أحد الضحايا عضو حملة توعية بمخاطر الجرائم الإلكترونية

خبير في أمن المعلومات: عصابات الابتزاز الجنسي تستهدف المشاهير

الدكتور معتز قوقاش :الخبير التقني المختص في الجرائم الإلكترونية وأمن المعلومات.

قال الخبير التقني المختص في الجرائم الإلكترونية وأمن المعلومات، الدكتور معتز قوقاش، إن أشخاصاً أصيبوا بأمراض نفسية وعضوية خطرة بسبب تعرضهم للابتزاز الجنسي الإلكتروني، وشعورهم بالعجز عن مواجهة المبتز الذي يملك مواد فيلمية مخلة لهم، كاشفاً  أن الجناة يستهدفون بشكل رئيس مشاهير المجتمع من جميع الأوساط، كما أن أحد الضحايا الذي تعامل معه شخصياً، كان شريكاً في حملة للتوعية بمخاطر الابتزاز الإلكتروني.

تجنيد النساء

 قال الخبير بالجرائم الإلكترونية وأمن المعلومات، معتز قوقاش، إن جريمة الابتزاز الجنسي الإلكتروني بدأت تتخذ منحى أكثر خطراً، إذ فطن المجرمون إلى أن الضحايا صاروا لديهم دراية بخدعة الفيديو الوهمي لفتاة تتحرك، فجندوا نساء لأداء هذا الدور.

وتفصيلاً، قال قوقاش: «أعتقد أن الضحية يصاب بحالة من الشلل الذهني المؤقت، تمنعه من التفكير بشكل صحيح، وحسب دراستي لحالات عدة، فإن المجرمين لديهم قدرات كبيرة في تحليل الشخص المستهدف اجتماعياً ونفسياً، ويستخدمون طرقاً متنوعة في اكتساب ثقته والإيقاع به».

وذكر أنه رغم حملات التوعية المستمرة بمخاطر جرائم الابتزاز الجنسي، إلا أن هناك أسباباً وراء تكرارها، أبرزها انضمام مئات الآلاف من المستخدمين الجدد إلى شبكة الإنترنت من دون أن يتمتعوا بالدراية الكافية حول كيفية حماية أنفسهم من المخاطر الموجودة.

وأشار إلى أن المراهقين من الجنسين يتصدرون الشرائح الجديدة التي تنضم إلى شبكة الإنترنت، خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي، وهؤلاء يعدون صيداً سهلاً للمجرمين، لذا من الضروري أن تركز حملات التوعية على المدارس في المراحل التي تسبق الجامعة لأنهم مؤهلون ليصبحوا ضحايا محتملين.

وشدّد قوقاش، على أن نسبة الإبلاغ عن جرائم الابتزاز الجنسي الإلكتروني لا تتجاوز 10% في معظم دول العالم خصوصاً المجتمعات المحافظة، لافتاً إلى أنه تعامل مع حالات لأشخاص عانوا انهياراً نفسياً حقيقياً وخضع بعضهم للمبتزين، فيما قاومهم آخرون.

ولفت إلى أنه عكف على دراسة هذه الحالات لأن بعض الضحايا كان لديهم معرفة سابقة بجريمة الابتزاز الجنسي، مشيراً إلى أن المجرمين يركزون كثيراً على الجانب النفسي للضحية.

وتابع: «أحد الضحايا كان عضواً في حملة للتوعية من مخاطر هذا النوع من الجرائم، وفوجئت باتصال منه، يقول له إنه سقط في الفخ، وكان يمر بأزمة نفسية لأنّ أبناءه في المرحلة الجامعية، وربما يشاهدون الفيديو المخل الذي تم تصويره له، وحين سألته عن كيفية تورطه في هذه المشكلة، أفاد بأن المجرم كان بالغ الاحترافية، وظل يستدرجه أياماً عدة حتى سقط في شباكه ثم صوره عارياً لابتزازه».

وقال قوقاش: «حسب الحالات التي تعاملت معها، فإن المجرم يلجأ إلى شل تفكير وإرادة الضحية فور التمكن منه، والحصول على فيديو أو محتوى مخل له، فيبادر فوراً بنشر الفيديو على موقع (يوتيوب) ويرسل إلى الضحية الرابط، لإثبات جديته وعزمه على تدمير حياته، ثم ينشئ حساباً موازياً للمجني عليه على شبكات التواصل الاجتماعي التي ينشط عليها، يضم فيه جميع أصدقائه، ويهدده بإرسال الرابط إليهم».

وأضاف أن «هذه أسوأ لحظات ربما يعيشها الضحية في حياته، خصوصاً لو كان من المشاهير، ويصاب عادة بنوع من الاكتئاب الحاد، بل ربما يفكر في الانتحار، حين يتخيل عواقب انتشار الفيديو وتأثير ذلك في أسرته ومعارفه، والدائرة التي يشتهر فيها»، مشيراً إلى أن هناك أشخاصاً احتجزوا في المستشفيات بسبب عدم قدرتهم على المقاومة واعتلال صحتهم، وأصيبت إحدى الحالات التي تعامل معها بالسكري.

 وأشار إلى أن «كثيراً من الضحايا يخضعون للمبتز، الذي يحاول إقناعهم بأن الكابوس سينتهي بمجرد تحويل الأموال التي طلبها، لكن هذه تكون عادة مجرد بداية، خصوصاً لو خضع الضحية سريعاً، فيظل أسيراً للمجرم الذي يبتزه على فترات حتى يستنزفه مالياً».

 وتابع: «ساعدت كثيرين في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وعملنا على إزالة المحتوى المخل من موقع (يوتيوب)، وإلغاء الحسابات الوهمية التي أنشأها المبتزون على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن تظل هذه حلولاً مؤقتة، لأن الفيديو يظل موجوداً لدى المجرم، ويمكنه استخدامه أي وقت».

وذكر قوقاش: «أتلقى يومياً طلبات للصداقة من أشخاص أدرك من صور الفتيات التي يضعونها أنهم محتالون ومحترفو ابتزاز جنسي، وذات مرة تلقيت طلباً من أحدهم، ولاحظت أنه صديق مشترك لأربعة من أصدقائي الحقيقيين، فتواصلت معهم، وحذرت الأول والثاني والثالث، لكن فوجئت بالرابع يقول لي: (تحذيرك جاء متأخراً)».


لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.


لمشاهدة موضوعات ذات صلة بالتحقيق :

■■  الابتزاز الجنسي الإلكتروني «صـدمة آخر الليل» (1-2)

■■ رجال في مصيدة الابتزاز الجنسي الإلكتروني.. «تعرية وإذلال»

■■ مبتز جنسياً: «صور الثراء» معيار اختيار الضحايا

■■ الهروب من الابتزاز الجنسي الإلكـــتروني إلى الانتحار

■■ استشاري نفسي: «المبتز» مضطرب سلوكياً .. والضحية يعاني انعدام الثقة

■■ 95 % من الضحايا لا يبلغون الشرطة

■■ خبير في أمن المعلومات: عصابات الابتزاز الجنسي تستهدف المشاهير

■■ «الهجوم المضاد» سلاح الأمن في مواجهة الابتزاز الإلكتروني (2-2)

■■ مبتزون جنسياً يستفيدون من «ضعف التشريعات» في دولهم

■■ السيطرة على «المحتوى المخل» صعبة طالما المبتز الإلكتروني طليق

■■ الهاجري: الابتزاز الإلكتروني تحوّل مـن ممارسـات عشوائية إلى جريمة منظمة

■■  «دعم سري» لضحايا الابتزاز الإلكـتروني

■■  «فيس بوك»: نتعامل بجدية مع حالات الابتزاز

■■  «الثقة بالغرباء» مفتاح «باب الابتزاز الإلكتروني»

■■  «الابتزاز الإلكتروني» يضر بالحكومات والاقتصاد

تويتر