تساؤلات حول تطبيق معايير السلامة.. و«الطيران المدني» تؤكد فرض رقابة عالية

حوادث المناطيد تقتل شخصين وتصيب 20 منذ 2010

صورة

أثار حادث سقوط منطاد سياحي في منطقة المدام في الشارقة، السبت الماضي، تساؤلات عدة حول معايير السلامة والأمان التي تطبقها الشركات المالكة لهذه المناطيد، ومدى الرقابة الحكومية المفروضة عليها، خصوصاً أن كل بالون منها يحمل ما يزيد على 20 شخصاً في كل رحلة.

ونشر مواطنون ومقيمون، عبر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، صوراً لحادث المنطاد التابع لشركة في دبي بعد سقوطه في المدام، وطالبوا بمراجعة معايير السلامة المطبقة في تلك البالونات منعاً لتكرار حوادثها.

ورصدت «الإمارات اليوم» ثلاثة حوادث وقعت خلال السنوات الأخيرة لمناطيد سياحية، أدت إلى وفاة شخصين وإصابة 20 شخصاً.

في المقابل، أكدت الهيئة العامة للطيران المدني أنها تفرض مستويات رقابة عالية على شركات المناطيد، بدءاً من إصدار التراخيص، وحتى التأكد من تطبيق معايير الأمن والسلامة خلال رحلاتها، وأبرزها الصيانة الدورية للمعدات، وتحديد مناطق الطيران، والظروف الجوية، وعدد الركاب على المنطاد.

جولة

■في أبريل عام 2010 سقط منطاد في منطقة ناهل قرب سويحان بالعين، وعلى متنه 13 راكباً، إضافة إلى قائده، ما أسفر عن وفاة اثنين، أحدهما فرنسي والآخر هندي، وجرح 11 آخرين.

■في يوليو 2015 تحطم منطاد هوائي في منطقة البداير في الشارقة، وأسفر عن إصابة ثلاثة سياح بجروح.

■في يناير 2017 سقط منطاد على متنه 22 في منطقة المدام بالشارقة، ما أدى إلى إصابة ستة سياح.

«الإمارات اليوم» أجرت جولة على مواقع حجز رحلات المناطيد في الدولة، وخلصت إلى أن 10 شركات تقريباً تقدم خدمات رحلات المنطاد في الدولة. ووفقاً لتصنيفات محركات البحث العالمية الخاصة بالأنشطة السياحية، ومنها «تريب أدفايزور»، فإن ثلاثاً منها هي الأكثر نشاطاً وجودة في مستوى الخدمات التي تقدمها للعملاء.

وتراوح قيمة رحلة المنطاد للشخص البالغ بين 800 و1100 درهم، وتقل عن هذا الرقم بواقع 100 إلى 200 درهم للأطفال، وتستمر لمدة 60 دقيقة من لحظة الإقلاع حتى الهبوط.

وتختلف الخدمات التي تقدمها الشركات، فبعضها يقتصر على الرحلة بالمنطاد، فيما تشمل عروض أخرى 60 دقيقة طيران بالمنطاد، إضافة إلى وجبة إفطار للركاب، وجولة وجلسة في أحد المخيمات الصحراوية، تراوح مدتها بين ساعتين وثلاث ساعات.

وتبدأ الرحلة بتجمع الركاب عند نقطة طيران المنطاد في الشركات كافة، في نحو الخامسة والنصف فجراً، لتقدم لهم محاضرة توعوية حول معايير الأمن والسلامة الواجب اتباعها أثناء سير الرحلة. ويبدأ الطيران بالمنطاد في السادسة صباحاً تقريباً.

كفاءة وخبرة عاليتان

وحول تفاصيل الرحلات، ذكرت شركة «بالون أدفانشر الإمارات» أن «برنامج الرحلة يبدأ بنقل العميل من مقر إقامته بحافلات الشركة، والوصول إلى نقطة التجمع عند الخامسة والنصف، وخلال الطيران بالمنطاد نحرص على المرور على أهم المعالم الصحراوية التي تتيح للعميل مشاهدة جمال المنطقة في توقيت شروق الشمس».

وقال مدير الشركة، آدم مايكل، إن إجراءات الرحلة تشمل تقديم محاضرة لمدة نصف ساعة، يشرح فيها الطيارون والفنيون للركاب معايير الأمن والسلامة الواجب اتباعها، ومنها أماكن الوقوف، والملابس المناسبة، وضرورة عدم حمل أية حقائب داخل المنطاد.

وأكد أن عمليات الطيران يقوم بها طيارون ذوو كفاءة وخبرة عالية، ولديهم عدد ساعات كبير في الرحلات المشابهة، كما يوجد في كل رحلة فنيون مختصون في عمليات الأمن والسلامة وحماية الركاب في حالات الطوارئ.

وبينت شركة «سندباد» لرحلات المنطاد أن العميل عند حجزه للرحلة يتسلم، بشكل مباشر أو عبر البريد الإلكتروني، رسالة تضم الاشتراطات والواجبات المطلوب منه الالتزام بها، وتشمل ارتداء ملابس مريحة، وعدم حمل حقائب (يمكن تركها في الحافلة التي تقله من مقر إقامته لنقطة الطيران)، وحمل الأوراق الثبوتية (الهوية، أو جواز السفر، أو رخصة القيادة، أو أية بطاقة تثبت هويته) أو صورة عنها، ويحدد لهم أن الوزن الأقصى للشخص المسموح له بركوب المنطاد هو 125 كيلوغراماً.

وقال أخصائي الحجز في الشركة، وقاس سليم، إن الرسالة التي يتسلمها العميل الراغب في حجز رحلة تشمل قائمة بالأشخاص الممنوع ارتيادهم لهذا النوع من الرحلات. وهم: الحامل لأكثر من ثلاثة أشهر، والأطفال دون الخامسة من العمر، والمسنون الذين يتجاوزون 70 عاماً، والأشخاص الذين أجروا عملية جراحية خلال الشهور الستة السابقة لرحلة الطيران، وأي شخص لديه إصابة كسر في يده أو قدمه، أو يعاني ألماً في رقبته، والأشخاص الذين لديهم خوف مرضي من المرتفعات.

معايير دقيقة

وقال كابتن مسؤول عن قيادة مناطيد هوائية، فضّل عدم ذكر اسمه، إن المناطيد يجب ألا تحلق خلال أشهر الصيف، بسبب الحرارة المرتفعة خلال تلك الفترة، إذ تؤثر الحرارة والرطوبة في عمل البالون وسلامة الركاب. ولفت إلى أن الصيانة الدورية شرط مهم لضمان سلامة طيران البالونات، كما يجب تعبئة البالون بالهواء الساخن وفقاً لمعايير دقيقة، حتى يرتفع في الهواء البارد.

من جهته، قال متحدث باسم الهيئة العامة للطيران المدني، إن «الشركات المشغلة للمناطيد الجوية تحصل على ترخيص من الهيئة»، مشيراً إلى أن «عملية الترخيص تشمل شهادة تشغيل وصلاحية، إضافة إلى رخصة للطيار الذي يتولى قيادة المنطاد»، موضحاً أن «السلامة تأتي دائماً في قائمة أولويات الهيئة التي تفرض رقابة على الشركات المشغلة لهذه المناطيد».

وأكد لـ«الإمارات اليوم» أن «هناك معايير عدة للسلامة تتبعها الشركات المشغلة للمناطيد، تشمل إجراءات الصيانة الدورية، وتحديد المناطق التي يسمح بالطيران فيها، والظروف الجوية، وعدد الركاب على المناطيد، بحيث لا يتجاوز الوزن المحدد لكل منطاد، وغيرها من الإجراءات الإضافية»، مشيراً إلى أن «الهيئة فتحت تحقيقاً في الحادث الأخير لسقوط منطاد كان يقل سياحاً في الشارقة».

تويتر