مستغلات بلوغهن سن الـ 21

مراهقات ينفصلن عن أسرهن ويتعرضن للابتزاز وهتك العرض

كشفت رئيس قسم الدعم الاجتماعي في إدارة حماية المرأة والطفل في الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، فاطمة الكندي، عن تورط مراهقات في مشكلات كبيرة، بسبب هروبهن من منازل أسرهن عند بلوغ 21 عاماً، معتمدات على أن هذه هي السن القانونية التي تحول دون إعادتهن مجدداً إلى أسرهن.

وقالت الكندي إن الإدارة تعاملت مع حالات لفتيات تعرضن لهتك عرض بالرضا وابتزاز من جانب شباب، وآخريات انحرفن إلى حد كبير، بسبب إهمال الأسر في رعايتهن، أو تدليلهن، أو عقابهن بقسوة عند ارتكاب أخطاء.

انحراف

أشارت رئيس قسم الدعم الاجتماعي في إدارة حماية المرأة والطفل في الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، فاطمة الكندي، إلى أن من بين الحالات التي تتعامل معها الإدارة، حالة لشابة التحقت بوظيفة مبكراً وانحرفت عن مسار الأسرة، وتعرفت إلى شاب خرجت معه مرات عدة، ثم قررت الإقامة بأحد الفنادق، مستغلة وصولها إلى سن 21 عاماً، ويجري حالياً البحث عن حل لمشكلتها.

وأضافت أن من بين تلك الحالات، فتاة كانت تعيش حياة طبيعية، حتى التحقت بالجامعة، وتعرفت إلى صديقات سيئات، حتى انحرفت عن مسارها الصحيح، وأدركت الأسرة المشكلة حين لاحظت تدني درجاتها في الكلية التي تدرس فيها، واعتيادها الخروج والتدخين، فضغطت عليها لإنقاذها من الجنوح والانحراف، في الوقت الذي شجعت فيه امرأة من معارف الأسرة الفتاة على التمرد، وآوتها في منزلها، مستغلة أن لها ابنة في السن نفسها.

وأشارت إلى أنه حين طلبت الأسرة من المراهقة العودة إلى المنزل، قالت بحدة: «لا أحد يستطيع أن يفرض عليّ شيئاً، فقد بلغت 21 عاماً، وصرت مسؤولة عن تصرفاتي»، فلجأت الأسرة إلى إدارة حماية المرأة والطفل للتدخل قبل أن تتفاقم حالتها وتتورط في مزيد من المشكلات، وتم فعلياً إقناعها بخطأ تصرفاتها، وتجري متابعة حالتها لترميم علاقتها بأسرتها.

وأكدت الكندي أن هناك مراهقات تورطن أكثر من ذلك، مثل شابة تعرفت إلى شاب يبلغ من العمر 20 عاماً عبر موقع «إنستغرام»، وتطورت علاقتهما، وأرسلت إليه صوراً شخصية، لكنه ابتزها بها لاحقاً، فرضخت لضغوطه، وتورطت معه في جريمة هتك عرض بالرضا، وبعدها تنكر لوعده لها بالزواج، فلجأت إلى أمه وشقيقته، لكن دون جدوى، بل إنها علمت أن هذا الشاب اعتاد اصطياد الفتيات بالطريقة نفسها، مشيرة إلى أن هذه الشابة تواصلت بنفسها مع الإدارة لإنقاذها من هذه الورطة، إذ تخفي الأمر برمته عن أسرتها، وتعاني وحيدة المشكلة التي أوقعت نفسها فيها.

وتابعت أن من الحالات المعقدة فتاة جانحة منذ صغرها، كانت دائمة الهرب من المدرسة، وإثارة المشكلات بطريقة لا تتناسب مع بيئتها وأسرتها، حتى اضطر ذووها، بناءً على طلبها، إلى تزويجها وهي في سن الـ15 عاماً، لكن كما هو متوقع أثارت مشكلات مع زوجها، وهربت منه أكثر من مرة، وانفصلت بعد أشهر من الزواج، ورجعت إلى عاداتها القديمة. وقالت الكندي إن الأسرة واجهت تصرفاتها بقدر كبير من الحدة والعنف، ولجأت إلى ضربها أكثر من مرة، لدرجة إحداث إصابات بالغة بها، ما زادها إصراراً على الجنوح والتمرد، والهرب المتكرر من المنزل، والإقامة مع شباب غرباء عنها.

وأضافت أن تصرفات تلك المراهقة شجعت شقيقتها الصغرى على التصرف بالطريقة نفسها، فهربتا معاً من المنزل، لكن الأسرة أعادتهما مجدداً، ثم حبست الكبرى في المنزل، لكن لم يُجدِ ذلك معها، إذ غافلت الأسرة وقفزت من الشرفة، فأصيبت ونقلت إلى المستشفى، وأحيلت أخيراً إلى مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، ويجري إخضاعها لجلسات تأهيل نفسي، ومحاولة التوسط مع أسرتها حتى يستقيم حالها، لافتة إلى أنها بدأت تستجيب نسبياً للعلاج، ورسمت لمستقبلها طريقاً تراه مناسباً لها.

وأوضحت أن الأسر يجب أن تنتبه لهذا الخطر، خصوصاً في ظل تنوع وسائل التواصل الحديثة، وإمكانية تعرف بناتهن على غرباء يشجعونهن على هذه التصرفات، لافتة إلى أن الإدارة تحرص على توعية الآباء والأمهات بهذه المخاطر، ومحاولة حل المشكلات بطريقة تحمي جميع الأطراف.

وأكدت أن العامل المشترك بين كل هذه الحالات الإهمال في التربية، وترك الصغيرات للخادمات، ما يضعف ارتباطهن بالأسرة، ويدفعهن إلى التمرد والهروب فور وصولهن إلى السن القانونية. ولفتت إلى أن كثيراً من المراهقات يسئن فهم الحقوق التي يكفلها لهن القانون عند بلوغ سن 21 عاماً، ومع التمرد الذي تتسم به فترة المراهقة ينزعن إلى الانفصال، ما يوقعهن في مشكلات كبيرة، ويضعهن لاحقاً تحت طائلة القانون.

تويتر