الإطاحة بأخطر شبكة اقليمية لترويج "الهيروين" في الدولة

صورة

أسهم التعاون الأمني بين وزارة الداخلية الإماراتية ونظيرتها الباكستانية في الإطاحة أخيراً بأخطر شبكة اقليمية لتجارة وترويج مخدر "الهيروين"، يديرها شخص باكستاني الجنسية يدعى "عقل خان" من وكره في دولته، وعبر شبكة إجرامية بلغ أعضاؤها أكثر من 40 شخصاً من جنسية دولة آسيوية، واستهدفت ضحاياها من مواطنين ومقيمين في كل من الإمارات وبعض دول الجوار.

وكشف مدير عام مكافحة المخدرات الاتحادية في وزارة الداخلية، العقيد سعيد عبد الله السويدي، أنه تواردت مؤخراً عدة بلاغات وقضايا مخدرات، ضُبط فيها مشتبهون من مروجين ومتعاطين، وأشارت التحقيقات معهم إلى تلقيهم المادة المخدرة من مصدر واحد يعتبر هو "الموزع الحصري" لها، ويدير اتباعه عبر الهاتف من خارج البلاد بعد أن جنّد عشرات المروجين داخل الإمارات.

وأضاف السويدي أنه، وبعد أن تم اطلاع الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على مجريات التحقيقات والتحديات التي تواجه فرق العمل في الوصول الى الرأس المدبرة، وما تسبب به هذه العصابة وزعيمها من وفيات وإدمان بين الضحايا (مواطنين ومقيمين)، حتى أمر سموه بحفز وتضافر جهود الفرق، واستنفارها لحسم الأمر والإطاحة بزعيم العصابة وشبكته الإجرامية، وإخراج هذا المجرم من وكره واجتثاث شبكته من جذورها بأقصى سرعة ممكنة.

وأوضح العقيد السويدي أنه بوشر بوضع خطة محكمة، وعملية قبض وتحقيق واسعة النطاق اطلق عليها أسم "المكافحة عن بعد"، تم إلقاء القبض فيها على 40 ناقلاً ومروجاً و80 متعاطياً، فضلاً عن ضبط 150 كيلو من مخدر الهيروين، وتبين أن المقبوض عليهم جميعاً يعملون تحت إمرة وتدبير المدعو (عقل خان)، والذي كان يقضي عقوبة الحبس في أبوظبي عام 2012 وتم إبعاده عن الدولة، لكنه شكل عصابته وراح يديرها من موطنه، غير واع أن الإمارات قادرة على مكافحة الجريمة التي تمس امن مجتمعها بصرف النظر عن مصدرها، وانه بات لها يد شرطية طولى تمتد عبر قارات العالم.

وقال العقيد السويدي، إن زعيم العصابة بدأ بعد ترحيله إلى باكستان، بتشكيل "شبكته" لتهريب وترويج مخدر الهيروين، مستهدفاً دولة الإمارات، ومستنداً الى علاقاته الواسعة التي أقامها مع عدد من المدمنين إبان فترة إقامته في الدولة، لكنه راح  يوسّع من نشاطه الإجرامي خلال السنتين الماضيتين بشكل لافت، ليشكّل هاجساً أمنياً لإدارات وأقسام المخدرات في دولة الإمارات ودول الجوار الشقيقة، فتمّ إدراجه كأحد أخطر ممولي السوق المحلي الإماراتي والخليجي بمخدر الهيروين، بل وبلغ من الوقاحة والثقة بالنفس أنه أصبح بإمكان أي شخص الاتصال به دون الحاجة إلى وسيط أو معرفة سابقة به ليقوم بتوفير شحنة المخدرات لمتعاطيها عبر توصيلها لإي مكان يتواجد به المتعاطي، أملاً في كسب ثقة زبائنه بسرعة التوصيل وخدمتهم في أقرب مكان لتواجدهم.

وتابع العقيد السويدي بأن العملية أخذت طابعاً غير تقليدي، نظراً لمرورها بمراحل عدّة من العمل الأمني المشترك؛ وعلى قدر بالغ من السرية، الأمر الذي نجم عنه تشكيل فريق اتحادي؛ لاستهداف المذكور في عقر داره في باكستان، وبالتنسيق مع السلطات الباكستانية، وحصر شركائه ومعاونيه داخل وخارج الإمارات، وتحديد المواقع الجغرافية المتصلة بنشاطه والإطاحة به وبشركائه، فتكللت تلك الجهود بالنجاح مسفرة عن تفكيك هذه الشبكة الإجرامية، وإقباع أعضائها جميعاً خلف القضبان، إلى جانب العمل على معالجة وتأهيل الضحايا رأباً للجريمة وتخفيفاً لآثارها.

وتضمن الأسلوب الإجرامي المبتكر في عملية الترويج بقيام المتعاطي بتحويل مبلغ مالي إلى زعيم العصابة في باكستان؛ دون مقابلة أي وسيط ودون العلم بموعد التسليم أو مقابلة الشخص الذي سيقوم بالتسليم، حيث ينتظر المتعاطي اتصالاً هاتفياً من باكستان بعد وصول الحوالة المالية، ليرشده المتصل إلى المكان الذي يجد به طلبه مخبوءاً فيه، وهذا ما ألقى تحدياً بالغاً وصعوبة أمام الأجهزة الأمنية حال دون تمكنها من متابعة عمليات الاستلام والتسليم، التي لا تتم هنا بين شخصين وجها لوجه على النحو التقليدي.
 
جهود التعاون الدولي بين الأجهزة الأمنية الإماراتية ونظيرتها الباكستانية لم تسفر فقط عن القبض على زعيم العصابة في جحره بمدينة بيشاور، بل طالت ثلاثة من معاونيه، وكانت بحوزتهم 10 كيلو غرامات من مخدر الهيروين، لتريح بذلك كلا البلدين ودول الجوار ومجتمعاتها من شرورهم.

وفيما أعربت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات عن بالغ تقديرها للدور الذي لعبته أجهزة المكافحة الباكستانية وتعاونها الفوري مع الجهود المبذولة لما فيه صالح البلدين الصديقين، أهابت بالجمهور عدم التردد في الإبلاغ عن أي نشاط اجرامي يتعلق بتجارة السموم على بالاتصال على الرقم المجاني لخدمة "مكافح".

تويتر