شرطة دبي ضبطت «كتالوجات» حول كيفية استدراجهم

«تكتيك هجومي» لضبط مستهدِفي الأطفال عبر الإنترنت

المهووسون بالمواد المخلّة يتقربون للطفل بطرق خبيثة حتى يحصلوا على صوره ثم يبتزونه. أرشيفية

كشف مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، في شرطة دبي، المقدم سعيد الهاجري، عن استخدام «تكتيك هجومي» في التعامل مع مستخدمي المواقع الإلكترونية الذين يستهدفون الأطفال عبر الإنترنت.

وقال لـ«الإمارات اليوم» إن شرطة دبي تبادر بالقبض على أي شخص لمجرد حيازته مواد مخلّة، لافتاً إلى ضبط أشخاص يروّجون أدلة إرشادية (كتالوجات) تحتوي على طرق وأساليب ارتكاب الجرائم الإلكترونية، مضيفاً أنها وجدت لدى أحدهم دليلاً حول «كيفية استدراج الأطفال عبر الإنترنت».

وتفصيلاً، ذكر الهاجري أن «شرطة دبي لا تنتظر استدراج طفل، أو ابتزازه، حتى تتخذ إجراءً ضد مستهدفي الأطفال على الإنترنت، بل تتدخل مباشرة، ولا تتردد في القبض على أي شخص إذا ثبتت حيازته مواد غير قانونية تتعلق بهذه الفئة».

وأضاف أن «هذا هو أسلوب الدولة بشكل عام في التعامل مع المجرمين، في ظل الخطورة الكبيرة التي يمثلونها، والتي رصدت في جرائم هزت مجتمعات أخرى، مثل واقعة استدراج طفلة تدعى (أماندا) في كندا، إذ لاحقها أحد المبتزين حتى قادها إلى الانتحار».

وقال الهاجري إن «تكتيك الهجوم على مرتكبي هذا النوع من الجرائم، قبل أن يتمكنوا من تنفيذ جرائمهم، يهدف الى حماية المجتمع من ذوي النفسيات غير السوية»، مؤكداً «عدم تسجيل جرائم ابتزاز أطفال، خلال العام الماضي، على الرغم من ضبط أشخاص يحوزون مواد مخلة، عثرت الشرطة في حوزة أحدهم على أشياء فظيعة تخص الأطفال، واتخذت ضدهم الإجراءات القانونية المتبعة في الدولة، وأُبعدوا جميعاً إلى الخارج».

وأوضح أن «هؤلاء المجرمين لا يكتفون بارتكاب جرائمهم، بل ينشرون أساليبهم عبر مدونات خاصة بهم على الانترنت، فيقول أحدهم إنه جرّب هذه الطريقة، ونجحت معه، منشئاً ما يمكن تسميته (كتالوج) أو دليلاً إرشادياً للجريمة، حتى صارت هذه الكتالوجات منتشرة على الإنترنت».

وكشف أن أحد «الكتالوجات» المضبوطة يتكون من 130 صفحة، ويتناول «كيفية استدراج الطفل وإغرائه»، ومن ثم إخضاعه لإرادة المبتز، مؤكداً اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الشخص الذي كان يحوزه.

وأوضح الهاجري أن «وسائل الجذب التي يستخدمها المجرمون متنوعة ومريعة، فهم يقصدون الأطفال في المواقع والتطبيقات التي يفضلونها، مثل الألعاب والدردشة، ويدّعون أنهم في العمر نفسه، ثم يستدرجونهم لاحقاً».

وأكد ضرورة انتباه الأهل إلى هذه النقطة، ومعرفة الأشخاص الذين يتواصلون مع أبنائهم عبر الإنترنت، لأن «المجرمين يكون لديهم نوع من الشذوذ، ويقيم غالبيتهم خارج الدولة، فيما أن الطفل لا يمكنه تمييز الخطر، ويمكن أن يقع ضحية شخص يحدثه أحياناً في أفلام الكارتون والمسلسلات التي لا يعرفها سوى الأطفال، فيحصل على ثقته بهذه الطريقة الخداعية».

وأفاد بأن «شرطة دبي لا تراقب أنشطة الأشخاص عبر الإنترنت، وتتحرك في حال ورود بلاغ أو شكوى أو معلومات»، لافتاً إلى أن «السلوكيات الإجرامية تتفاوت بين شخص وآخر، فهناك فئة من المنحرفين تستهدف الأطفال بشكل أساسي، وفئة أخرى من العابثين، ممن يتورطون بالمصادفة، إذ تجدهم يبحثون بشكل عشوائي عن مواد جنسية عبر الإنترنت، ويصادفون أطفالاً، سواء كانوا إناثاً أو ذكوراً، مؤكداً أن التركيز يكون دائماً على الفئة الأولى، لأنها أكثر خطورة على الأمن النفسي والاجتماعي للطفل».

وأوضح أن الإدارة ضبطت شخصين حازا أفلاماً مخلة للأطفال، لافتاً إلى أن «المهووسين بهذه المواد يتقربون بطريقة خبيثة للطفل حتى يحصلوا على صوره، ثم يبتزونه للحصول على مزيد من الصور»، مؤكداً أن «معظم الحالات المسجلة فردية، لكن من باب الوقاية يجب أن تنتبه الأسرة إلى الطرف الآخر، لأن الطفل لا يستطيع حماية نفسه».

تويتر