مستأجرة الشقة المشتعلة حاولت تحذير الجيران.. وتؤكد:

جهاز إنذار بناية «حريق الشارقة» لم يُصدر تنبيهاً

الحريق أسفر عن وفاة خمسة أشخاص وإصابة 16 اختناقاً. الإمارات اليوم

قالت الأسرة المواطنة، التي كانت تسكن الشقة رقم 101 في البناية التي تعرضت لحريق في بالشارقة، أول من أمس، إن جهاز إنذار الحرائق بالبناية لم يعمل وقت الحادث، مشيرة إلى أن السكان لم يسمعوا أي تنبيه صادر عنه، وأن الأم حاولت قبل خروجها مع طفليها وخادمتها من شقتها، التي بدأ منها الحريق، طرق أبواب الشقق المجاورة لحثّهم على الخروج، كما اتصلت بالدفاع المدني والشرطة لإنقاذ سكان البناية، حيث نجا منهم ساكنو الدور الأول، فيما لم يتمكن سكان الأدوار العليا من الخروج.

حالة حرجة

أكدت مديرة مستشفى الكويت في الشارقة، آمنة علي كرم، أن الزوجين العربيين اللذين كانا بين مصابي حريق بناية منطقة البوطينة، أحدهما، وهو الزوج، حالته مستقرّة، بينما زوجته مازالت ترقد في العناية المركزة في حالة حرجة، مبينة أن قسم الطوارئ استقبل صباح أول من أمس، خمس حالات جراء الحريق، بينها ثلاث وفيات، إضافة إلى الزوجين اللذين تعرضا لاختناقات حادة جراء استنشاق الأدخنة.

تسرب الدخان

أكدت وزارة الداخلية ضرورة إحكام الأبواب المانعة للدخان وإغلاقها بصورة صحيحة في مخارج الطوارئ الموجودة في جميع المباني، لتمنع تسرب الدخان إلى تلك الممرات، وفق اشتراطات أجهزة الدفاع المدني والسلامة العامة، التي تركز أيضاً على إبقاء هذه الممرات دون أي عوائق ودون إشغالها أو استخدامها لأي أغراض أخرى.

مصاب: مخرج الطوارئ كان مظلماً

روى أحمد بابكر (48 عاماً)، أحد مصابي حريق بناية البوطينة في الشارقة، أنه سمع صوت شخص آسيوي يسكن في شقة بالطابق الثالث ينادي بصوت عالٍ، فظن أنه يتشاجر، إلا أنه عندما تكرر الصوت فتح باب الشقة، فرأى دخاناً كثيفاً في الممر والدرج، إضافة إلى رائحة حريق، فأيقظ زوجته، وحاولا الخروج من الشقة عبر الدرج، لكنهما فشلا لعدم توافر إضاءة في مخرج الطوارئ.

وروت الأم، لـ«الإمارات اليوم» تفاصيل الحادث، قائلة: «أقيم في الشقة منذ عام تقريباً مع زوجي وطفليَّ (أحدهما عمره ثلاثة أعوام، والآخر رضيع عمره ثمانية أشهر)، بالإضافة إلى خادمة (من جنسية دولة آسيوية)، وليلة الحادث لم يكن زوجي في المنزل، وفي نحو الساعة 12 قبل منتصف الليل شغّلت جهاز التكييف في غرفة النوم، ثم توجهت للاستحمام، وعقب انتهائي أخبرتني الخادمة بانتشار رائحة شيء يحترق، ما دفعني إلى البحث عن المصدر، إلى أن اكتشفت أنه جهاز التكييف، إذ كانت تتصاعد منه الأدخنة».

وأضافت «حين حاولت إطفاء المكيف، وقع صوت انفجار قوي وانطلق شرار، وتصاعدت أدخنة سوداء كثيفة، فهرولت مسرعة خارج الشقة حاملة أحد طفليّ، بينما حملت الخادمة الرضيع، وطرقت على الفور أبواب الشقق المجاورة، وكنت أنادي بصوت عالٍ محذّرة من الحريق، وبقيت على هذه الحال لدقائق عدة، لكن دون جدوى، إذ لم يستجب لي أحد، ما جعلني أتوجه مع خادمتي إلى المصعد الذي لم يكن يعمل وقتها، فاستخدمنا الدرج للنزول من الدور الأول إلى الشارع، وظللت أنادي بصوت عالٍ لتنبيه سكان البناية لعلّهم يسمعونني ويخرجون».

وأضافت: «توجهت لإيقاظ حارس البناية الذي أطفأ مولد الكهرباء الخاص بالشقة الخاصة بنا، ثم اتصلت بالشرطة والدفاع المدني، الذين حضروا خلال خمس دقائق فقط لموقع الحريق، وأجروا اللازم، من حيث إخلاء البناية وتأمين البنايات المجاورة، وإسعاف المصابين ونقل بعضهم إلى مستشفيات الإمارة».

وتابعت: «عندما استفسرت من حارس البناية عن جهاز الإنذار، أخبرني أنه معطل ولا يعمل، ما حال دون تنبيه سكان البناية، خصوصاً الذين يسكنون في الأدوار الأعلى، كونهم لم يتمكنوا من الخروج من البناية وقت تصاعد الدخان، في حين أن سكان الدور الأول تمكنوا من الخروج».

وأفادت بأنه «على الرغم من أن حجم فتحات نوافذ الغرف المخصصة للتهوية تعتبر مناسبة، إلا أنه من كثافة الدخان الذي انتشر في الغرفة ساعة احتراق جهاز التكييف لم أتمكن من فتحها»، مشيرة إلى أن «صاحب البناية وفّر لأسرتها سكناً مؤقتاً في شقة فندقية».

وكان حريق اندلع بعد منتصف ليلة أول من أمس، في جهاز تكييف بإحدى غرف الشقة التي تسكنها أسرة مواطنة ببناية سكنية في منطقة البوطينة في الشارقة، أسفر عن وفاة خمسة أشخاص (من جنسيات دول آسيوية وعربية)، بينهم أم وطفلاها (أربع وست سنوات) اختناقاً بالدخان، فيما أصيب 16 شخصاً، بينهم تسعة أفراد من العاملين في دوريات الأنجاد، وعامل في الدفاع المدني، بإصابات راوحت بين المتوسطة والبسيطة.

وأصدرت وزارة الداخلية، أول من أمس بياناً صحافياً، أكدت فيه أن الفرق المتخصصة في الوزارة تواصل تحقيقاتها حول الحريق الذي وقع بسبب مكيف هواء، لافتة إلى أن الدخان الذي تسرّب إلى مخرج الطوارئ في المبنى نجم عن خطأ بشري، بسبب ترك الباب مفتوحاً، بعد مغادرة الأسرة الأولى من خلاله بسلام، دون أن تتمكن الأسر الأخرى من عبوره، ما أسفر عن وقوع وفيات واختناقات داخله.

وأوضحت أن الدخان والأبخرة السامة في بعض الحالات تعد أشد خطراً من لهب النيران، وتسبب وفاة سريعة في حالة عدم توافر الاشتراطات، وحسن تصرف الأشخاص إزاء الحالات الطارئة.

وأعربت عن أسفها لوقوع الحريق، وما نتج عنه من خسائر في الأرواح، كان من الممكن تلافيها، مشدّدة على أهمية اتباع تعليمات واشتراطات السلامة، وسبل الإخلاء الصحيحة وعدم الهلع، والتصرف الطائش غير المسؤول.

تويتر