مراهق «سيتي ووك»: بدأت الاستعراض بالمصادفة

أكد المراهق الذي أثار الفزع، قبل أيام، بين رواد منطقة «سيتي ووك» السياحية في دبي، بسبب قيادته مركبة رباعية الدفع بطريقة خطرة، عرّضت حياة الآخرين للخطر، وتسببت في إتلاف ممتلكات عامة، أنه لم يقصد إثارة الفوضى، كما ظهر في مقاطع الفيديو التي التقطت له من داخل السيارة وخارجها، وإنه لم يتوقع حجم ردة الفعل التي قوبل تصرفه بها.

وقال المراهق، البالغ 17 عاماً، خلال إدلائه بإفادته أمام رجال الضبط المروري في شرطة دبي، إنه كان يقود السيارة برفقة عدد من أصدقائه أثناء سقوط الأمطار في المنطقة، وعندما انزلقت المركبة وانحرفت يميناً ويساراً، أعجبته الفكرة، وشجعه أصدقاؤه على الاستمرار في ذلك فاستجاب لهم، وشرع في الاستعراض بطريقة بالغة الخطورة.

وذكر مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، العميد سيف مهير المزروعي، لـ«الإمارات اليوم»، أن المراهق لا يحمل رخصة قيادة، وأنه أخذ السيارة من سائق الأسرة أثناء غياب ذويه.

يذكر أن مقاطع فيديو، تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، كشفت عملية استعراض خطرة نفذها المراهق بسيارة رباعية في منطقة «سيتي ووك»، أثناء سقوط الأمطار، حيث دار بمركبته مرات عدة حول نفسه، وكسر إشارة ضوئية، ما أثار حالة من الذعر لدى رواد المكان، ومن بينهم أسر تضم أطفالاً، ووجهت إلى الشاب ثلاثة اتهامات: تعريض حياة الآخرين للخطر، والصدم والهروب، وإتلاف ممتلكات عامة.

وأثارت الواقعة تساؤلات عدة حول سبب إقدام شاب على التصرف بهذا القدر من الجموح والتهور في منطقة لا تحتمل هذه التصرفات، على عكس المعتاد من هواة الاستعراض الذين يفضلون طرقاً خارجية بعيدة عن المناطق السكنية. وأجاب المتهم بعد ضبطه بأنه لم يتوقع عواقب تصرفه، إذ بدأ الأمر بنوع من المزاح، وانحرفت السيارة بالمصادفة أثناء محاولته التباهي أمام أصدقائه، لكنهم شجعوه على الاستمرار، وكان الظرف مهيأ لذلك في ظل سقوط الأمطار وانزلاق الطريق.

وأضاف أنه لم يستطع السيطرة على السيارة أثناء محاولته اللف بها حول نفسه، فاصطدمت بشاخصات مرورية وأعمدة وصعدت على الرصيف، لافتاً إلى أنه لم يتخيل أن تصل الأمور إلى درجة إيقافه والقبض عليه.

وقال المزروعي إن «المتهم متعلم وعلى وشك إنهاء المرحلة الثانوية، ولم يكن تحت تأثير أي شيء، ما يجعله مسؤولاً عن تصرفه حتى لو كان حدثاً».

وأضاف أن «السائق ليس محترفاً في القيادة بهذه الطريقة الاستعراضية، مثل كثير من الشباب الأكبر سناً، الذين يمارسون هذا النوع من الهوايات، ما أفقده القدرة على التحكم في السيارة، مؤكداً أن المنطقة لا تحتمل هذا النوع من القيادة سواء كان السائق مبتدئاً أو محترفاً».

وشرح المزروعي أن طبيعة الطريق في «سيتي ووك» تختلف عن الطرق العادية، لأنها لا تتكون من «الأسفلت» العادي، لذا كانت أكثر انزلاقاً بعد سقوط الأمطار، الأمر الذي ضاعف من خطورة الواقعة، وتسبب في اصطدام المركبة بإشارات ضوئية، وإتلاف بنى تحتية في المكان.

وأكد أنه «بناء على الحديث مع المتهم، فقد كان يدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه، إلا أنه لم يعِ ردود الأفعال، فضلاً عن أنه وقع في شَرك عملية تحريض مستمرة من أصدقاء سوء تصادف وجودهم معه».

وأشار إلى أن «الوضع كان سيختلف كلياً لو كان هناك شخص ناضج برفقته في السيارة، بغض النظر عن خطأ قيادته من دون رخصة، إذ كان سيردعه على الأقل، ويمنعه من التصرف بهذه الطريقة الخطرة».