المحكمة تؤيد للمرة الثانية ادانة لاعب رياضي بانتهاك عرض طفل

دائرة القضاء طالبت الآباء بالإصغاء إلى أبنائهم والاهتمام بهم. تصوير: إريك أرازاس

أيدت محكمة استئناف أبوظبي  للمرة الثانية، الحكم بإدانة لاعب رياضي بتهمة انتهاك عرض طفل بالإكراه واستغلال إحدى تقنيات الاتصال الحديث "البلاك بيري ماسنجر" لاستدراجه وتحريضه على الفجور، مستغلاً نجوميته في التأثير على المجني عليه، والبالغ 12 عاماً فقط، وحكمت عليه بالحبس سنة.

وكانت محكمة النقض قد ألغت لأسباب شكلية الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف التي نظرت في القضية أول مرة، والقاضي بحبس المتهم 3 سنوات بدلاً من عقوبة الحبس سنتين التي كانت قد قضت بها المحكمة الابتدائية. وتضمن حكم النقض إعادة القضية إلى محكمة الاستئناف لتنظر من قبل هيئة مغايرة.

من جهتها طالبت دائرة القضاء في أبوظبي أولياء الأمور بعدم ترك وسائل الاتصال الحديث بين يدي أبنائهم القصر بدون مراقبة، وعدم السماح لهم باستخدام التقنيات التي تسمح بالدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لما في ذلك من خطر تعريض أبنائنا إلى مخاطر التعامل المباشر مع غرباء. كما لفتت دائرة القضاء إلى أن هذه القضية تضع المؤسسات والهيئات الاجتماعية المعنية سواء كانت أهلية أو رسمية أمام مسئوليتهم بضرورة التحرك لمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تمس الضمير الإنساني، وتهدد الاستقرار الاجتماعي، خاصة أن المتهم يشغل موقعاً خاصاً في نفوس صغار السن، وكان من المفترض استغلال نجوميته ليكون مصدر الهام إيجابي وقدوة حسنة للأطفال والمراهقين.

 كما طالبت الدائرة الأسر بمراقبة أبنائهم وترصد أي تغيير يطرأ على سلوكهم وعاداتهم اليومية واهتماماتهم ومستواهم الدراسي، مشيرة إلى أن تعرض الأطفال للتحرش أو الاعتداء يؤدي بالعادة إلى عدد من المظاهر السلوكية لدى الطفل الضحية، منها انخفاض المستوى الدراسي، وانخفاض الشهية للطعام، والانعزال وعدم الرغبة بالخروج من المنزل مع الأصدقاء أو الجلوس مع أفراد الأسرة، وعدم القدرة على النظر بشكل مباشر لعيون والديه.

وفي تفاصيل القضية، كانت أسرة الطفل قد تقدمت ببلاغ ضد أحد لاعب رياضي،  تتهمه فيه بهتك عرض ولدها البالغ 12 عاماً، مستغلاً جماهيريته واعجاب المجني عليه به كلاعب ، وذلك من خلال التواصل معه عبر البلاك بيري ماسنجر، وأوضحت أسرة الطفل أنهم لاحظوا ارتباك وتغير سلوك المجني عليه، وقد أخبرهم أنه تعرف على المتهم عن طريق تويتر وأخذ منه رمز حسابه على البلاك بيري، وتواصل معه. وفي التحقيقات أنكر المتهم ما أسند إليه واعترف بصحة الرسائل التي تبادلها مع المجني عليه عن طريق البلاك بيري ماسنجر.

من جهتها قضت المحكمة الابتدائية بحبس المتهم سنتين بعد ادانته بما أسند إليه، مشيرة إلى أن العبارات المتبادلة عبر "البلاك بيري ماسنجر" بين اللاعب والطفل تؤكد صحة أقوال الطفل وأن هتك العرض تم برضا المجني عليه، إلا أن القانون لا يأخذ برضا الأطفال دون الرابعة عشر، ويعتبر أن إرادتهم معدومة وبالتالي يكون هتك العرض قد تم بالإكراه وإن كان برضا المجني عليه.

ولم يرتضي المتهم بقضاء المحكمة الابتدائية كما لم ترتضي النيابة به، فقاما بالطعن عليه أمام محكمة الاستئناف التي أخذت بطلب النيابة العامة بتشديد الحكم ضد المتهم إلى الحبس ثلاث سنوات، فطعن المتهم أمام محكمة النقض التي نقضت الحكم واعتبرته باطلاً لأسباب شكلية تتعلق بالمحكمة الابتدائية، وعدم تطرق محكمة الاستئناف إلى بطلان الحكم الابتدائي، وقضت بإعادة القضية إلى محكمة الستئناف لتنظر من قبل هيئة مغايرة. ومن جهتها قضت محكمة الاحالة بإلغاء الحكم الابتدائي لبطلانه وقضت مجدداً بإدانة المتهم والحكم بحبسه سنة.

تويتر