رسائل على مواقع التواصل تحوي صوراً وقصصاً مفبركة للإيقاع بالضحايا

شرطة أبوظبي تحذر من التجاوب مع التسول الإلكتروني

حذرت شرطة أبوظبي من التجاوب والتعاطف مع رسائل المتسولين على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في شهر رمضان، إذ يعمدون إلى بث رسائل وصور إنسانية مفبركة، وقصص وهمية لاستجداء ضحاياهم، والاستيلاء منهم على أموال، داعية أفراد المجتمع إلى الانتباه منعاً للوقوع ضحية هذه الفئة المحتالة، كما حثت على التعامل مع المؤسسات الخيرية الرسمية فقط.

ورصدت «الإمارات اليوم» على مواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات إلكترونية عشرات الإعلانات والرسائل والقصص، التي يطلب أصحابها من المحسنين مساعدتهم على العلاج، أو تدبير نفقات المعيشة، وبناء مساجد ومستشفيات في بلدانهم، أو مساعدة فقراء مسلمين في دول عربية وإفريقية.

«لا التسول»

أطلقت شرطة أبوظبي، أخيراً، مبادرة إعلامية ومجتمعية، تحت شعار«لا التسول»، بالتعاون مع إدارة الإعلام الأمني في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وفي إطار حملة «سلامتك»، وتهدف إلى التوعية من مخاطر التعامل مع المتسولين الذين ينتشرون قبيل وخلال شهر رمضان المبارك وفترة الأعياد.

وأكدت أنه سيتم تنظيم حملات تفتيش ميدانية من قبل إدارات الشرطة المعنية لضبط المتسولين، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، محذرة من مخاطر التعامل مع المتسولين والتعاطف معهم، لاسيما أن التسول يعدّ في كثير من الأحيان مقدمة لارتكاب جرائم أخرى كالسرقات، خصوصاً إن كانوا من أفراد العائلة.


• رسائل تسول على «واتس أب» من مجهولين يدعون أنهم من بلدان تشهد صراعات سياسية.

• متسولات يستهدفن الشباب الباحث عن الحب لاستنزاف أموالهم.

وقال مواطنون ومقيمون إنهم تلقوا، أخيراً، رسائل عبر برنامج التواصل الاجتماعي «واتس أب»، من أشخاص مجهولين يطلبون مساعدات مالية، ويدعون أنهم يعيشون في بلدان تواجه حروباً واضطرابات سياسية، وفي حاجة ماسة إلى من يمد لهم يد العون.

وذكر المواطن (أبوراشد) أنه تلقى رسالة على «واتس أب» من فتاة مجهولة تدعي أنها من بلد عربي يشهد حروباً، وتحتاج إلى مساعدة مالية لإعالة أسرتها، مشيراً إلى أنه تعاطف معها، لكنه تردد في إرسال أي أموال إليها خشية أن يقع ضحية عملية نصب واحتيال.

وطالب المواطن خليفة محمد بضرورة تكثيف التوعية لأفراد الجمهور بالأساليب الجديدة للمتسولين، إذ انتشرت في الفترة الأخيرة عمليات التسول عبر مواقع التواصل الاجتماعي من جمعيات خيرية مجهولة، تدعي حاجتها إلى المساعدة المالية لبناء مستشفى أو مسجد أو مساعدة أيتام وفقراء في دول إفريقية.

وأكد خالد عمارة أن المتسولين لم يترددوا في استغلال التطور التكنولوجي، وانتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا برنامج «واتس أب» في النصب والاحتيال على الأفراد بدعوى المساعدة الإنسانية، إذ تلقى رسائل مختلفة من مجهولين يدعون حاجتهم إلى المال للعلاج أو الإنفاق على أيتام وأرامل وغيرهم.

في سياق متصل، طالب مواطنون بتكثيف الدوريات الأمنية في الأحياء السكنية، لضبط المتسولين خلال شهر رمضان المبارك، إذ أكدوا أن هناك فتيات أجنبيات يرتدين اللباس الوطني، يقتحمن منازل المواطنين ليلاً طلباً للمساعدة المالية والتسول.

من جانبه، أكد مدير عام العمليات الشرطية، اللواء عمير بن محمد المهيري، أن ظاهرة التسوّل تسيء إلى الوجه الحضاري لمجتمع الإمارات الذي عُرف بالتكافل ومساعدة الآخرين، لافتاً إلى أن العديد من المؤسسات الخيرية في الدولة تشرف على الفئات الأكثر حاجة إلى المساعدة، وتحرص على تقديم واجبها الإنساني والخيري للمحتاجين داخل الدولة وخارجها، داعياً أفراد المجتمع إلى عدم الاستجابة للمتسولين عبر وسائلهم الاحتيالية المتعددة، وصرف أموالهم إلى الوجهات الصحيحة في المؤسسات والجمعيات الخيرية المعتمدة.

وحذر نائب مدير مديرية شرطة العاصمة، العميد سالم شاهين النعيمي، من الحيل والأساليب المستحدثة التي يتبعها المستولون للاستيلاء على أموال المحسنين، خصوصاً خلال شهر رمضان، إذ أوضح أن المتسولين يستخدمون حيلاً عديدة للوصول لمبتغاهم، وأحدثها طريقة التسوّل الإلكتروني عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الهواتف الذكية من خلال رسائل نصية قصيرة وصور إنسانية مفبركة.

ودعا النعيمي أفراد المجتمع إلى ضرورة التعاون مع شرطة أبوظبي في تحقيق أهدافها في الحفاظ على سلامة المجتمع، والاتصال بالشرطة من خلال خدمة «أمان» للإبلاغ عن أي متسول، حفاظاً على المظهر العام لمجتمع الإمارات، ومنعاً لتكرار ظاهرة التسول والحد منها.

ونفذت شرطة أبوظبي، خلال أشهر رمضان الماضية، حملات توعية مكثفة للحد من عمليات النصب والاحتيال التي ينفذها المتسولون، وكذا من التسول الإلكتروني عبر الإنترنت، إذ أكدت أنه يعد نسخة مماثلة للتسول التقليدي، وكذا التسول الهاتفي عبر الرسائل النصية.

واعتبرت أن استجداء متصفحي الإنترنت بغرض التسول مخالف للقانون

وأوضحت أن التسول الإلكتروني أخذ أشكالاً عدة، منها التسول للعلاج أو دفع أقساط فواتير طبية أو سكنية، ومنها طلب المساعدة نظراً إلى ظروف كارثية وقعت بوطن المحتاج (المحتال)، فضلاً عن أن هناك متسولات يستهدفن الشباب الباحثين عن الحب، ويبعثن إليهم رسائل للتلاعب بمشاعرهم واستنزاف أموالهم.

تويتر