آراء

التسامح والسعادة

جاء إعلان سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن حكومة المستقبل ليضع معياراً جديداً للتميز الحكومي، من خلال دمج الكفاءات الشابة، واستحداث وزارات للسعادة والتسامح والمستقبل والشباب والتغير المناخي، في سبيل إحداث تغييرات حقيقية تسهم في تحقيق طموحات شعب الإمارات. ولعلّ تعيين وزيري السعادة والتسامح يأتي ليعكس الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، التي تضع نصب أعينها بناء مجتمع متلاحم ومتآلف، قائم على التعايش المشترك والإنصاف والتآزر والعطاء والتسامح، والتي تمثل بمجملها القيم الجوهرية التي قام عليها الاتحاد، استلهاماً من رؤية المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه الآباء المؤسسين، رحمهم الله.

مما لا شك فيه أنّ الإمارات أثبتت أنّ التسامح والسعادة غاية جوهرية تتطلع إليها القيادة الحكيمة.

ولعلّ بدء العمل على ترسيخ التسامح والسعادة، باعتبارها فكراً وقيمة وسلوكاً إنسانياً، إلى جانب تحويلها إلى نهج حكومي مدعوم بمنظومة متكاملة من السياسات والمبادرات، يمثل نقلة نوعية لوضع الإمارات في صدارة النماذج العالمية الرائدة التي تحتذى في تعزيز التقارب الفكري والتآلف الحضاري والتفاعل الثقافي، لاسيّما في الوقت الراهن الذي يشهد فيه العالم تزايداً في وتيرة التعصب والتطرف والانغلاق.

إن الخطوة السبّاقة في تعيين وزيري التسامح والسعادة ليست غريبة على دولة الإمارات، التي لطالما شكلت بيئة حاضنة تمتزج فيها وبتناغم شعوب من مختلف الخلفيات الثقافية والدينية، لتشكل نسيجاً اجتماعياً فريداً، يتسم بالانسجام والعيش المشترك. ومع إطلاق وزارتي السعادة والتسامح، انطلاقاً من إيمان قيادتنا الرشيدة بأهمية التسامح في تقوية العلاقات الإنسانية، وبناء روابط متينة، قوامها التكافل والتآلف والمودة والاحترام، يمكننا القول إنّنا نسير قدماً باتجاه استشراف مستقبل الإمارات والبشرية جمعاء، مدفوعين بإرادة صلبة لا تعرف المستحيل، وتطلعات طموحة مستمدة من رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي قال: «لا مستقبل لهذه المنطقة بدون إعادة إعمار فكري ترسخ قيم التسامح والتعددية والقبول بالآخر فكرياً وثقافياً وطائفياً ودينياً».

مما لا شك فيه أنّ الإمارات أثبتت أنّ التسامح والسعادة غاية جوهرية تتطلع إليها القيادة الحكيمة، التي لا تألو جهداً في تحقيق الرخاء والرفاهية للمواطنين والمقيمين، وضمان جودة حياة عالية في بيئة معطاءة مستدامة، لذا تخطو الدولة اليوم خطوات واثقة نحو مستقبل زاهر، يضمنه العيش الرغيد والحياة الكريمة للأجيال الحالية والمستقبلية، استناداً إلى نهج حكومي استباقي ومبتكر وقادر على مواكبة المتغيرات المتسارعة بكفاءة عالية.

مدير عام «محاكم دبي»

 

تويتر