الخلل الكهربائي و«أعقاب السجائر» تصدّرا مسببات الحرائق منذ 2015

وفاة 4 وإصابة 66 شخصاً في 232 حريقاً بدبي خلال 6 أشهر

إجمالي الكادر البشري في «الدفاع المدني» لا يتجاوز 2000 ضابط وفرد. من المصدر

بلغ عدد الحرائق في دبي، خلال النصف الأول من العام الجاري، 232 حادثاً، بواقع 215 حريقاً بسيطاً، وتسعة متوسطة، وثمانية بليغة. وتصدر قائمة أكثر الأسباب تكراراً، منذ بداية العام الجاري حتى نهاية أغسطس الماضي وخلال العامين الأخيرين، الخلل الكهربائي وأعقاب السجائر.

الحرائق تشتعل في الثالثة ظهراً

قال مدير عام الدفاع المدني في دبي، اللواء راشد ثاني المطروشي، إن الساعة الثالثة ظهراً تصدرت أوقات وقوع حوادث الحرائق في دبي، خلال العام الجاري والعامين الماضي وقبل الماضي، بوصفها الموعد الأكثر تكراراً لاشتعالها.

وأضاف أن شهور الصيف (يونيو ويوليو وأغسطس) هي الأكثر من حيث عدد الحوادث، أما أكثر أجزاء المباني تعرّضاً لحوادث الحرائق في المباني الشاهقة، فهي غرف الساونا، وغرف النفايات، ومجمع الكهرباء. أما في المباني قيد الإنشاء فتتركز في كرافانات العمال، والمولدات الكهربائية، فيما تتركز حرائق الفيلات والمنازل في المطابخ وغرف النوم.

وقال مدير عام الدفاع المدني في دبي، اللواء راشد ثاني المطروشي، إن أربعة أشخاص توفوا في الحرائق خلال النصف الأول من العام الجاري، وأصيب 66 شخصاً بإصابات متفاوتة، لافتاً إلى أن 64 إصابة منها ناتجة عن الاختناق بالدخان، مقابل خمس إصابات بحروق متفاوتة بين البسيطة والمتوسطة.

وتابع أنه في ظل التركيز على الأنظمة الذكية في الأبراج فإن حوادثها التي وقعت منذ بداية العام وحتى نهاية أغسطس الماضي، وكذا خلال الأعوام الأخيرة، لم تسفر عن وفيات أو إصابات بليغة، مقارنة بحرائق المنازل التي أسفرت عن حالات وفاة وإصابات في النصف الأول من العام الجاري.

وأفاد المطروشي بأن أكثر المناطق تعرضاً لحوادث الحرائق خلال النصف الأول من العام الجاري هي الكرامة، وفي العام الماضي، القوز الصناعية، وفي العام قبل الماضي، السطوة، فيما بلغ معدل زمن الاستجابة للحرائق حتى أغسطس الماضي، تسع دقائق. أما أكثر مسببات الحرائق تكراراً، فكان التماس الكهربائي وأعقاب السجائر.

وأكد أن «دور الدفاع المدني لا يقتصر على الإطفاء، بل يمتد إلى الوقاية والتوعية»، مشيراً إلى أن «إجمالي الكادر البشري لا يتجاوز 2000 ضابط وفرد، وهو يعد ضئيلاً بالنظر إلى حجم المنشآت وعدد السكان في الإمارة، لذا عكف الدفاع المدني خلال السنوات العشر الماضية على تطوير الأنظمة الذكية التي تساعد على المكافحة، حتى صار السقف الواحد في أي برج يحوي ما يعادل 10 رجال إطفاء».

وقال المطروشي: «لا خوف على الأبراج في إمارة دبي مهما بلغ ارتفاعها، لأنها مزودة بأنظمة وتقنيات محكمة، مقارنة بالمنازل ذات الدور الواحد، لذا تقع غالبية الوفيات والإصابات البليغة في المنازل».

وأوضح أن ما حدث في حريق برج الشعلة، ومثله حوادث الأبراج الأخرى، أن النيران تشب في الواجهة، ولا تتمكن من الدخول إلى الشقق، بسبب تطور أنظمة الإطفاء.

وأضاف المطروشي أن أجهزة الإنذار أهم ما يميز هذه الأنظمة، إذ تصدر بمجرد وقوع الخلل بشكل أوتوماتيكي، ما يساعد على إخلاء مئات من البشر دون إصابات، على عكس المتبع في دول أخرى، إذ أسفرت حوادث مماثلة عن وفيات تجاوز عددها العشرات، بسبب تخلف أنظمة السلامة فيها.

كما أكد أن «الدفاع المدني» لا يتوقف عن مواكبة التطورات العالمية في مجال الإطفاء، لافتاً إلى أنه تتبع أدلة السلامة والمواصفات في المباني الموجودة في مدن الدول المتقدمة، وانتهى من إعداد كود الإمارات الذي يشتمل على مواصفات وتدابير عالمية، ويحدد العلاقة بين جميع الأطراف، سواء كانوا ملّاكاً أو مطورين، مع الدفاع المدني والجهات الأخرى المختصة. كما فرض مخالفات تصل قيمتها إلى مئات الآلاف من الدراهم في حال عدم الالتزام باشتراطات السلامة.

وأشار المطروشي إلى أن الإدارة تعمل على وضع تدابير وقائية لتفادي حرائق المنازل قبل وقوعها، تشمل أنظمة سلامة متطورة، وتطبيقاً للاستغاثة بضغطة زر، إضافة إلى العمل على تطبيق تقنية النانو التي تمثل نقلة في مجال الحماية من الحرائق، إذ ترصد الحرارة أو وقوع تسرّب في الغاز أو الدخان فور صدورها.

 

تويتر