زوجة تسترد حياتها الأسرية بعد تدرّبها على الحوار المتزن

«هيئة تنمية المجتمع»: عدم قدرة الزوجين على إدارة خلافاتهما أغلب أسباب الطلاق

صورة

تمكنت زوجة من استرداد حياتها الأسرية التي كادت تنهار، بسبب قلة الخبرة، وانعدام الثقة، والعناد الذي أدى إلى هجر زوجها المنزل، واختفائه أشهراً عدة، تاركاً إياها مع طفلتين، ورافضاً أن يعلمها بمكان وجوده، في وقت أكدت فيه هيئة تنمية المجتمع في دبي، التي استغاثت بها الزوجة للمساعدة، أن أغلب حالات الطلاق تقع بسبب عدم قدرة الشريكين على إدارة خلافاتهما الزوجية، فيما يمكن لأي زوجين مهما كان الخلاف بينهما، أن يتمكنا من حله بهدوء، وفق القواعد السليمة المتبعة عبر الحوار، واتباع الأساليب الصحية السوية في التعامل بينهما.

ووفقاً لرئيسة قسم الأسرة والشباب في إدارة التلاحم الأسري في هيئة تنمية المجتمع في دبي، ناعمة الشامسي، التي روت القصة لـ«الإمارات اليوم»، أن الزوجة اتصلت على الخط الساخن للهيئة، تبكي معاناتها وتستغيث بالأخصائيين الاجتماعيين، بعد أن باءت محاولاتها لثني زوجها عن هجر المنزل بالفشل، خلال كلامها معه عبر المكالمات الهاتفية القليلة التي كان يجريها من وقت لآخر، والتي كانت تنتهي بشجار وعراك لفظي بين الزوجين، ما يلبث أن يغلق فيه الزوج الخط ليختفي بعدها مجدداً لأسابيع عدة.

وقالت الشامسي إن فريق الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين المكلفين متابعة المشكلات والاستشارات الأسرية، أخضعوا الزوجة لجلسات مطولة من التثقيف والتوعية بطرق وفن الحوار، وقاموا بتدريبها على أساليب التحدث مع زوجها حين يتصل بها، بحيث تبتعد عن أي موضوع كان سبباً في خلافاتهما، وتركز على مساحة الانسجام بينهما، والذكريات الحلوة التي مرّا بها، مستخدمة أسلوباً راقياً وهادئاً، مضيفة أن حوارها معه استمر عبر مكالمات عدة، أفضت في نهاية المطاف إلى جذبه مجدداً لبيته ولقاء زوجته.

وتابعت أن جلسات المتابعة والدعم للزوجين تواصلت بعد عودة الزوج إلى المنزل، وذلك لضمان استقرار العلاقة بينهما، وفقاً للأسلوب الجديد في التعامل والحوار بينهما.

إلى ذلك أكدت الشامسي أن نسبة عالية من حالات الانفصال والطلاق ما كانت لتقع، لو أن الزوجين كان لديهما معرفة وحنكة في إدارة الخلافات الزوجية، إذ من أهم قواعدها التفكير في تأثير ردود الأقوال والأفعال في الطرف الآخر قبل المبادرة إلى الرد، والمحافظة على هدوء الأعصاب عند ملاحظة أن الطرف الآخر بدأ يفقد أعصابه، وكذلك تجنب إدخال طرف ثالث ليس لديه ثقافة إدارة الخلافات في حل الخلاف بينهما، لأن ذلك يزيد الأمر سوءاً، فضلاً عن تجنب إطالة فترة الخلاف، واعتماد المصارحة، وتعزيز الحوار الهادئ بين الطرفين، مع تجنب العبارات التي تفقد الأمل بالوصول إلى حل.

وقالت الشامسي إن من الطبيعي أن يختلف الزوجان في الآراء ووجهات النظر، لكن من غير الطبيعي أن يكون الاختلاف عنصراً أساسياً ويومياً في علاقتهما، مشيرة إلى أن الخلافات التي تنتج عن عدم توافق التفكير واختلاف المستويات الاجتماعيّة والعلميّة تكون عاقبتها شديدة السوء، في حال لم يجر حوار جدي بين الزوجين حول نقاط الاختلاف بينهما بهدوء، حيث إن الخلاف الدائم بينهما يؤدي إلى دمار المؤسسة الزوجية، أو الوصول إلى الانفصال، الذي تنتج عنه مشكلات كثيرة يدفع ثمنها الأبناء.

وأضافت الشامسي أن سوء إدارة الخلافات وتفاقمها وتصاعدها إلى مستويات عالية من الغضب والنزاعات والاشتباكات اللفظية، له كثير من التأثيرات السلبية، سواء في الأسرة ككل أو في الأبناء خصوصاً، ومن اهمها نشوء مشكلات عند جميع أفراد الأسرة، في القدرة على التفاعل الاجتماعي مع الأفراد والمحيط، وتكوّن نظرة سلبية عن الزواج وعن العلاقات مع الآخرين، وفقدان الثقة بالوالدين، وما ينشأ عنه من انحراف في سلوك الأبناء.

وتابعت أن الأبناء الذين يتربون في بيت تسوده الخلافات والنزاعات يعانون اضطرابات نفسية وسلوكية وتعليمية واجتماعية، لأن الاستقرار والدفء الأسري يمثل نواة الأمان العاطفي في حياة الأفراد، مشيرة إلى انه كلما كانت العلاقة الزوجية متينة ومنسجمة، انعكس ذلك ايجاباً على حياة الطفل، وزاد من قدرته على الانفتاح على اكتشاف العالم الخارجي وباتت علاقاته مع الآخرين أقوى.

وأوضحت الشامسي انه يتعين على الزوجات أن يتعاملن مع الزوج العنيد بطريقة ذكية، متبعة أساليب تساعدها على التفاهم معه بعيداً عن النزاعات والمشكلات، اهمها الحوار الهادئ والاستماع له وإبداء التفهم، وتقبله كما هو، والتعبير الدائم له عن الحب بأقوال وأفعال واضحة، والتعاون معه ومشاركته أداء أعمال مفيدة.

وحذرت من إصدار الأوامر أو التخاطب معه بطريقة متعالية أو فيها بعض التسلط أو التصرف بقسوة، لأن ذلك يزيد من عناده، حيث من الضروري إعطاء الفرصة للتعبير عن رأيه، مؤكدة أهمية البحث دائماً عن أشخاص متعاونين معه مثل الأصدقاء والمعارف.

تويتر