Emarat Alyoum

التربية الأخلاقية والوقاية

التاريخ:: 21 أكتوبر 2017
المصدر: د. ليلى الهياس
التربية الأخلاقية والوقاية

ركزت الأجندة الوطنية، لرؤية الإمارات 2021، على تطوير نظام تعليمي رفيع المستوى، يمكن طلبتنا من التنافس المعرفي عالمياً، كما يساعد على صقل مهاراتهم وإعدادهم للمستقبل، ولتحقيق هذه الرؤية والأهداف المنشودة تضافرت جهود العديد من جهات الدولة ومؤسساتها، التي تؤثر في المنظومة التعليمية، سواءً بطريقة مباشرة أوغير مباشرة.

وبسبب اختلاف المؤثرات، التي تؤثر في المحور الأساسي والأهم للعملية التعليمية وهو الطالب، التي نعايشها في القرن الـ21، تولدت تحديات معاصرة، لم تكن تشكل مصدراً للقلق في ما مضى، تحديات تلامس قيم أبنائنا الأخلاقية والمجتمعية، والتي قد تؤدي إلى هشاشة في شخصياتهم، وضعف في أنماط تفكيرهم واتخاذهم للقرار، كما قد تتسبب هذه التحديات في تطور العديد من المشكلات ذات الأبعاد المختلفة، كالانحراف الفكري وضياع الهوية والشروع في تعاطي المواد المخدرة. ومن شأن هذه التحديات التأثير سلباً في منظومة التعليم، وعرقلة الخطة الموضوعة لتحقيق رؤية دولتنا الحبيبة.

وبسبب الانفتاح التكنولوجي الهائل، ولدت تحديات رقمية جديدة تؤثر في قيم أبنائنا وسلوكياتهم وتحصيلهم العلمي، كالتنمر الإلكتروني الذي بات يؤرق المجتمع بكل شرائحه، ولعل مبادرة التربية الأخلاقية التي تم إطلاقها بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، في يوليو 2016، والتي تهدف إلى بناء الشخصية، وغرس القيم، ورعاية المجتمع وتقدير الذات، كفيلة بتعزيز دور المدرسة في مجال الوقاية والتصدي للعديد من الآفات السلبية.

وتعتبر مبادرة التربية الأخلاقية فريدة بطابعها ومحتواها، حيث إنها تركز على تقوية عوامل الحماية لدى الطالب، والتقليل من عوامل الخطر التي قد تزيد احتمالية وقوعه في المشكلات السلبية، وذلك من خلال تعزيز مجموعة من الأسس التي تصب في تحفيز الذات، وصقل شخصية الطالب وتسليحه بالصفات المهمة كالمرونة وضبط النفس، وتعزيز القيم الأخلاقية لديه كالتسامح، والاحترام، والاعتدال، وغيرها من القيم. كما تهدف المبادرة من خلال البرنامج، الذي تم تطويره لتتناسب مخرجاته مع الفئات العمرية المختلفة، إلى تعزيز مفهوم الصحة النفسية لدى أبنائنا الطلبة، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من صحة الفرد، كما سيتم تعريف الطلبة بمقومات الصحة النفسية، ودورها في إدراك الذات، وتعزيز الصحة العامة.

وبعد الانتهاء من رحلة التخطيط والإعداد لهذه المبادرة الرائدة، نثمن كل الجهود المباركة التي وضعت هدفها الأساسي الاستثمار في أبنائنا الطلبة، وتمكينهم ليغدوا محركات نجاح لعملية التطور المتناغم، الذي تشهده الدولة، كما ندعو الآباء إلى أن يكونوا أدوات فاعلة وإيجابية يداً بيد مع المعلمين، لتعزيز أسس وقيم التربية الأخلاقية لدى أبنائهم، وكلنا ثقة ويقين بأن تطبيق هذه المبادرة على أرض الواقع سيكون بمستوى يرقى بدولة لا ترضى إلا بالمركز الأول.

alhayyas@gmail.com