على رأسها الإهمال الأسري ووضع الأثاث أسفل النوافذ والشرفات

4 أسباب وراء سقوط أطفال من بنايات في الشارقة

صورة

كشف مسؤولون في شرطة الشارقة والإدارة العامة للدفاع المدني وبلدية الشارقة، أن هناك أربعة أسباب وراء تزايد حالات سقوط الأطفال من شرفات ونوافذ البنايات في الإمارة، إذ سقط خمسة أطفال من الشرفات والنوافذ، خلال الشهرين الأخيرين، مشيرين إلى أن الأسباب تتلخص في الإهمال الأسري، من خلال انشغال الوالدين بعيداً عن الأطفال في المنزل، ووضع الأثاث أو بعض الأغراض بطريقة غير صحيحة أسفل النوافذ، ووضع مخلفات في الشرفات، ما يتيح الفرصة للأطفال للتسلق إلى أطراف الشرفات، وبالتالي تعرضهم للسقوط، بالإضافة إلى عدم اتباع حزمة التعديلات على الاشتراطات الخاصة بالنوافذ والشرفات، وانخفاض النوافذ والشرفات عن 120 سنتيمتراً، وعدم اتباع إجراءات الأمن والسلامة في البنايات، من خلال عدم تركيب أجهزة إغلاق وتحكم بالنوافذ، التي تتيح فتح النوافذ 10 سنتيمترات بالقوة العادية. وأكدوا، لـ«الإمارات اليوم»، أنه جارٍ العمل على تطبيق معايير واشتراطات الوقاية والسلامة، في جميع بنايات الإمارة، وفرض غرامات على المخالفين لتلك الاشتراطات.

وتفصيلاً، قال القائد العام لشرطة الشارقة، العميد سيف الزري الشامسي، إن الإهمال الأسري هو السبب الرئيس في سقوط الأطفال، ويوجه للأسرة اللوم بالتقصير في حماية أبنائها في معظم حالات سقوط الأطفال، لافتاً إلى أنه «لو انتبه الآباء والأمهات لأطفالهم في المنازل لما سقط طفل من بناية، كما أن عدم وجود حماية للأطفال، وعدم اتباع اشتراطات الأمن والسلامة في الشرفات والنوافذ سهل حالات السقوط، فالطفل لا يعي الخطورة التي يشكلها تسلقه النافذة أو الشرفة، لكن من المفترض أن تعي الأسرة ذلك، وتحاول عدم وصول الأطفال لها، من خلال الرعاية والرقابة المستمرة لهم بالمنزل، بالإضافة إلى عدم وضع أي مقاعد أو تخزين أي شيء أسفل النوافذ أو الشرفات، ما يسهل صعود الطفل إليها، ومن ثم سقوطه منها».

• جارٍ العمل على تطبيق معايير واشتراطات الوقاية والسلامة في بنايات الإمارة.

وأضاف أنه تم عقد اجتماعات بين شرطة الشارقة، والإدارة العامة للدفاع المدني، والبلدية، للحد من تلك الظاهرة، من خلال إلزام السكان وأصحاب البنايات بتطبيق اشتراطات الأمن والسلامة في البنايات.

وطالب الشامسي ملاك المباني والمستأجرين بتنفيذ إجراءات الأمن والسلامة في البنايات، والعمل على رفع الشرفات والنوافذ عن 120 سنتيمتراً، وألا تتعدى فتحة النافذة خمسة أو 10 سنتيمترات.

فيما أوضح المدير العام للدفاع المدني في الشارقة، المقدم سامي خميس النقبي، أنه على جميع المقاولين، الذين ينشئون بنايات جديدة تطبيق مواصفات ومخططات الوقاية والسلامة في المباني، مؤكداً أنه لن يتم منح أي ترخيص لملاك تلك البنايات، إلا في حالة تنفيذهم جميع قواعد الأمن والسلامة، إذ يتم وقف المبنى ومخالفة المقاولين والاستشاريين.

وأشار إلى أنه بالنسبة للبنايات القديمة، فعلى ملاكها وسكانها الالتزام بقواعد التعديل في المواصفات من رفع الشرفات والنوافذ عن 120 سنتيمتراً بدلاً من 100 سنتيمتر، وألا تتعدى فتحة النافذة 10 سنتيمترات، وإذا وجدت مخالفة لتلك الشروط يتم فرض غرامات، مؤكداً أن رسوم تعديل تلك النوافذ والشرفات زهيدة، ولا تقارن بحجم المنافع التي تعود عليها من حماية الأطفال.

وتابع النقبي أنه جارٍ حصر جميع البنايات القديمة، التي تشكل نوافذها وشرفاتها خطراً على الأطفال، وأن هناك توعية للسكان، وخطة مع البلدية وهيئة الوقاية والسلامة، للقضاء على تلك الظاهرة، لافتاً إلى أن الحماية من سقوط الأطفال تبدأ من الوالدين أولاً، إذ عليهما مراقبة الأطفال وعدم وضع أي أثاث أو مخلفات تسهل تسلق الطفل للشرفة أو النافذة، كما أن على مسؤولي البناية التأكد من تركيب كل إجراءات الأمن والسلامة في البناية.

من جهته، أكد مدير الإدارة الهندسية في بلدية الشارقة، خليفة بن هدة السويدي، أن البلدية أجرت حزمة تعديلات على الاشتراطات الخاصة بالنوافذ والشرفات في جميع البنايات بالمدينة، تتصدرها إلزام المالك والمقاول بأن يكون ارتفاع النوافذ والشرفات 120 سنتيمتراً بدلاً من متر واحد، إلى جانب إلزام جميع السكان بتركيب أجهزة تحكم في النوافذ (مقاومة)، بحيث لا تفتح النوافذ أكثر من 10 سنتيمترات بالقوة العادية.

وأضاف أن حزمة الاشتراطات الفنية والهندسية، المعمول بها من البلدية تحول دون سقوط الأطفال، مستدركاً أن قيام بعض السكان بوضع الأثاث في المنزل، أو بعض الأغراض بطريقة غير صحيحة، يتيح الفرصة للأطفال للتسلق إلى النوافذ، وبالتالي يتعرضون للسقوط.

ودعا السكان والملاك والمقاولين والمكاتب الهندسية، والجهات ذات الصلة إلى التعاون مع البلدية على تنفيذ هذه الاشتراطات التي تحفظ سلامة أبنائهم، مؤكداً أن البلدية تنظم من وقت لآخر حملات تفتيشية على المساكن، للتأكد من تطبيق الاشتراطات الجديدة التي تم تطويرها، بغرض تعزيز أمن وسلامة الأطفال.

وقال السويدي إن «بلدية الشارقة تحذر من استخدام الشرفات كمخزن، أو وضع بعض الأغراض فيها، إذ قد تتعرض حياة الأطفال للخطر من خلال التسلق فوق هذه الأغراض، كما أنها تشوه المنظر العام للمدينة، وتساعد على اندلاع الحرائق، ما يعرض أمن وسلامة السكان للخطر»، داعياً الأهالي إلى عدم التردد في تقديم شكوى، لمساعدة أصحابها على تطبيق الاشتراطات اللازمة، لضمان تحقيق الأمن والسلامة.

وشدد على أهمية دور الآباء والأمهات في التأكد من اشتراطات السلامة في منازلهم، وحث الأهالي على اتخاذ الاحتياطات اللازمة، الكفيلة بالحد من حوادث الأطفال المنزلية، كونها السبب الرئيس في وفاة الأطفال.

تويتر