المدهوس عبر الطريق مرتين ورمى نفسه أسفل عجلات حافلة

فيديو يكشف واقعة انتحار وراء حادث دهس

صورة

كشف فيديو التقطته كاميرا أمنية عن واقعة انتحار وراء حادث دهس سجل في شارع أم سقيم، مقابل أكاديمية شرطة دبي، وأسفر عن وفاة شخص، تبين أنه ألقى بنفسه أمام حافلة كمن يقفز في حوض سباحة.

عنصر المفاجأة

ذكرت نيابة السير والمرور في تحقيق أجرته «الإمارات اليوم»، أن عنصر المفاجأة من أهم العوامل التي تنتبه إليها النيابة، وتدقق فيها جيداً، مستعينة بتخطيط خبراء الحوادث في الإدارة العامة للمرور بشرطة دبي، والتقارير الفنية الموثقة بإفادات الشهود، وتسجيلات الكاميرات وغيرها من الأدلة التي تدرسها النيابة بشكل متأنٍ للغاية، لأنها متعلقة بحقوق الناس وأرواحهم. وأوضحت أن هناك جوانب يجب أن تكون واضحة للجميع، وهي أن المسؤولية لا تسقط عن السائق حتى لو كان المدهوس قاصداً الانتحار، بل تدرس النيابة احتمالات قدرة السائق على تفاديه، ومدى استعداده للتعامل مع عنصر المفاجأة، وفي حالة تيقن النيابة العامة بأنها حالة انتحار حقيقية، وأن السائق لم يكن بإمكانه تفاديه، فإنها لا تحرك الدعوى ضده.

وقال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات رئيس مجلس المرور الاتحادي، اللواء محمد سيف الزفين، لـ«الإمارات اليوم»، إن البلاغ سجل باعتباره حادث دهس عادي، بل إن السائق تحمل جانباً من المسؤولية، لكن بمعاينة فيديو لكاميرا ثابتة في المنطقة، تبين أنه بريء كلياً، وأن المتوفى لم يمنحه أي فرصة لتفاديه.

وأضاف أن الإدارة العامة للمرور سجلت 171 حادث دهس خلال النصف الأول من العام الجاري، أسفرت عن وفاة 20 شخصاً، وإصابة 164 بإصابات متفاوتة، لافتاً إلى تحميل سائقين مسؤولية وفاة 19 حالة، نتيجة عدم تقدير مستعملي الطريق.

وتفصيلاً، ذكر الزفين أن فيديو كشف عن تفاصيل مثيرة في واقعة سجلت حادث دهس، إذ أظهر المتوفى وهو يقف متردداً على جانب الطريق، ثم يعبر إلى الاتجاه المقابل، ويتحرك لمدة ثلاث دقائق، كأنه يفكر في ما يعتزم على القيام به، ثم يعود مجدداً إلى الاتجاه ذاته الذي انطلق منه، ويحدد هدفه من السيارات المقبلة قبل أن يرمي نفسه بطريقة غريبة أمام حافلة قادمة في مسارها الطبيعي على المسرب الأيسر من الطريق.

وأشار إلى أن الشخص المتوفى وهو جنسية دولة آسيوية، نام كلياً أسفل الحافلة لتدهسه بعجلاتها، لافتاً إلى أن طبيعة الحادث أثارت اشتباه خبراء معاينة الحوادث بالإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، لأن من المعتاد في هذه الحوادث أن يتم صدم الشخص بمقدمة المركبة، فيترك أثراً فيها، لكن الغريب أن مقدمة الحافلة كانت سليمة كلياً، ما رسخ انطباعاً بأن هذا الشخص كان مستلقياً قبل عبور العجلات فوقه.

وأوضح أنه تم تحرير بلاغ من قبل أفراد الدورية، باعتباره حادث دهس، ومن اللافت للنظر أن إفادة سائق الحافلة كانت مختلفة عن الواقع، ما يعكس ارتباكه، وعدم ملاحظته ما حدث، إذ ذكر أنه كان يسير في طريقه الطبيعي على سرعة أقل من تلك المحددة للطريق، وفجأة جرى أمامه هذا الشخص، فلم يستطع تفاديه، وقام بدهسه ليتوفى على الفور، مشيراً إلى أن المدهوس عبر من مكان غير مخصص لعبور المشاة.

وأوضح الزفين أن الفيديو كشف عدم جري الشخص أو محاولته تفادي الحافلة، لكنه رمى نفسه كمن يقفز في حوض سباحة، واستلقى كلياً على سطح الطريق قبل عبور المركبة عليه.

وأكد أن هذه الواقعة تعكس قناعته بأن نسبة كبيرة قد تصل إلى 80% من الحوادث سببها المشاة أنفسهم، مرجحاً وجود شبهة انتحار وراء حوادث أخرى، مثل تلك التي تقع على الطرق المفتوحة التي تصل سرعتها إلى 140 كيلومتراً في الساعة، إذ ليس من المتخيل أن ينجو شخص من الموت حين يعبر شارعاً مكوناً من ستة مسارات.

وطالب سائقي السيارات بأخذ الحيطة والحذر حين يرون أشخاصاً يقفون على جانب الطريق في أماكن غير مخصصة للعبور، إذ لا يمكن الجزم بطبيعة ما يفكر فيه هؤلاء، مشيراً إلى أنه عاين حوادث أخرى، لا يمكن أن يتحمل السائق مسؤولية الدهس فيها، لكن في جميع الأحوال يفترض أن يستعد لأي طارئ، لأن الخطأ وارد من الطرف الآخر.

وقال الزفين إن حوادث الدهس ظلت تتصدر أنواع الحوادث طوال السنوات الماضية، على الرغم من جهود شرطة دبي في الحد منها، وتنظيم أكبر حملة توعية من نوعها استهدفت عشرات الآلاف، وهي حملة «اعبر بأمان»، عازياً ذلك إلى ثقافة العابرين، خصوصاً من بعض الجاليات الآسيوية.

وأضاف أن مؤشر الوفيات المرورية انخفض خلال النصف الأول من العام الجاري بواقع 20 حالة وفاة، و164 إصابة ناتجة عن 171 حادثاً، مقابل 29 حالة وفاة، وإصابة 169 آخرين ناتجة عن 192 حادثاً.

وأشار إلى أن هناك حوادث دهس سجلت باعتبارها حالات انتحار، مثل شاب رمى نفسه من أعلى جسر في شارع الشيخ زايد، وأخرى لشخص تبين من خلال إفادة صديقه أنهما اتفقا معاً على الانتحار، والتزم هو بالاتفاق، فيما تراجع صديقه في اللحظة الأخيرة.

وبحسب القانون، لا توجد مطالبات مادية على السائق إذا ثبت عدم مسؤوليته عن وفاة المدهوس، سواء سجلت الواقعة انتحاراً، أو تحمل المدهوس الخطأ بمفرده.

 

تويتر