تضبط عدم الالتزام بالمسارات والانحراف والسرعة وكسر الإشارة الحمراء

رادارات ذكية ترصد السائقين العدوانيين على التقاطعات في دبي

العميد سيف مهير المزروعي

نشرت الإدارة العامة للمرور رادارات ذكية حديثة على التقاطعات، يمكنها رصد حزمة من المخالفات الخطرة، تشمل عدم الالتزام بخط السير الإلزامي، والانحراف المفاجئ، والسرعة، وكسر الإشارة الحمراء، ويجري تطويرها حالياً لرصد ما يحدث قبل الدخول إلى التقاطعات، لردع السائقين المتهورين الذي يتسببون في حوادث عند الإشارات.

وكشف مدير الإدارة، العميد سيف مهير المزروعي، لـ«الإمارات اليوم» عن نشر 28 راداراً جديداً في تقاطعات عدة بالإمارة، ويجري حالياً بناء على توجيهات القائد العام لشرطة دبي الفريق خميس مطر المزينة تحديث الأجهزة الموجودة في كل التقاطعات الرئيسة، بعد تجربة الجهاز، والتأكد من فاعليته مقارنة بالرادارات الأخرى.

وتفصيلاً، قال المزروعي إن شرطة دبي رصدت تجاوزات عدة، ترتكبها فئة من السائقين على التقاطعات، ما يسبب خطورة على غيرهم من مستخدمي الطريق، إذ لا يلتزمون بخط سيرهم الإلزامي، وينحرفون بشكل مفاجئ إلى مسارات مستحقة لغيرهم، ويفعلون ذلك أحياناً بغرض التباهي، أو الاستقواء على شرائح يرونها أقل منهم على الطريق.

وأضاف أن الرادار الحديث يستخدم في دول أوروبية عدة، وتمت تجربته أخيراً، وأثبت فاعلية كبيرة إذ يعمل بنظام الذبذبات، ومزود بتقنية الـ(3G) الاتصال بالأجهزة عن بُعْد، وفي حالة تعرضه للخلل يبعث برسالة نصية إلى القسم المختص، ليتم حل المشكلة فوراً.
وأوضح أن الرادار الحديث يمكنه تمييز المخالفة عن بُعْد، ويصورها بالفيديو لمدة لا تزيد على 10 ثوانٍ، ما يتيح تسجيل عشرات الآلاف من المقاطع، على عكس الأجهزة الأخرى التي تستلزم استمرار التسجيل على مدار الساعة.

وشرح أن الأجهزة القديمة ترصد مخالفة «كسر الإشارة الحمراء»، في حالة تجاوز السيارة ما يعرف بـ«الخط الوهمي»، وهو خط يسبق الإشارة بمسافة تصل إلى 50 متراً، فإذا عبره السائق أثناء الإشارة الحمراء يخالف فوراً، أما إذا عبره حينما تكون صفراء، فلا يضبطه الجهاز حتى لو تحولت الإشارة إلى اللون الأحمر قبل تجاوزه.

وأشار إلى أن الجهاز الجديد يختلف كلياً، إذ يمكنه رصد سرعة السيارة من بعيد، ويحدد ما إذا كان بمقدور السائق تجاوز الإشارة في الوضع المسموح من عدمه، ويظل يراقبها حتى بعد عبورها الخط الوهمي، ثم يوثق المخالفة بالفيديو وليس فوتوغرافياً، كما أنه يرصد متجاوزي الإشارات على أي سرعة، إذ يعمل من صفر إلى أكثر من ذلك بخلاف الرادارات الأخرى، التي تسجل فقط في حالة تجاوز السيارة الإشارة على سرعة أكثر من 20 كيلومتراً في الساعة، مؤكداً أن هذا من شأنه ردع منتهكي الإشارات، الذين يتسببون في حوادث قاتلة.

وتابع أن النتائج التي حققها الرادار، الذي يعرف باسم «ميست فيوجن»، بعد أيام من نشره مطلع الشهر الجاري، كانت مبهرة بكل المقاييس، إذ يراقب التقاطع ومنطقة الصندوق الأصفر بشكل شامل، ويميز ست مخالفات مختلفة، وتمكن من رصد سيارات تتجاوز بطريقة خطرة، فتنحرف يساراً من أقصى اليمين، مثيرة حالة من الارتباك والسخط لدى السائقين الملتزمين، كما ضبط المركبات التي تقوم بالدوران إلى الخلف من غير الأماكن المخصصة، وتلك التي تتوقف بطريقة غير قانونية في الصندوق الأصفر، وحالات الانحراف المفاجئ، فضلاً عن السرعة، وكسر الإشارات الحمراء.

وقال إنه عاين تجربة مهمة لهذا الرادار في فرنسا، حينما وقع حادث في أحد التقاطعات، وعلى عكس المعتاد رصد الجهاز ما حدث قبل دخول السيارة المتسببة إلى التقاطع، إذ قاد سائقها بطريقة بالغة التهور متجاوزاً بين المركبات، ومنحرفاً بطريقة خطرة حتى صدم مركبة تسير في طريقها الطبيعي، ما ساعد على توقيع عقوبة مشددة على السائق، لافتاً إلى أنه طلب من الشركة المصنعة تطوير الأجهزة الموجودة في دبي، لتستطيع رصد ما يحدث قبل دخول السيارات إلى التقاطعات.

تويتر