شرطة دبي حمّلت المسؤولية لغياب رقابة الأسرة

فتاتان تصادقان مدمنَين فتتورطان في تعاطي المخدرات

كشفت الأخصائية الاجتماعية رئيسة شعبة التواصل الاجتماعي في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، أمل عبدالرحمن الفقاعي، تفاصيل قادت فتاتين في مقتبل العمر إلى السقوط في تعاطي المخدرات، على الرغم من تفوق إحداهما دراسياً.

وعزت ذلك إلى غياب الرقابة الأسرية، ومرافقة أصحاب السوء، لافتة إلى أن شرطة دبي قبضت عليهما وهما تحت تأثير عقارات مخدرة، ليصاب ذووهما بصدمة كبيرة.

وقالت الفقاعي، في إطار توعية الأهالي بأهمية وجود رقابة على أبنائهم وبناتهم، إن الفتاة الأولى ابنة لوالدَين مطلَّقين، وقد أنهت مرحلة الثانوية العامة بتقدير مرتفع، والتحقت بإحدى الجامعات، وكان نمط حياتها يسير في الطريق الصحيح إلى أن عرفت مجموعة فتيات غير سويّات، كُنّ على معرفة بشبان من خارج أسوار الجامعة.

وتابعت أن «الفتاة أحبت الانفتاح الكبير الذي تعيشه الفتيات، وبدأت الخروج برفقتهن، وفي أحد الأيام تعرفت إلى شاب مدمن للمخدرات، وتقرب منها فنشأت علاقة صداقة بينهما، وتعمقت علاقتهما أكثر مع مضي الوقت، فبدأت تخرج برفقته كثيراً، وتتأخر في السهر، مستغلة عدم وجود رقابة من عائلتها، إذ كانت والدتها تسمح لها بالخروج معتقدة أنها برفقة صديقاتها، وخلال هذه الفترة بدأت مشوارها مع تعاطي المواد المخدرة بفضل انحراف هذا الشاب». وواصلت الفقاعي: «في أحد الأيام، تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي من القبض على الشاب، بعد تلقيها معلومات عن تعاطيه مواد مخدرة، كما قبضت على الفتاة برفقته، وتبين أنها كانت تحت تأثير أقراص مخدرة محظورة زودها بها الشاب، وقد أصيبت عائلتها بصدمة كبيرة بعد معرفتها بالقبض على ابنتها في قضية تعاطي مواد مخدرة، فيما أشارت والدتها إلى أنها كانت تثق بها، وتعتقد أنها تقضي وقتها مع صديقاتها، ولم تشك يوماً في أن ابنتها ستصبح متعاطية للمواد المخدرة».

وانتقلت الفقاعي إلى الحديث عن الفتاة الثانية، البالغة 21 عاماً، شارحة أنها «استغلت غياب الرقابة الأسرية عنها، فكانت تخرج بصحبة شاب مدمن للمخدرات، وبسبب العلاقة التي جمعتها به، أخذت تسقط تدريجياً في هاوية تعاطي الحبوب المخدرة، لكن هذا لم يدُم طويلاً، إذ سرعان ما قبضت شرطة دبي عليها وعلى الشاب الذي كانت برفقته، لتؤكد فحوص المختبر الجنائي تعاطيها الحبوب المخدرة».

وأكدت الفقاعي أن عائلة الفتاة أصيبت بصدمة كبيرة إثر معرفتها أن ابنتها كانت على طريق الإدمان، بسبب القصور في الرقابة الذي أدى إلى مصادقتها شاباً يتعاطى المخدرات. وقالت إن قسم الرعاية اللاحقة في إدارة التوعية والوقاية يحرص على التواصل مع أسر المتعاطين، سواء عبر الهاتف أو الحديث المباشر معها، للإسهام في منع أبنائها من العودة إلى عالم المخدرات مرة أخرى، حيث يقدم الأخصائيون التوجيهات والإرشادات اللازمة لتمكين المفرج عنهم والمدانين في قضايا تعاطي مخدرات من تخطي الأزمات. وذكرت أن القسم ينفذ متابعة ميدانية ويجري فحوصاً مخبرية دورية لمن أنهوا الأحكام الصادرة بحقهم في قضايا تعاطي مواد مخدرة ومؤثرات عقلية، لضمان عدم عودتهم.

وبينت الفقاعي أن دور القسم لا يقتصر على متابعة المتعاطين، بل يحاول إيجاد فرص عمل لهم بعد خروجهم من السجن، عبر تدريبهم على أداء وظائف معينة، وتوفير مساعدة مالية لهم من خلال الجمعيات المختصة.

تويتر