شرطة أبوظبي: ضبطنا رجالاً ونساء يتسوّلون بأساليب احتيالية خلال رمضان الماضي

خطة أمنية لمكافحة التسوّل في أبوظبي

النسبة الأكبر من المتسولين المضبوطين العام الماضي من الذكور. تصوير: إريك أرازاس

أكدت شرطة أبوظبي أنها أكملت استعداداتها لاستقبال شهر رمضان الكريم، ووضعت خطة أمنية للقضاء على الآفات السلبية التي تمارس خلال هذا الشهر، وأبرزها آفة التسوّل، مشيرة إلى أنها ضبطت خلال شهر رمضان الماضي رجالاً ونساء يمتهنون التسول في الأماكن العامة بأساليب احتيالية، ومتوسط أعمارهم راوح بين 18 و54 عاماً.

محتالون في ثياب محتاجين

أكدت وزارة الداخلية، أن المضبوطين كافة في جرائم التسوّل يشتركون في عدم حاجتهم الحقيقية إلى التسول، ويمتهنون هذا السلوك مستغلين كرم وتسامح المجتمع الإماراتي، وضيوفه من المقيمين والزائرين، داعية أفراد الجمهور إلى الإبلاغ عنهم، مشددة على أن مكافحة التسول واجب أخلاقي نحو مجتمع أرقى.

ولفتت إلى أن التسوّل، أصبح حرفة لها خبراؤها وممثلوها، محذرة الأفراد من السقوط في شباكهم، معتبرة في الوقت ذاته أن التسول مثل السرقة والغش، وهي جرائم لكسب المال بغير وجه حق.

ونصحت الأفراد بعدم الإسهام في انتشار التسول، إذ إن إعطاء الصدقة لهم تشجع لغيرهم، معتبرة أن المتسولين محتالون في ثياب محتاجين، يحرمون الفقراء عطايا المحسنين. وحذرت من أساليب المتسولين الاحتيالية، فهناك من يقومون بحمل أوراق طبية مدعين إصابتهم، أو أقربائهم، بالأمراض، يعرضونها على الناس في المنازل ليستدرّوا بها عطفهم.

وذكرت إحصاءات الإدارة العامة للعمليات الشرطية في شرطة أبوظبي، أن «المتسولين ينشطون في الفترة المسائية، ويستغلون هذا الوقت للتحرك واستجداء الناس خصوصاً في شهر رمضان، ويتنوع أسلوبهم الاحتيالي بين إدعاء المرض، ورغبة المتسول في مغادرة الدولة، وعدم العمل، والحاجة إلى الطعام، إضافة إلى ادعاء الإصابات الجسدية»، موضحة أن نسبة المضبوطين من الذكور بلغت 75% ومن النساء 25%، كما مثلت جنسيات الدول الآسيوية النسبة الأكبر من بلاغات التسول وتليها جنسيات دول عربية.

وتفصيلاً، قال مدير عام العمليات الشرطية، اللواء عمير بن محمد المهيري، إنه تم وضع خطة أمنية للقضاء على الآفات السلبية خلال شهر رمضان الكريم، وأبرزها آفة التسوّل التي تنشط أمام المساجد، وفي المناطق السكنية، والأسواق، والأماكن العامة، لاستعطاف الناس، والحصول على الأموال منهم، كما أصبحت هذه الآفة غطاءً لارتكاب بعض الجرائم من قبل المتسولين.

ولفت إلى أن ظاهرة التسوّل تسيء إلى الوجه الحضاري للمجتمع الإماراتي، الذي عُرف بالتكافل ومساعدة الآخرين، مشيراً إلى أن العديد من المؤسسات الخيرية في الدولة تشرف على الفئات الأكثر حاجة للمساعدة، وتحرص على تقديم واجبها الإنساني والخيري للمحتاجين داخل الدولة وخارجها.

ودعا أفراد المجتمع إلى عدم الاستجابة للمتسولين عبر وسائلهم الاحتيالية المتعددة، وتوجيه أموالهم إلى الوجهات الصحيحة في المؤسسات والجمعيات الخيرية المعتمدة، لافتاً إلى إطلاق مديرية شرطة العاصمة في أبوظبي لمبادرة أمنية مكثفة لضبط المتسولين تشمل دوريات ميدانية على مدار الساعة توجد في المناطق كافة، للحد من آفة التسول، وذلك في إطار حملة «سلامتك»، التي تنفذها إدارة الإعلام الأمني في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

من جانبه، أكد نائب مدير مديرية شرطة العاصمة، العميد سالم شاهين النعيمي، حرص شرطة أبوظبي على متابعة جهودها في الحد من آفة التسول عبر تحليل البيانات الإحصائية لأعداد المتسولين، وأساليبهم الاحتيالية التي يستخدمونها، وجنسياتهم وأعمارهم، من خلال القضايا والبلاغات التي تم تسجيلها في مراكز الشرطة التابعة للمديرية خلال العام الماضي، مشيراً إلى أن «المتسولين يستخدمون حيلاً عدة للوصول إلى مبتغاهم، وأحدثها طريقة التسوّل الإلكتروني عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الهواتف الذكية، من خلال رسائل نصية قصيرة وصور إنسانية مفبركة».

وشدّد النعيمي، على ضرورة الانتباه إلى مخاطر المتسولين، إذ يمكن أن يتسلل هؤلاء المتسولون إلى المنازل بحجة طلب المساعدة والتسول لاستعطاف الأسر، خصوصاً فئة النساء، الأمر الذي يمكنهم من التعرّف إلى العديد من التفاصيل التي يمكن أن تؤثر في سلامة أفراد المجتمع وممتلكاتهم.

وناشد نائب مدير مديرية شرطة العاصمة، أفراد المجتمع، بضرورة التعاون مع شرطة أبوظبي في تحقيق أهدافها في الحفاظ على سلامة المجتمع، داعياً إلى الاتصال بالشرطة من خلال خدمة أمان للإبلاغ عن أي متسول، حفاظاً على المظهر العام لمجتمع الإمارات ومنعاً لتكرار ظاهرة التسول والحد منها.

تويتر