آراء

«السلفي» وحرمة الغيـر

لا شك في أن التكنولوجيا باتت تحاصرنا من الجهات كافة، ونضطر إلى استخدامها من ساعة نهوضنا من النوم إلى لحظة وضع رؤوسنا على الوسائد. ولكن مع الإيجابيات الكثيرة لهذه التكنولوجيا، إلا أن السلبيات تكون حاضرة دائماً، وقد تتطور وتصل إلى إيذاء الآخرين.

«من يدّعي تصوير نفسه لالتقاط صورة للآخرين في الجهة المقابلة للهاتف، نقول له: توقف فأنت تنتهك حرية الآخرين».

وبما أن القوانين وجدت لخدمة الناس، وإنصافهم، فهي أيضاً قادرة على التعاطي والتعامل بكل جدية مع من يخالف الشرائع، فالقوانين أبدت جدية في التعامل مع المخالفات المرتكبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من «تويتر» و«فيس بوك» وغيرهما، والآن بات من الضروري تأكيد قدرة القانون على التعامل مع المخالفات المرتكبة من قبل بعض الأشخاص، خلال استخدامهم ما يسمى بصور «السلفي».

ظاهرة «السلفي» انتشرت في الأوساط الشعبية كالنار في الهشيم، وهو ما لا نعترض عليه قانوناً، فالحرية متاحة للجميع دائماً، ما لم تتعارض مع حقوق الآخرين.

أن تصور نفسك فأنت حر، والقانون يكفل ذلك، ولكن أن تدعي تصوير نفسك لإظهار آخرين بسوء نية، فهنا يجب التوقف كثيراً، لأنك ترتكب مخالفة صريحة للقوانين وانتهاكاً لحرمة الغير.

كما أن من يدعي تصوير نفسه لالتقاط صورة للآخرين في الجهة المقابلة للهاتف، نقول له أيضاً: توقف فأنت تنتهك حرية الآخرين، وستكون مساءلاً أمام القانون إذا قرر الشخص الذي صورته مقاضاتك، أو أقدم على فتح بلاغٍ بحقك.

والقانون يتيح للجميع فتح بلاغ ضد أي إنسان رأى أنه أوقع الضرر به، سواء كان الضرر مادياً أو معنوياً، لذلك فإن التقاط الصور يجب أن يكون مراعياً لحرمة المكان، سواء كان عاماً أم خاصاً، وحرمة الموجودين فيه، خصوصاً من النساء، فبعضهن يفضل عدم الظهور في الصور.

والقانون تصدى لمسألة انتهاك حرمة وخصوصية الغير، فهناك نص صريح وواضح يقضي بالحبس والغرامة.

وتنص هذه المادة على أنه: يعاقب بالحبس والغرامة كل من اعتدى على حرمة الحياة الخاصة للأفراد، أو العائلة، بأن ارتكب أحد الأفعال الآتية في غير الأحوال المصرح بها قانوناً، أو بغير رضاء المجني عليهم: «أ» استراق السمع، أو سجل أو نقل عن طريق جهاز من الأجهزة - أياً كان نوعه - محادثة جرت في مكان خاص، أو عن طريق الهاتف، أو أي جهاز خاص آخر، «ب» التقط أو نقل بجهاز - أياً كان نوعه - صورة شخص في مكان خاص.

هذه المادة أيضاً تعاقب من نشر بإحدى الطرق العلانية أخباراً أو صوراً أو تعليقات تتصل بأسرار الحياة الخاصة للأفراد أو العائلة، وإن كانت صحيحة.

تويتر