ضحايا رفضوا التعري فصورهم الجناة أثناء مشاهدة مناظر مخلة

«الثقة بالغرباء» مفتاح «باب الابتزاز الإلكتروني»

صورة

أطلقت هيئة تنظيم الاتصالات، وخدمة الأمين في الإدارة العامة لأمن الدولة، حملة موسعة منذ بداية العام الجاري، ركزت بشكل رئيس على الشرائح التي تعد أهدافاً محتملة لعصابات الابتزاز الجنسي الإلكتروني، بهدف توعيتهم بمخاطر هذه الجرائم.

وقال مدير خدمات جودة أمن المعلومات بالإنابة في الهيئة، المهندس غيث المزينة: «رصدنا ما يمكن وصفه بـ(العصب الحساس) أو (الثغرة) التي ربما ينفذ منها هؤلاء المتسللون الإلكترونيون إلى الضحايا، وهي الثقة بالغرباء التي تعد مفتاح (باب الشر)، وسبب وقوع كثير من الضحايا، حتى الذين لديهم معرفة سابقة بمخاطر هذه الجرائم، لذا ركزنا مع الشرائح المستهدفة في الحملة على ضرورة الحذر، حين التعامل مع أي شخص غريب على الإنترنت».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/12/411541.jpg

غيث المزينة :

«أخطر سلوك يؤدي للوقوع في فخ المبتزين نشر تفاصيل الحياة الشخصية على صفحات التواصل الاجتماعي».

وأضاف المزينة لـ«الإمارات اليوم» أن هذا النوع من الجرائم يختلف كلياً عن الجريمة التقليدية، إذا لا يشترط الوجود جسدياً للجاني في مسرح الجريمة، فخطورتها تكمن في ارتكابها من دول أخرى، لافتاً إلى أن الفرد الآن يستطيع إنشاء حساب على أي موقع تواصل خلال ثوانٍ، لكن لا يدرك أنه ربما يتم استخدامه كمنصة لجرائم، مثل الابتزاز الجنسي الإلكتروني.

وأكد أنه وفق الحالات التي تعاملت معها الهيئة، يتسم المجرمون باحترافية، ويبدون كما لو أن لديهم دراية جيدة بعلم النفس، إذ يستدرجون الضحية خطوة بخطوة، فيتحدثون معه في أمر يهمه، ثم يجرونه إلى صداقة وهمية، إلى أن يوقعوا به في فخ يجعله يعيش كابوساً مؤلماً، موضحاً أن «المجتمع الخليجي يختلف كلياً عن غيره من المجتمعات الأوروبية، فهو أقل انفتاحاً تجاه هذه الجرائم، وما يمكن أن يكون مقبولاً في الخارج لا يقبل لدينا».

ولفت إلى أن من الحالات التي تدل على ذلك، شخصاً تم استدراجه من قبل إحدى هذه العصابات عبر برنامج محادثة بالفيديو، لكنه رفض خلع ملابسه، ورغم ذلك ابتزه المجرم بنشر فيديو يظهر جانبين، أحدهما لفتاة تتعرى والآخر للضحية أثناء مشاهدته لها، مشيراً إلى أنه خضع للابتزاز رغم أنه لم يتورط في أفعال مخلة، لإدراكه أن المجتمع لا يمكن أن يقبل فكرة مشاهدته لتلك المقاطع، أو انخراطه في محادثة مع امرأة مثل هذه.

وأشار إلى أن حملة «الأمين» كشفت، مع هيئة تنظيم الاتصالات، عدم دراية كثير من المستخدمين بمخاطر تنزيل تطبيقات ضارة، تتيح التسلل إلى بياناتهم الشخصية وصورهم الموجودة على هواتفهم، لافتاً إلى أن أجهزة الكمبيوتر كانت مستهدفة في الماضي، لكن في ظل تحول الهاتف الذكي إلى كمبيوتر متنقل، صار هدفاً لهذه العصابات.

وتابع: «يجب أن يسأل كل منا نفسه، ما المصلحة التي تجنيها شركة أو جهة تبتكر تطبيقاً جديداً وتطرحه مجاناً للمستخدمين؟»، مضيفاً: «معظم الأفراد لا يقرأون اتفاقية الاستخدام، ويقبلون تنزيل التطبيق، من دون أن يلاحظوا أنها تمنح الشركة حق الدخول إلى الكاميرا والبيانات الشخصية».

وأفاد بأن البعض يسألنا، خلال الحملة، كيف يتلقى رسائل من أرقام غريبة، من دون أن يدرك أنه فرط في بياناته حين وافق على تنزيل تطبيق غير مناسب، مؤكداً أنه من الخطأ تقليد الآخرين، وتحميل تطبيقات غير مفيدة.

وأكد أنه لا توجد ضمانات حماية بنسبة 100% لأي جهاز متصل بالإنترنت، في ظل وجود مجرمين يطورون أدواتهم باستمرار، لذا من الضروري على أي شخص لديه صور أو بيانات شخصية أن يحفظها على جهاز غير متصل بالشبكة، خصوصاً في ظل طرح مئات من «التطبيقات الخبيثة».

وكشف أن «فريق العمل، المختص بهذا الشأن في الهيئة، رصد ما يمكن وصفه بـ(التنزيل بالتبعية)، فتجد شخصاً حمّل (تطبيقاً خبيثا)، وحين تسأله عن السبب يقول: (فلاناً قام بتنزيله)، وهذا للأسف سلوك يفعله كثيرون».

وأوضح المزينة أن «أخطر سلوك يؤدي إلى الوقوع في فخ المبتزين نشر تفاصيل الحياة الشخصية على صفحات التواصل الاجتماعي، فتجد المستخدم يكتب كل ما يقوم به في حياته، ويتباهى بسفره إلى دولة ما، من خلال نشره صوراً لجولاته فيها، ما يلفت انتباه المجرم الإلكتروني إلى أن الشخص يتمتع برفاهية، ولديه إمكانية السفر والتنقل، كما أنه قد يستغل من قبل اللصوص الذين يسرقون منزله في غيابه».

وشرح أن «هيئة تنظيم الاتصالات تتعاون مع شرطة دبي، سواء خدمة الأمين أو إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، في إنقاذ ضحية الابتزاز الإلكتروني، من خلال التواصل المباشر مع إدارات شبكات التواصل الاجتماعي، لإلغاء الحسابات الوهمية التي أنشأها المبتزون لتهديد الضحية بنشر المواد المخلة عليها، وكذلك مسح الفيديوهات الخادشة للحياء من موقع (يوتيوب)».

وحول انتشار الحملة الموسعة التي أطلقتها خدمة الأمين مع الهيئة لمكافحة الابتزاز الإلكتروني، وتحقيقها نتائج ملموسة، وفق جهات أمنية ذات صلة، قال المزينة: «اعتمدنا على توجيه رسائل مباشرة من القلب إلى الفئات المستهدفة من الحملة، وانطلقنا بشكل مركّز من الجامعات والمدارس، وتواصلنا مع أكبر عدد من الآباء، كما استخدمنا منصات تفاعلية، ما أعطى الحملة زخماً حقيقياً».

وأضاف: «نحن مهمومون بالمواطنين والمقيمين في الدولة على حد سواء، وأدركنا خطورة هذه الجريمة على الأمن النفسي والاجتماعي للفرد، لذا حرصنا على عرض قصص حقيقية لضحايا وقعوا في فخ الابتزاز، ما كان له أثر كبير في المستمعين، لدرجة أن الأسئلة التي وُجهت إلينا منهم لم تقلّ أهمية عن المحاضرات نفسها».

وأكد أن الأهم من ذلك إدراك فئة كبيرة من أفراد المجتمع لضرورة اللجوء مباشرة إلى الشرطة والأجهزة المعنية، في حالة التعرض لهذه الجريمة وعدم الخضوع للمبتز، مشيراً إلى أن المحاضرين يحرصون على سرد وقائع حدثت خارج الدولة، لأن مثل هذه الجرائم تنتقل سريعاً.

وقال: «المبتز يتسم بالخسة، ويحاول الضغط على الضحية بكل الطرق، مثل حالة وقعت في الهند لشاب صوّر فتاة في أوضاع مخلة بعد إجبارها على التعري، ثم هددها بنشرها، وطلب منها الاستسلام لرغباته مقابل عدم فضحها، وحين توسلت إليه أمها، طلب من الأخيرة الاستسلام له بدلاً من ابنتها».

ولفت إلى أن دولاً أجنبية طبقت تجارب مهمة لمواجهة هذا النوع من الجرائم، مثل تكليف أشخاص بمحاولة استدراج الأبناء إلكترونياً، وفور نجاحه في ذلك يلخص الثغرات التي يمكن أن يتسلل منها المجرمون وتوفير الحماية اللازمة للأبناء.

وأكد أن الدولة تبذل قصارى جهدها للاستفادة من جميع التجارب، وتعتزم هيئة تنظيم الاتصالات قريباً تحديث موقع إلكتروني متخصص في التوعية وتقديم الحلول الممكنة لأي مشكلات، بهدف تقليل مؤشر الجرائم الإلكترونية.


لمشاهدة موضوعات ذات صلة بالتحقيق :

■■  الابتزاز الجنسي الإلكتروني «صـدمة آخر الليل» (1-2)

■■ رجال في مصيدة الابتزاز الجنسي الإلكتروني.. «تعرية وإذلال»

■■ مبتز جنسياً: «صور الثراء» معيار اختيار الضحايا

■■ الهروب من الابتزاز الجنسي الإلكـــتروني إلى الانتحار

■■ استشاري نفسي: «المبتز» مضطرب سلوكياً .. والضحية يعاني انعدام الثقة

■■ 95 % من الضحايا لا يبلغون الشرطة

■■ خبير في أمن المعلومات: عصابات الابتزاز الجنسي تستهدف المشاهير

■■ «الهجوم المضاد» سلاح الأمن في مواجهة الابتزاز الإلكتروني (2-2)

■■ مبتزون جنسياً يستفيدون من «ضعف التشريعات» في دولهم

■■ السيطرة على «المحتوى المخل» صعبة طالما المبتز الإلكتروني طليق

■■ الهاجري: الابتزاز الإلكتروني تحوّل مـن ممارسـات عشوائية إلى جريمة منظمة

■■  «دعم سري» لضحايا الابتزاز الإلكـتروني

■■  «فيس بوك»: نتعامل بجدية مع حالات الابتزاز

■■  «الثقة بالغرباء» مفتاح «باب الابتزاز الإلكتروني»

■■  «الابتزاز الإلكتروني» يضر بالحكومات والاقتصاد

تويتر