أنقذه والده في اللحظات الأخيرة بعد اختناقه نتيجة نقص الأوكسجين

مُربية تترك رضيعاً مريضاً تحت شجرة وتحاول الهروب

صورة

تسببت مربية من جنسية دولة آسيوية في اختناق رضيع مواطن (تسعة أشهر) معرضةً حياته للخطر، حين تركته تحت شجرة في حديقة منزل أسرته وحاولت الهروب رغم علمها بأنه مريض ويعاني من نقص في الأوكسجين.

وقال والد الرضيع، سيف عبدالرحمن عبدالله التميمي، لـ«الإمارات اليوم» إنه انقذ رضيعه (فزاع) في اللحظات الأخيرة، والتقطه من تحت الشجرة وهو في حالة حرجة، إذ كان يتقيأ بشكل مستمر، ولا يستطيع التنفس، لدرجة أنه ظل ينفخ في وجهه حتى يستعيد أنفاسه، ثم أمسك الخادمة أثناء محاولة هروبها في شارع مجاور للمنزل.

وانتقل مدير مركز شرطة القصيص بالنيابة، المقدم عبدالله راشد الهفيت، إلى مكان الواقعة، وتم القبض على الخادمة وإحالتها إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيق معها بتهمة تعريض حياة الآخرين للخطر، كما انتقلت دورية إسعاف خلال دقائق لفحص الطفل والتأكد من حصوله على الرعاية الطبية اللازمة.

معاملة إنسانية

قال سيف التميمي، والد الرضيع، إنه يحرص على معاملة الخادمات بمنزله كأفراد البيت، ويخصص للخادمتين اللتين تتوليان شؤون البيت سائقاً لمساعدتهما في قضاء أغراضهما، وتعمل إحداهما لديه منذ عام وشهرين، والأخرى منذ تسعة أشهر، ولم تشكُ إحداهما من شيء.

وأضاف أنه يعمل هو وزوجته، لكن لا يتركان تربية الأبناء للخادمات، ويتابعان شؤونهم في كل صغيرة وكبيرة، مشيراً إلى أن ما حدث معه رسخ قناعة لديه بخطورة ترك الأطفال للخدم، مثلما يفعل كثير من الآباء والأمهات الموظفين.

وأشار إلى أهمية تركيب كاميرات مكشوفة وسرية في المنزل حتى يطمئن الأهل لعدم تعرض أبنائهم للأذى.

وتفصيلاً، ذكر التميمي أن الواقعة حدثت يوم الثلاثاء الموافق الثامن من نوفمبر الجاري، بمنزله في منطقة عود المطينة، إذ فوجئ بخادمة لديه تهرول إليه صارخة فيه لإنقاذ رضيعه، مشيرة إلى أنها كانت تنظف إحدى غرف الطابق الأول، وشاهدت المربية المعنية برعاية طفله تتركه تحت شجرة في الحديقة وتحاول الخروج من المنزل.

وأضاف أنه جرى بسرعة إلى المكان ليجد ابنه في حالة صعبة للغاية، إذ تحول وجهه إلى اللون الأزرق، وصار يتنفس بصعوبة بالغة، لافتاً إلى أنه أصيب بالفزع، وحاول إنقاذ ابنه من الاختناق بالنفخ في وجهه وهزه برفق، ثم استغاث بزوجته لمساعدته، بوضع الطفل على جهاز البخار.

وأشار إلى أن الخادمة كانت تحاول الخروج من المنزل في هذه اللحظة ومعها حقائب ملابسها، لكنها ارتبكت حين شاهدت المنظر، ففرت إلى المنطقة التي تقع خلف الفيلا، واستطاع الإمساك بها وإبلاغ شرطة دبي التي استجابت بسرعة كبيرة.

وأوضح التميمي أنه استقدم تلك المربية منذ أربعة أشهر من مكتب لتوظيف الخدم، باعتبارها ممرضة سابقة، بغرض رعاية الرضيع فقط، لافتاً إلى أن لديه خادمتين أخريين تتوليان شوؤن المنزل ورعاية بقية أطفاله الستة.

وتابع: «لم أكلفها بأي شيء في المنزل، حتى الطبق الذي تأكل فيه لا تغسله، خصصتها فقط للرضيع، وشرحت لها حالته الصحية، وحاجته إلى الرعاية الدائمة، وكانت تُعامل بشكل جيد في المنزل، لكن قابلت ذلك بنوع من الجحود، حتى حين قررت الهروب رمت الطفل تحت شجرة بدلاً من أن تتركه في مكان آمن أو تسلمه لخادمة أخرى».

وأفاد بأن الطفل قضى ستة أشهر في المستشفى بعد ولادته مباشرة، في فبراير الماضي، بسبب مرضه، وحاجته إلى رعاية خاصة، لافتاً إلى أن المستشفى طلب إبقاءه فترة أطول لكن قررنا نقله إلى المنزل مع توفير الرعاية اللازمة، واشترينا جهازاً خاصاً لعلاج مشكلة نقص الأوكسجين، كما أحضرت له تلك المربية باعتبارها ممرضة سابقة، والتزمنا بمواعيد مراجعة دورية لإعطائه حقن معينة.

وأفاد مركز شرطة القصيص بأن مدير المركز ونائبه انتقلا إلى المركز فور تلقي البلاغ، وتم التحقق من الوقعة والقبض على المربية، وإحالتها إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات معها بتهمة تعريض حياة الآخرين للخطر.

وذكرت المربية المتهمة، في إفادتها بمركز الشرطة، أنها تركت الطفل تحت الشجرة بغرض الهروب، بناء على اتفاق مع شخص آخر، مؤكدة أنها تُعامل بشكل جيد من قبل مخدومها، وتتقاضى راتبها شهرياً قبل الموعد المحدد.

تويتر