19 ميزة تحمي جواز السفر الإماراتي من التلاعب

«إقامة دبي» تضبط 88 وثيقة سفر مزيفة خلال يناير الماضي

الأحبار والألياف الفسفورية في جواز السفر الإماراتي. من المصدر

ضبط مركز فحص الوثائق، التابع للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، 88 جواز سفر مزيفاً، وحالات انتحال شخصية أخرى خلال يناير الماضي، وفق مدير إدارة المركز، عقيل أحمد النجار، الذي أشار إلى أن جواز سفر دولة الإمارات من الأكثر أماناً عالمياً، لاحتوائه على نحو 19 ميزة أمان تحميه من التزييف أو التلاعب، أبرزها العلامة المائية، وسلك الضمان الموجود في ألياف صفحات جواز السفر، والألياف الملونة الموزعة على الصفحة.

1600

موظف يخضعون للتدريب على معرفة طرق تزوير جوازات السفر.

140

ألف شخص، تستقبلهم منافذ دبي البرية والبحرية والجوية يومياً.

وتفصيلاً، أكد النجار، خلال جولة صحافية في المركز، أن «منافذ دبي» تشمل ثلاثة خطوط أو مستويات من الضباط للكشف عن تزوير الوثائق، أولهم ضباط الصف الأول، الذين يزيد عددهم على 1600 موظف في مختلف المنافذ البرية والبحرية والجوية، ويخضعون لبرنامج تدريبي يساعدهم على معرفة طرق تزوير جوازات السفر.

وقال إنهم تمكنوا من ضبط 88 جواز سفر، من بينها 61 حالة تزوير في مختلف منافذ دبي، بما فيها مطارا آل مكتوم ودبي الدوليان، ومنفذ حتا البري، والموانئ. وكشفوا عن 26 حالة تزوير، إضافة إلى حالة واحدة لشخص حاول التحريف في معلومات جواز السفر، خلال يناير الماضي.

وكان مأمورو الجوازات قد ضبطوا 1069 جواز سفر مزيفاً، العام الماضي، من بينها 657 حالة تزوير، و391 انتحال شخصية، و21 حالة تحريف.

وتابع النجار أن موظفي الصف الأول لديهم وقت قصير جداً، للكشف عن صحة الوثائق الموجودة أمامهم، موضحاً أن «لدى مأمور الجواز أقل من دقيقة، للتأكد من شرعية دخول الشخص، والبحث عن اسم المسافر من بين لائحة المحظورين من السفر، وما إذا كان منتحلاً شخصية شخص آخر، وفحص الجواز، لذا لابد أن يجتهد في الحصول على المعلومات، وأن يقرر مدى صحة الأوراق في أقصر وقت ممكن».

وأكد أن «معظم المزيفين يعتمدون على تغيير وتزييف الصفحة الأولى من جواز السفر، ويتركون بقية الصفحات. و80% من هذه التغييرات يسهل الكشف عنه، ويستطيع مأمورو الجوازات معرفتها بسهولة»، مضيفاً أن «الإدارة تدرب مأموري الجوازات باستمرار على وسائل التزوير الجديدة، ليبقوا على اطلاع على هذه القضايا، كما أنها تنبههم في حال وجود ظاهرة بالنسبة لأي دولة، في ما يتعلق بالتزوير، وتزودهم بأرقام وكشوفات عن الجوازات المسروقة، خالية البيانات، من أي دولة». وأضاف النجار أنه «إذا شك مأمور الجوازات في تزييف جواز سفر، فإنه يرفع المسألة إلى ضباط الصف الثاني في منافذ دبي، الذين لديهم خبرة أكبر في معرفة التزييف، بسبب خضوعهم لبرنامج تدريبي مكثف للكشف عن التزوير»، مشيراً إلى أن «عدد ضباط الصف الثاني أقل من عدد موظفي الصف الأول، وهم موجودون قرب منافذ الدخول والخروج».

وأشار إلى أن ضباط الصف الثاني يحولون القضايا الحساسة إلى ضباط الصف الثالث، وهم موجودون في مركز فحص الوثائق، للتأكد من سلامة جوازات السفر باستخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة في المركز، الذي يضم نحو 50 موظفاً وهم مدربون على الكشف عن وسائل التزوير والوثائق المزيفة.

وأوضح النجار أن «سبب تشديد الإجراءات في دبي، هو الحرص على مواكبة التطورات وعمليات التزييف الجديدة، ليتمكن الموظفون من الكشف عنها بسهولة تامة»، مضيفاً أنه «ينبغي تحديث قاعدة البيانات بشكل مستمر، خصوصاً أن منافذ دبي تستقبل أكثر من 140 ألف شخص يومياً، ويزيد العدد باستمرار، إضافة إلى استضافة دبي معرض (إكسبو 2020)، ما يعني مضاعفة أعداد الزائرين بصورة أكبر».

وذكر أن «ثلثي القضايا التي يضبطها ضباط الصف الأول من مأموري الجوازات، تتركز في انتحال شخصية أخرى، أي أن جواز السفر غير مزور، إلا أنه يعود لشخص آخر يشبه حامله، ويستطيع الموظف الكشف عن التزوير، في معظم القضايا عن طريق معرفته بأساسيات البصمة المترية (المفردات المكونة لوجه الإنسان) وهي شكل العيون، وحجمها، والأذن، والأنف».

وأكد النجار أن كثيراً ممن يحملون جوازات السفر لا يعرفون عنها، بل قد يشترونها رغبة منهم في مغادرة دولتهم، ويتم خداعهم من قبل أشخاص آخرين، ويدفعون مبالغ مالية ضخمة بغية الحصول على الوثائق التي يعتقدون أنها حقيقية، مفيداً بأنه «إذا كشف مأمور الجوازات محاولة دخول شخص إلى أراضي الدولة باستخدام جواز سفر مزوّر، فإنه يبلغ عنه ليتم حجزه لفترة بسيطة وتسجيله في قاعدة البيانات عن طريق بصماته، وأخذ بصمة العين، قبل إعادته إلى الدولة التي قدم منها».

وأضاف: «إذا كان الشخص يحاول السفر من الإمارات إلى دولة أخرى باستخدام جواز سفر مزوّر، فإنه يحول إلى شرطة دبي لإصدار تقرير كامل عن الجريمة التي ارتكبها من خلال المختبر الجنائي، وتحويله إلى السلطة القضائية وإصدار الحكم في قضيته وفقاً لقوانين الدولة».

وأفاد النجار بأن جواز سفر دولة الإمارات يشتمل على 19 وسيلة لضمان صعوبة تزويره، ما يجعله من الأكثر أماناً عالمياً، وذكر من بينها 10 وسائل: أولاها العلامة المائية، وهي موجودة على صفحات الجواز كلها، وهي صورة صغيرة لا ترى إلا من خلال الضوء النافذ، والوسيلة الثانية هي سلك أو خيط الضمان الموجود في ألياف صفحات جواز السفر، والثالثة هي الألياف الملونة الموزعة على الصفحة.

وأكمل النجار أن الوسيلة الرابعة هي الألياف الفسفورية، وهي موزعة على مستوى الأوراق كلها، والأحبار الفسفورية وهي عبارة عن معلومات مطبوعة على أوراق جواز السفر، مضيفاً أن «الأحبار والألياف الفسفورية لا ترى بالعين المجردة، وتظهر فقط عند تعريضها للأشعة فوق البنفسجية».

وتابع أن الوسيلة السادسة هي الطباعة المجهرية لمعلومات على الجواز لا يمكن قراءتها إلا بالمجهر، والسابعة هي الأحبار المتغيرة الألوان، وهي عبارة عن حبر متغير اللون حسب مكان الورقة والإضاءة المسلطة عليها، والطباعة البارزة على الأوراق، والتاسعة هي العلامة المائية ذات الطبيعة الإلكترونية.

وتابع أن الوسيلة الـ10 هي طباعة زخارف ونقوش معقدة على ورقة جواز السفر بألوان مختلفة بتقنية الـ«كيلوش»، إضافة إلى خيط تثبيت الصفحة متعدد الألوان، ويكون موجوداً في منتصف جواز السفر، لافتاً إلى أن «وسائل الأمان في جوازات السفر هي ذاتها المستخدمة في الأوراق النقدية، ما يدل على أنها لا تقل أهمية في استخدام أفضل الوسائل لحمايتها من التزوير».

مركز دولي لوضع معايير التدريب

قال مدير إدارة مركز فحص الوثائق، الخبير عقيل أحمد النجار، إن الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، تطمح إلى تطوير المركز خلال السنوات الخمس المقبلة، بحيث يكون دولياً، ويضع معايير عالمية لطرق فحص الجوازات، ومعايير لتدريب الضباط على فحص وكشف تزوير الوئاثق.

وأكد أنها تخطط لإنشاء «اتحاد خبراء جوازات السفر» الأول على مستوى العالم، وأن يكون مقره في دبي، ومن ضمنه سيتم اعتماد الخبراء وتدريبهم، وجعله مؤسسة عالمية، أو جامعة متخصصة في تدريب مأموري الكشف عن وسائل تزوير جوازات السفر، كما أنها تخطط لإصدار مستوى ثانٍ من التدريب للموظفين، بدلاً من الاعتماد على برامج التدريب الأجنبية.

تويتر