شرطة دبي استدرجت 2 من المتهمين قبل هروبهما من منفذ بري

خصومة ثأرية تنتهي بفصل رأس عامل زراعة

صورة

ضبطت شرطة دبي ثلاثة أشخاص يحملون جنسية دولة آسيوية، بتهمة قتل عامل زراعة من بلدتهم، وفصل رأسه عن جسده، نهاراً في منطقة سكنية على شارع الشيخ زايد قبل هروبهم.

وقال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، إن الثأر هو الدافع وراء ارتكاب الجريمة بهذه الطريقة الانتقامية، موضحاً أن الجريمة على خلفية عداوة بين أسرتي المتهمين والمجني عليه في بلادهم، لافتاً إلى محاولة فرار اثنين من المتهمين عبر منفذ حدودي، لكن فريق العمل في القضية نصب لهما كميناً، وأقنعهما بالاختباء في شاحنة، على اعتبار أنها متوجهة إلى دولة مجاورة، لكنهما فوجئا بدخولهما إدارة البحث الجنائي.

وتفصيلاً، قال المنصوري، إن بلاغاً ورد مطلع الشهر الجاري يفيد بالعثور على جثة رجل آسيوي في حديقة داخلية في منطقة سكنية على شارع الشيخ زايد.

وأضاف أن فريقاً من المباحث الجنائية والطب الشرعي انتقل إلى الموقع، وتبين أن القتيل مفصول الرأس، وتعرّض لطعنات نافذة في أماكن متفرقة من الجسم، ما دل على وجود دوافع انتقامية وراء الجريمة، خصوصاً أنها ارتكبت في وضح النهار.

وأشار إلى أن المجني عليه كان يستقلّ دراجته الهوائية وقت الجريمة، لافتاً إلى أنه بالتدقيق على هويته، تبين أنه يعمل مزارعاً يتولى تقليم الأشجار في المنطقة، وليس لديه أي سجلات جنائية أو سوابق.

وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد سالم الرميثي، إنه تم تشكيل فرق عدة من إدارة البحث الجنائي والملاحقة الأمنية، ووضعت احتمالات عدة، أبرزها وجود ثأر وراء الجريمة.

وأضاف أن جهود البحث توصلت إلى أن هناك عداوة بين عائلة القتيل وعائلة أخرى في بلادهم، ما ضيّق دائرة البحث في إطار حدوث تصفية، نتيجة هذه العداوة.

وأشار إلى أن فرق العمل بدأت ترصد الأشخاص المشتبه فيهم، لافتاً إلى أن الجهود أسفرت عن رصد ثلاثة أشخاص من عائلة الخصوم غادروا مقر سكنهم فجأة، وأغلقوا هواتفهم، ما أثار الشكوك حول تورطهم في الجريمة.

وأوضح أنه تم إجراء حالة استنفار بإدارة البحث الجنائي، لسرعة ضبط الجناة قبل فرارهم خارج الدولة، ونجح رجال المباحث في القبض على أحد المتهمين، وكان يختبئ في إمارة أخرى.

وأفاد الرميثي، بأن المتهم أقر بأنه تعاون مع آخرين من أقاربه في تنفيذ الجريمة، واقتصر دوره على مراقبة المجني عليه، ورصد تحركاته أثناء جولته اليومية في منطقة عمله، وتحديد النقطة الأنسب لقتله، فيما تولى شريكاه عملية القتل، لافتاً إلى أنه لا يعرف مكان شريكيه.

إلى ذلك قال نائب مدير الإدارة العامة للتحريات، العقيد محمد أهلي، إن فرق البحث واجهت تحدياً كبيراً، في ظل امتناع المتهمين عن الاتصال بأي من معارفهم داخل الدولة، واختفائهم في مكان مجهول.

وأضاف أن فرق البحث رصدت اتصالهما بشخص في بلادهما، طلبا منه تسهيل هروبهما إلى دولة مجاورة، حتى ينتقلا منها إلى بلادهما، وبناء على ذلك تم تحديد هوية المهرّب الذي سيتولى عملية نقلهما إلى تلك الدولة.

وأشار إلى أن فرق العمل ضبطت الشخص الذي كان ينوي تهريبهما، وبمواجهته اعترف بكل شيء، فتم استخدامه لتنفيذ الجزء الأخير من الخطة، وهو إعداد كمين لهما، واستدراجهما من المنطقة الحدودية التي يختبئان فيها.

وذكر مدير إدارة البحث الجنائي، المقدم عادل الجوكر، أن الخطة التي أعدها المهرب تمثلت في إخفاء المتهمين داخل شاحنة صغيرة (بك آب)، وتم تحديد أشارة سرية بينهم، وفي الموعد المحدد توجهت حافلة تضم عنصرين من شرطة دبي، على اعتبار أن أحدهما المهرّب والآخر زميله.

وحسب الاتفاق المسبق استقلّ المتهمان الشاحنة بسرعة، وأنزلا رأسيهما حتى لا يراهما أحد، وانطلقت المركبة عائدة إلى دبي، فيما كانا يعتقدان أنها تحملهما إلى خارج الدولة، وحين رفعا رأسيهما فوجئا بأنهما داخل الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، وأقرّ أحدهما بأنه أوقف المجني عليه في طريقه، فيما عاجله الآخر من الخلف طعناً بالسكين، وأحيل جميع المتهمين إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.

تويتر