينما او ما يعيشونه في المنزل من عنف بين افراد الأسرة نفسها.

‏حبس 5 شبان تعاركوا بالأسلحة البيضاء
محمد جرادات ــ الشارقة/ أمرت محكمة الشارقة الشرعية الابتدائية بحبس خمسة شبان لمدد تراوحت بين ستة أشهر إلى سنة واحدة، بسبب مشاجرة نشبت بينهم في منطقة النوف، تسببت في بتر إصبع أحدهم. صدر الحكم برئاسة القاضي يعقوب الحمادي، وعضوية القاضيين أحمد العوض وأبوالمجد الشرقاوي، وحضور وكيل النيابة سعيد الكتبي وأمانة السر خالد الجندي. وذكرت حيثيات الحكم أن أسباب المشاجرة كانت واهية، ومن ثم تطورت لعراك بالأيدي والسلاح الأبيض من سكاكين وساطور، وأن الواقعة حدثت منذ أشهر عدة في منطقة النوف، وجميع المتهمين (ثلاثة مواطنين واثنان لا يحملون أوراقاً ثبوتية)، تراوحت أعمارهم بين 18 و20 عاماً، اعتدى كل منهم على سلامة الآخر، وتعرض أربعة منهم لطعنات مختلفة في أجسادهم بواسطة سلاح أبيض، ورضوض في أماكن متفرقة من أجسادهم، وجروح في الرأس للبعض منهم، وقطع عميق في يد أحدهم، وإصابة أخرى غائرة في جبهة آخر، إضافة إلى بعض الإصابات المتنوعة أثبتتها التقارير الطبية الصادرة عن مستشفى القاسمي بالإمارة بعد أن تم تحويلهم إليها. واستندت المحكمة في حكمها إلى بعض المواد من قانون العقوبات وخففت العقوبة نظراً لحداثة سن المتهمين.‏

واشارت الماجد الى ان الطالب قد يكون عنيفاً ضد ممتلكات المدرسة من مقعد دراسي وحوائط وحافلات، مشيرة الى ان المدرسة تلزم اولياء الأمور من خلال «لائحة السلوك» بتحمل ولي الأمر الأضرار المادية الناتجة على سلوكيات ابنائهم، والتعهد بعدم تكرارها، وفي حالة التكرار يتم فصل الطالب تأديبياً لمدة ثلاثة أيام.

واوضحت أن المدرسة تركز حاليا على الدور التعليمي في مقابل تقلص الدور التربوي، لعدم وجود وقت لممارسة الأنشطة بسبب كثافة المناهج وطول الدوام الدراسي. لافتة الى ان الحل يكمن في عمل دراسة اجتماعية علمية، من قبل جهة بحثية حول اسباب انتشار العنف بين الطلاب، والعمل على فرض نتائج تلك الدراسة وتوصياتها والحلول المقترحة على الجميع.

غيرة

وأضافت مديرة مدرسة فلسطين للتعليم الثانوي شيخة الزعابي، ان المدرسة شهدت العام الماضي احدى حالات العنف، حيث ضربت طالبة زميلتها عند الحافلات المدرسية بسبب الغيرة والحقد لأنها طالبة محبوبة من قبل زميلاتها ولديها أصدقاء عدة، بينما الطالبة المعتدية تفتقد هذه المميزات، لافتة الى انه تم فصل تلك الطالبة تأديبياً لمدة ثلاثة ايام.

واضافت ان هناك عنفاً واعمال تخريب تؤدّى من قبل بعض الطلاب تجاه الأدوات المدرسية من اثاث وجدران. حيث يكتب بعض الطلاب كلاماً غير لائق عن بعض مدرسيهم داخل دورات المياه، للتعبير عن غضبهم، لافتة الى ان هناك طالبة فقدت الذاكرة بسبب ضغط الأسرة عليها وجراء عنفهم معها. واكدت ان الأسرة هي السبب الرئيس في ان يكون الأبناء اخياراً أو أشراراً، موضحة ان ما يفعله الأبناء خارج المنزل هو اسقاط لما يحدث داخل المنزل. اضافة الى ان السينما والتلفزيون يعدان مصدر العنف لدى الطلاب، مطالبة بضرورة انتقاء تلك المواد التلفزيونية حتى لا تؤثر سلبا في الشباب والمجتمع.

وأوضحت الزعابي أن هناك اخصائية نفسية واحدة لكل ثلاث مدارس بحيث تأتي الاخصائية الى المدرسة مرة كل اسبوع، مطالبة بضرورة ان يكون هناك اخصائية نفسية في كل مدرسة حتى يمكن ان تراعي حالة الطلاب النفسية بشكل مستمر. كما تطالب بأن يتم تكثيف الوعي التربوي وادخال البرامج التوعوية التي تحارب العنف، في المناهج الدراسية.

وايدتها مديرة مدرسة سلامة بنت بطي للتعليم الثانوي في ابوظبي مريم جمعة الشامسي، قائلة ان تنفيذ القوانين السلوكية بشكل صارم قد يحد من زيادة العنف بين الطلاب، لافتة الى ان العنف الذي قد يقع بين الطلاب قد يكون لأسباب اجتماعية موروثة.

ومن جهتها اكدت مديرة ادارة الانشطة الطلابية في وزارة التربية والتعليم وفاء العبار، ان الأنشطة الطلابية لها دور ايجابي في الحد من عنف الطلاب، خصوصاً اذا كان الطلاب على مستوى عاٍ من الثقافة والضبط الانفعالي والوعي بالولاء للوطن، لافتة الى ان هناك توجيهات لتأصيل الأنشطة الطلابية داخل المدارس خلال الفترة المقبلة، من خلال خطة مستقبلية.

واشارت الى انه لابد من نشر ثقافة مجتمعية تحض العنف وتشجبه بهدف تقلص انتشار العنف الذي يودي بأرواح الشباب الأبرياء من قبل اقرنائهم المتشبعين بأفكار العنف واساليبه. مؤكدة ان الدين له دور مهم في نبذ العنف بين الطلاب.‏

تويتر