شرطة دبي ضبطت كمية ضخمة من المسروقات بحوزة المتهمين

مقيمان «يستوردان» لصوصاً لسرقة 70 منزلاً في الدولة

أفراد من العصابة الصينية قدموا إلى الدولة بتأشيرات سياحية. من المصدر

ضبطت شرطة دبي عصابة دولية تتكوّن من لصوص صينيين استطاعوا سرقة عدد كبير من الفيلات والمساكن في إمارات مختلفة، وبلغ إجمالي الجرائم المسجلة ضدها 70 بلاغاً، معظمها لمنازل غادرها أصحابها لقضاء إجازات في الخارج، أو لأسباب أخرى.

وقال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، إن العصابة عملت بأسلوب مبتكر، إذ اعتاد اثنان من أفرادها (مقيمان في الدولة) على استقدام لصوص متخصصين في سرقة المنازل بتأشيرات زيارة، وتقديم الدعم اللوجستي لهم، لتنفيذ جرائمهم من خلال الاستعانة بخرائط للمناطق الراقية في الدولة، ثم تسفيرهم، واستقدام آخرين لأداء الدور نفسه حتى يصعب تعقبهم.

وذكر مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، أن فرق البحث الجنائي عثرت على كميات كبيرة من المسروقات المتنوعة لدى العصابة، بعضها لجرائم نفذت خلال العام الجاري، وأخرى نفذت في العام الماضي.

وتفصيلاً، أفاد المزينة أن شرطة دبي لاحظت استمرار جرائم سرقة المنازل، على الرغم من القبض على عصابتين لاتينيتين دوليتين، أخيراً، كانتا تستخدمان الأسلوب الذي يستخدمه منفذو الجرائم الجديدة المجهولة، نفسه، ما رجح وجود عصابة ثالثة لم يتم التوصل إلى أفرادها، فتم على الفور تشكيل فريق عمل موسع من الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لسرعة ضبط اللصوص.

وأضاف أنه بمعاينة المنازل التي تعرضت للسرقة، تبين أن أصحابها إما في إجازات خارج الدولة، أو غابوا لفترات قصيرة في الداخل، وركز اللصوص على الخزائن التي تحوي مجوهرات ومبالغ مالية وساعات باهظة الثمن.

وأشار إلى أن فريق العمل حرص على التنسيق مع إدارات التحريات في القيادات الشرطية على مستوى الدولة، وتبين من خلال تحليل الأساليب المرتكبة لعدد من القضايا المسجلة في مختلف الإمارات، أن هناك 70 بلاغاً تتشابه في الأسلوب بواقع 17 بلاغاً في أبوظبي، و12 في دبي، و12 في الشارقة، وسبعة بلاغات في عجمان، وستة بلاغات في أم القيوين، و10 بلاغات في رأس الخيمة، وستة بلاغات في الفجيرة.

وتابع أن فريق العمل في القضية وضع خطة انتشار تعتمد على تغطية المناطق التي يتوقع أن تنفذ فيها العصابة جرائمها، وتوصل إلى معلومات ترجح أنهم صينيون، وبالفعل اشتبهت إحدى الدوريات في شخصين يحملان ملامح آسيوية، ووضعتهما لفترة تحت المراقبة حتى رجحت تورطهما في تلك الجرائم، لتصرفهما بطريقة مريبة في منطقة البرشاء.

وبتفتيش المتهمين عثر بحوزتهما على حقيبة ظهر تحوي أدوات تستخدم في الكسر والقطع والفتح، إضافة الى قفازات يدوية، وتبين أن الأول يدعى «جيتانج وي»، والثاني «زوهانج جان»، وهما صينيان، وأثبتت الاستدلالات واعترافات المتهمين تورطهما مع آخرين في جرائم متنوعة في إمارات الدولة، لافتاً إلى أنهما أرشدا إلى متهمين آخرين يدعيان «يون تين»، والآخر «جينشيانج ما»، وهما الرأس المدبر لكثير من الجرائم، إذ يملكان إقامة في الدولة، ويستقدمان لصوص منازل نفذوا جرائم في دول أخرى، ويقدمان لهما الدعم اللوجستي من معلومات وخرائط بالأماكن التي يمكن استهدافها، وكذلك وسائل التنقل من إمارة إلى أخرى، فضلاً عن المساعدة على إخفاء المسروقات، ويقومان بعد ذلك بتسفير اللصوص، واستقدام آخرين لأداء الدور نفسه، حتى لا يلفتا نظر الشرطة، ويصعبا من مسألة تعقبهما، لافتاً إلى أن القبض عليهما تم في شارع آل مكتوم.

إلى ذلك، قال مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، إن أفراد العصابة بدأوا يتساقطون بعد الإيقاع بالمتهمين المقيمين، وضبط متهمين آخرين في مقر سكنهما في إحدى شقق المدينة العالمية، يدعيان «مينغ كسيو يو» و«جيجانج وي»، وبتفتيش الشقة عثر على مسروقات من فيلات مختلفة، إضافة إلى خريطة للمواقع السكنية الراقية في الإمارات كانوا يستخدمونها في تحديد أهدافهم.

وأفاد المنصوري بالعثور على كمية ضخمة من المسروقات شملت مجوهرات ومصوغات ذهبية متنوعة وساعات باهظة الثمن، وتبين من خلال فحص المسروقات أن جانباً منها حصيلة جرائم حديثة، سجلت خلال العام الجاري، وحصة أخرى من سرقات قديمة نفذت في العام الماضي. كما أرشد عناصر العصابة إلى بعض المسروقات التي دفنوها في الرمال في منطقة ورسان، بالقرب من السوق الصيني، ومجموعة أخرى دفنت على شارع الشيخ محمد بن زايد مقابل مطار آل مكتوم.

كما اعترفوا بضلوعهم في جرائم سرقة في إمارات الدولة الأخرى، وبعرض المضبوطات على عدد كبير من المجني عليهم، المبلغين عن حوادث السرقات، تعرفوا إلى مقتنياتهم، وتم توقيف المتهمين وإحالتهم إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.

 

تويتر