«مرور دبي» تسجّل حوادث قاتلة بسبب «الهاتف المتحرك»

سائق يدهس عابراً أثناء إجرائه مكالمة.. وآخر يتمزّق داخل سيارته

حادث وقع أخيراً بسبب انشغال السائق باستخدام الهاتف أثناء القيادة. أرشيفية

كشف مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، العقيد سيف مهير المزروعي، عن حوادث قاتلة تسبب فيها أشخاص يستخدمون الهاتف المتحرك أثناء القيادة أو السير على الأرصفة. وروى أن سائقاً صدم شخصاً كان متوقفاً على جانب الطريق، وتسبب في وفاته، ومع ذلك فقد تابع طريقه.

«كلنا شرطة» يتلقى 1216 بلاغاً

كشف مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، العقيد سيف مهير المزروعي، عن تلقي الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي 1216 بلاغاً من أفراد الجمهور عبر برنامج «كلنا شرطة» ضد سائقين يستخدمون الهاتف المتحرك أثناء القيادة، خلال العام الماضي، مقابل 996 اتصالاً في 2014، و770 اتصالاً في 2013، معتبراً أن «هذا العدد الكبير من البلاغات يعبر عن إدراك فئة من أفراد المجتمع خطورة هذا السلوك، وعواقبه على سلامة مستخدمي الطريق».

وقال المزروعي إن الشرطة أوقفت السائق، وسألته عن سبب عدم توقفه، فأكد لها أنه سمع صوت شيء يرتطم بسيارته، لكنه لم يدرك أنه دهس شخصاً، إذ كان مشغولاً بالهاتف.

وأطلقت شرطة دبي، أمس، حملة حول مخاطر استخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة، فيما كانت سجلت نحو 50 ألف مخالفة «استخدام هاتف أثناء القيادة»، من بينها 140 مخالفة سجلت بجهاز رادار حديث، وأكدت أن «التصوير الذاتي (سيلفي) يندرج تحت هذه المخالفة».

وفي التفاصيل، قال المزروعي «إن مخالفة استخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة تمثل سبباً رئيساً وعاملاً مشتركاً في كثير من الحوادث القاتلة، خصوصاً في ظل تنوع وسائل التواصل الاجتماعي، وانشغال السائقين بالدردشة أو تصفح المواقع أثناء القيادة»، مضيفاً أن «شخصاً اصطدمت مركبته بشاحنة من الخلف، أخيراً، ما تسبب في تمزق جسده تماماً، وحشره داخل سيارته. وأثناء محاولة استخراجه، عثر على الهاتف المتحرك في يده، ما يؤكد أنه كان يستخدمه عند وقوع الحادث».

وتابع: «من خلال تحليل حوادث الصدم من الخلف، تبين أن كثيراً منها يقع بسبب استخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة، أو عدم ترك مسافة كافية»، لافتاً إلى أن «اتخاذ قرار بشأن موقف طارئ على الطريق يحتاج إلى أقل من ثانيتين. لكن هذه الفرصة تتلاشى كلياً في حال انشغال السائق بالهاتف، ولا يلزم وقت أطول من الثانيتين للاصطدام بالمركبة التي تسير في الأمام». وأوضح أن «سلوك استخدام الهاتف في كل وقت ومكان، من دون وضع محاذير أو اعتبارات لذلك، صار منتشراً في مجتمعنا»، مؤكداً أن «أبرياء كثيرين يقعون ضحايا لسائقين لا يدركون خطورة هذا السلوك ويتصرفون بلا مبالاة».

ولفت إلى أن «الخطورة لا تقتصر على سائقي المركبات، فقد انحنى شخص يعبر الطريق لالتقاط هاتفه، بعدما سقط منه أرضاً، ولم ينتبه إلى دخوله حرم الشارع، فصدمته سيارة مسرعة».

وأكد المزروعي أن «الغرامة المطبقة حالياً على هذه المخالفة، وهي 200 درهم وأربع نقاط مرورية سوداء، غير رادعة، ولا تتناسب مع حجم الخطورة التي تمثلها»، لافتاً إلى أن «هناك توصية من مجلس المرور الاتحادي بتشديد الغرامة لتصل إلى 1000 درهم و12 نقطة مرورية، وحجز السيارة شهراً، لتقترب من المعمول به في دول متقدمة تعاقب بعضها بسحب الرخصة والمنع المؤقت من القيادة».

وكشف عن تسجيل نحو 50 ألف مخالفة استخدام هاتف متحرك أثناء القيادة خلال العام الماضي، مقارنة بـ45 ألفاً و499 مخالفة في 2014، و35 ألفاً و734 مخالفة في 2013، لافتاً إلى أن «كثيراً من الأشخاص يسيئون فهم القانون، ويعتقدون بأن المخالفة على الحديث في الهاتف فقط، لكن القانون يجرّم الاستخدام، سواء بالتصفح أو الدردشة، بل حتى التقاط الصور الذاتية»، وأضاف أن «(الداخلية) أرسلت تعميماً بمخالفة مستخدمي الهاتف على الإشارة المرورية، حتى لو كانت حمراء».

وقال المزروعي إن «الإشكالية ليست في المخالفة، لكن يجب أن يدرك الناس خطورة هذا السلوك».

وأضاف أنه التقى كثيراً من مصابي الحوادث المرورية، وبعضهم يعاني شللاً أو إصابات بليغة، وأقروا بانشغالهم بالهاتف أثناء القيادة، مشيراً إلى أن «كثيراً من السائقين يعتقدون أن بإمكانهم القيادة واستخدام الهاتف في الوقت ذاته، ولا يرتدعون إلا بعد تعرضهم لحادث، وإصابتهم أو تسببهم في وفاة شخص أو إصابته». وأوضح أن «بإمكان الشخص تخيل خطورة هذا السلوك، إذا وضع أحدهم عصابة على عينيه أو قاد السيارة وهو مغمض العينين، ويحسب كم من الوقت يمكنه فعل ذلك»، مؤكداً أن «هذا بالضبط حال مستخدم الهاتف، فهو مثل الأعمى على الطريق».

تويتر