الدفاع المدني لجأ إلى تكتيك الإنقاذ البحري لتفادي الانفجارات

احتراق 3 سفن وبضائع في خور دبي

صورة

شبّ، أمس، حريق في ثلاث سفن خشبية محملة بالبضائع كانت ترسو بمرسى السفن في خور دبي بمنطقة ديرة، وانتقلت النيران بفعل اتجاه الرياح إلى البضائع الموجودة على الرصيف المجاور، ما أدى إلى حدوث انفجارات في ثلاجات معبأة بالغاز وبضائع أخرى.

وقال مدير إدارة العمليات في الدفاع المدني، المقدم علي حسن المطوع، لـ«الإمارات اليوم»، إن وقوع الانفجارات في البضائع الموجودة على الرصيف تسبب في صعوبة الوصول إلى السفن المشتعلة، ما دفع فرق الإطفاء إلى اتخاذ تكتيك مختلف والاستعانة بقوارب الدفاع المدني لإطفاء الحريق من البحر.

عدم تأثر الحركة التجارية

أكدت جمارك دبي عدم تأثر الحركة التجارية في خور دبي واستمرارها بشكل معتاد، لاسيما أن الحريق تم التعامل معه بكفاءة كبيرة، ما حال دون انتشاره لبقية السفن والبضائع الموجودة في الميناء، منوهة بأهمية خور دبي كشريان تجاري حيوي، علاوة على كونه وجهة سياحية تستقطب أعداداً كبيرة من الزائرين.

وأهاب الدفاع المدني بطواقم سفن الشحن التقليدية الموجودة في خور دبي الالتزام الكامل بتعليمات الأمن والسلامة الواجب اتباعها على متن هذه السفن للحفاظ على حياة أفرادها، وكذلك الممتلكات والبضائع المنقولة على متنها، وتفادي مثل تلك الحوادث التي من الممكن أن تشكل تهديداً مباشراً لحياتهم وسلامة من حولهم.

من ناحيته، ذكر مدير إدارة الإنقاذ البحري بالإدارة العامة للنقل والإنقاذ في شرطة دبي، الرائد علي النقبي، لـ«الإمارات اليوم»، أن إصابة متوسطة وقعت لشخص كان موجوداً في الموقع وقفز على الرصيف، وتم إنقاذه بواسطة فرق الإنقاذ، لافتاً إلى أن بعض العبوات المضغوطة في البضائع المحترقة انفجرت وطارت لمسافات مرتفعة في السماء.

وتفصيلاً، أفاد المطوع بأن الإدارة تلقت بلاغاً في الساعة 3:45 عصراً يفيد باندلاع حريق في ثلاث سفن خشبية كبيرة بالرصيف رقم 6 في مرسى السفن بمنطقة ديرة، وعلى الفور حركت فرق إطفاء وإنقاذ من أربعة مراكز، هي بورسعيد والراس والكرامة والراشدية، ووصلت إلى الموقع خلال ست دقائق، وواجهت تحدياً كبيراً في البداية تمثل في أن اتجاه الرياح كان إلى الرصيف المجاور، ما أدى إلى انتقال النيران إلى البضائع التي كانت تملأ الرصيف، وشملت مواد سريعة الاشتعال وقابلة للانفجار، مثل الثلاجات المضغوطة بالغاز وعبوات زجاجية مضغوطة، ما أدى إلى حدوث انفجارات شديدة، حالت دون الوصول بسهولة إلى السفن المشتعلة.

وأضاف أن فرق العمل تعاملت بسرعة مع الموقف واستخدمت تكتيكات مختلفة، منها «الإطفاء البحري» عن طريق أربعة قوارب مجهزة تابعة للدفاع المدني بدأت عملية الإطفاء من البحر، فيما تعاملت الفرق البرية مع الحريق المشتعل على الرصيف.

وأشار المطوع إلى أنه على الرغم من سرعة الرياح والارتفاع الكبير في درجة الحرارة، إلا أن رجال الدفاع المدني أبلوا بلاءً حسناً واستطاعوا السيطرة على الحريق خلال نحو ساعتين ومنعوا امتداد الحريق إلى السفن المجاروة، بعد أن تمكنوا من عزل النيران في السفن والبضائع الموجودة على الرصيف.

وأوضح أن النيران احرقت سفينتين كلياً كانتا محملتين بالبضائع، كما وصلت إلى خزانات الوقود فيهما، مشيراً إلى أن الاستراتيجية التي انتهجتها فرق الإطفاء أسهمت في الحد من آثار الحريق، موضحاً أنه فور الانتهاء من الإطفاء بدأت على الفور عمليات التبريد.

إلى ذلك، قال النقبي إن فرق الإنقاذ البحري توجهت إلى موقع الحريق فور تلقي البلاغ، وأسهمت في إنقاذ شخص تعرض لإصابة متوسطة نتيجة قفزه من إحدى السفن إلى الرصيف.

وأضاف أن السفن المحترقة كانت محملة ببضائع مختلفة تشمل مواد زيتية وعطرية، ما ساعد على انتشار النيران بسرعة، لافتاً إلى أن عزلها في وقت مناسب حال دون وصول الحريق إلى السفن الأخرى الموجودة في المرسى، مشيراً إلى أن بعض المواد كانت تنفجر وتطير مسافات مرتفعة قبل أن تسقط مجدداً في الخور.

وأفاد بأن تلك السفن مصنعة من خشب وألياف وتحتوي على اسطوانات غاز وخزانات وقود، لافتاً إلى أن هذه العوامل، إضافة إلى الرياح، أسهمت في انتشار النيران بسرعة، موضحاً أن عمليات التبريد كانت تتم بشكل مستمر حتى لا يشتعل الحريق مجدداً.

وشوهدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان من على مسافات بعيدة، كما تسببت في نوع من الزحام على جسر آل مكتوم، وانتقلت دوريات الإسعاف ودوريات الشرطة إلى المكان لتسيير حركة المرور، وتسهيل وصول معدات الدفاع المدني.

تويتر