أستاذ «اجتماع»: لأسباب متعلقة بالتقاليد أو نفسية

%95 من الضحايا لا يبلغون الشرطة

الدكتور أحمد العموش: أستاذ علم الاجتماع والجريمة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الشارقة.

كشف أستاذ علم الاجتماع والجريمة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد العموش، أن نسبة تراوح بين 90% و95% من جرائم الابتزاز الجنسي الإلكتروني لا يتم الإبلاغ عنها، لأسباب متعلقة بطبيعة المجتمع وتقاليده أو أسباب نفسية وأسرية.

وقال العموش، لـ «الإمارات اليوم»، إن هذه الجريمة لها ثلاثة أركان، هي: جانٍ، وضحية، وفرصة مناسبة، ويعتمد المتهمون عادة على ما يعرف بـ«جاذبية الهدف»، وهم الأشخاص الذين يسهل استهدافهم، سواء لنقص خبراتهم أو توافر معلومات كثيرة عنهم.

وكشف أن «الفضول» أو «حب التجربة» عامل رئيس في وقوع كثير من الضحايا، إذ يعتقد أحدهم أنه بمنأى عن الخطر لأنه يختفي وراء شاشة ويتواصل مع شخص غريب، ويفرط في التواصل من دون أن يدرك احتمالات الخطر، فيما يستدرجه الطرف الآخر حتى يحصل على الأدوات التي يستطيع ابتزازه بها.

وشرح أن هناك ما يعرف في علم الجريمة بـ«الفرصة»، وهي اللحظة التي يحددها الجاني للإيقاع بالضحية، ويتوصل إليها بعد فترة من رصد ومراقبة «النشاط الروتيني» للهدف، ويعني التوقيت الذي يوجد فيه الشخص عادة متصلاً بشبكة الإنترنت، لافتاً إلى أن كثيراً من الضحايا يقضون ما لا يقل عن أربع ساعات في تصفح الإنترنت، ما يفقدهم القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وآمن، وما هو خادع وخطر، وفي تلك اللحظة يتحين الجاني الفرصة ويوقع الضحية في شباكه.

وأوضح أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد عاملاً مساعداً في اكتشاف بيئة الضحية، فصار بإمكان الجاني معرفة الهدف، وتحديد مستواه الاجتماعي، ودرجة ثقافته وخبراته وإمكاناته المالية، ومن ثم استدراجه بأسلوب يتناسب مع هذه البيئة.

وحول المحرك النفسي والاجتماعي للجناة، قال العموش، إن الوضع يختلف من جانٍ لآخر، فبعضهم يكون هدفه مجرد التطفل أو التعرف إلى أسرار الآخرين واقتحام حياتهم الخاصة، ويتطور الأمر معهم لاحقاً لدرجة ابتزازهم وتهديد أمنهم الشخصي، والبعض الآخر يسعى لجني المال من خلال هذه الجريمة، وهؤلاء يحرصون على إحكام الحصار حول الضحية.

وأكد أن الإحصاءات لا يمكن أن تقدم صورة واضحة حول مدى انتشار هذه الجريمة، لأن نسبة تراوح بين 90 و95% من تلك الجرائم لا يتم الإبلاغ عنها، لكن وفق الدراسات العالمية، فإن النساء أكثر تعرضاً للابتزاز الجنسي، يليهن فئة الشباب دون 24 عاماً ومن ضمنهم المراهقون، وتقل الجريمة نسبياً كلما تقدم السن نظراً لأن الشخص يكون أكثر إدراكاً وإحساساً بالخطر.

ولخص المشكلة في الثقة المفرطة التي يضعها الضحية في شخص غريب، عازياً ذلك إلى قلة المعرفة، والجلوس أمام الإنترنت فترة طويلة. وأكد أن الخطر الفادح الذي يقع فيه الضحية هو الخضوع للجاني الذي يتلاعب به نفسياً، ويضغط عليه بكل الطرق حتى يستجيب لمطالبه.

وأفاد بأن الأجهزة الأمنية المختصة في دولة الإمارات تحاول بكل الطرق التصدي لهذه الجريمة لما لها من تأثير سلبي مدمر على الضحايا والأسر، ناصحاً باللجوء إلى الشرطة مباشرة في حال التعرض لها، لأن ذلك سيقلل من الأضرار بقدر المستطاع.


لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.


لمشاهدة موضوعات ذات صلة بالتحقيق :

■■  الابتزاز الجنسي الإلكتروني «صـدمة آخر الليل» (1-2)

■■ رجال في مصيدة الابتزاز الجنسي الإلكتروني.. «تعرية وإذلال»

■■ مبتز جنسياً: «صور الثراء» معيار اختيار الضحايا

■■ الهروب من الابتزاز الجنسي الإلكـــتروني إلى الانتحار

■■ استشاري نفسي: «المبتز» مضطرب سلوكياً .. والضحية يعاني انعدام الثقة

■■ 95 % من الضحايا لا يبلغون الشرطة

■■ خبير في أمن المعلومات: عصابات الابتزاز الجنسي تستهدف المشاهير

■■ «الهجوم المضاد» سلاح الأمن في مواجهة الابتزاز الإلكتروني (2-2)

■■ مبتزون جنسياً يستفيدون من «ضعف التشريعات» في دولهم

■■ السيطرة على «المحتوى المخل» صعبة طالما المبتز الإلكتروني طليق

■■ الهاجري: الابتزاز الإلكتروني تحوّل مـن ممارسـات عشوائية إلى جريمة منظمة

■■  «دعم سري» لضحايا الابتزاز الإلكـتروني

■■  «فيس بوك»: نتعامل بجدية مع حالات الابتزاز

■■  «الثقة بالغرباء» مفتاح «باب الابتزاز الإلكتروني»

■■  «الابتزاز الإلكتروني» يضر بالحكومات والاقتصاد

تويتر