«الداخلية» الإماراتية ضبطت رئيس العصابة من وكره في بيشاور بالتعاون مع نظيرتها الباكستانية

«مكافحة عن بعد» تضبط «أخطر شبكة» لتجارة الهيروين

صورة

أسفر التعاون الأمني بين وزارة الداخلية الإماراتية ونظيرتها الباكستانية عن ضبط شبكة إقليمية لتجارة وترويج مخدر «الهيروين»، يديرها شخص باكستاني الجنسية، يدعى «عقل خان» من وكره في بيشاور بباكستان، وكان يوصل الهيروين بطريقة مبتكرة إلى المتعاطين من مواطنين ومقيمين في الإمارات وبعض دول الجوار، عبر شبكة تضم 40 شخصاً يحملون جنسيات دول آسيوية، وضبطت الشرطة بحوزة العصابة 150 كيلوغراماً من مخدر الهيروين.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/8ae6c6c54e486ff2014e8dcc11330d4f.jpg

العقيد سعيد عبدالله السويدي


خدمة «مكافح»

أعربت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات عن بالغ تقديرها للدور الذي لعبته أجهزة المكافحة الباكستانية، وتعاونها الفوري مع الجهود المبذولة لما فيه مصلحة البلدين الصديقين، وأهابت بالجمهور عدم التردد في الإبلاغ عن أي نشاط إجرامي يتعلق بتجارة المخدرات بالاتصال على الرقم المجاني لخدمة «مكافح» 80044.

وأفاد المدير العام لمكافحة المخدرات الاتحادية في وزارة الداخلية، العقيد سعيد عبدالله السويدي، بأنه تواردت أخيراً بلاغات عدة وقضايا مخدرات، ضُبط فيها مشتبه فيهم من مروجين ومتعاطين، وأشارت التحقيقات معهم إلى تلقيهم المادة المخدرة من مصدر واحد، يعتبر «الموزع الحصري» لها في المنطقة، وهذا المصدر يدير اتباعه عبر الهاتف من خارج البلاد، بعد أن جنّد عشرات المروجين داخل الإمارات.

وأضاف السويدي أنه، بعد اطلاع الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على مجريات التحقيقات والتحديات التي تواجه فرق العمل في الوصول إلى الرأس المدبر، وما تسببت فيه هذه العصابة وزعيمها من وفيات وإدمان بين الضحايا (مواطنين ومقيمين)، أمر سموه بحفز وتضافر جهود الفرق، واستنفارها لحسم الأمر والإطاحة بزعيم العصابة وشبكته الإجرامية، وإخراج هذا المجرم من وكره، واجتثاث شبكته من جذورها بأقصى سرعة ممكنة.

وأوضح السويدي أنه باشر وضع خطة للقبض على الرأس المدبر، أطلق عليها اسم «المكافحة عن بعد»، وتم إلقاء القبض على 40 ناقلاً ومروجاً و80 متعاطياً، فضلاً عن ضبط 150 كيلوغراماً من مخدر الهيروين، وتبين أن المقبوض عليهم جميعاً يعملون تحت إمرة وتدبير المدعو (عقل خان)، الذي كان يقضي عقوبة الحبس في أبوظبي عام 2012، وتم إبعاده عن الدولة، لكنه شكل عصابته، وراح يديرها من موطنه، غير واعٍ بأن الإمارات قادرة على مكافحة الجريمة التي تمس أمن مجتمعها، بصرف النظر عن مصدرها، وأنه باتت لها يد شرطية طولى، تمتد عبر قارات العالم.

وقال السويدي، إن زعيم العصابة بدأ بعد، ترحيله إلى باكستان، في تشكيل «شبكة» لتهريب وترويج مخدر الهيروين، مستهدفاً دولة الإمارات، ومستنداً إلى علاقاته الواسعة التي أقامها مع عدد من المدمنين إبان فترة إقامته في الدولة، لكنه راح يوسّع من نشاطه الإجرامي خلال السنتين الماضيتين بشكل لافت، ليشكّل هاجساً أمنياً لإدارات وأقسام المخدرات في دولة الإمارات ودول الجوار الشقيقة، فتمّ إدراجه كأحد أخطر ممولي السوق المحلية، الإماراتية والخليجية، بمخدر الهيروين، وكان في إمكان أي شخص الاتصال به دون الحاجة إلى وسيط أو معرفة سابقة به ليوفر له شحنة مخدرات عبر توصيلها إلى أي مكان يوجد فيه المتعاطي، أملاً في كسب ثقة زبائنه بسرعة التوصيل، وخدمتهم في أقرب مكان إليهم.

وتابع السويدي بأن العملية أخذت طابعاً غير تقليدي، نظراً لمرورها بمراحل عدّة من العمل الأمني المشترك، وعلى قدر بالغ من السرية، الأمر الذي نجم عنه تشكيل فريق اتحادي، لاستهداف المتهم في عقر داره في باكستان، وبالتنسيق مع السلطات الباكستانية، وحصر شركائه ومعاونيه داخل وخارج الإمارات، وتحديد المواقع الجغرافية المتصلة بنشاطه والإطاحة به وبشركائه، فتكللت تلك الجهود بالنجاح، مسفرة عن تفكيك هذه الشبكة الإجرامية، وقبوع أعضائها جميعاً خلف القضبان، إلى جانب العمل على معالجة وتأهيل الضحايا، رأباً للجريمة، وتخفيفاً لآثارها.

وتضمن الأسلوب الإجرامي المبتكر في عملية الترويج تحويل المتعاطي مبلغاً مالياً إلى زعيم العصابة في باكستان، دون مقابلة أي وسيط، ودون العلم بموعد التسليم أو مقابلة الشخص الذي سيقوم بالتسليم، إذ ينتظر المتعاطي اتصالاً هاتفياً من باكستان، بعد وصول الحوالة المالية، ليرشده المتصل إلى المكان الذي يجد طلبه مخبوءاً فيه، وهذا ما ألقى تحدياً بالغاً وصعوبة أمام الأجهزة الأمنية حال دون تمكنها من متابعة عمليات الاستلام والتسليم، التي لا تتم هنا بين شخصين وجهاً لوجه على النحو التقليدي. وأشار إلى أن جهود التعاون الدولي بين الأجهزة الأمنية الإماراتية ونظيرتها الباكستانية لم تسفر فقط عن القبض على زعيم العصابة في جحره بمدينة بيشاور، بل طالت ثلاثة من معاونيه، وكانت بحوزتهم 10 كيلوغرامات من مخدر الهيروين، لتريح بذلك كلا البلدين ودول الجوار ومجتمعاتها من شرورهم.

تويتر