شقة استخدمت مبيداً حشرياً محظوراً وتسرّب الغاز عبر فتحات التهوية

وفاة رضيع وإصابة شقيقه بـ «غاز الفوسفين» في الشارقة

«البناية» التي تقطنها الأسرة السورية. من المصدر

توفي طفل سوري رضيع (21 يوماً)، وأصيب شقيقه (ثلاث سنوات) بهبوط حاد وانخفاض في ضغط الدم، إثر استنشاقهما غاز «الفوسفين» السام، الذي ينتج عن استخدام مبيد حشري محظور وغير مخصص للاستخدام المنزلي، كما يعاني والديهما أعراض تسمم ناتجة عن استنشاق الغاز. ووفقاً للتحقيقات الأولية التي أجرتها شرطة الشارقة، فإن سبب الوفاة تسرب غاز «الفوسفين» من الشقة المجاورة إلى مقر سكنهما في منطقة النهدة.

شركات وهمية

حذّرت شرطة الشارقة من لجوء البعض إلى جهات مجهولة أو شركات وهمية لرش المنازل بمبيدات خطرة، لافتة إلى وقوع عدد من الحوادث راح ضحيتها عدد من الأفراد، نتيجة استخدام المبيدات الحشرية المحظورة في إبادة الحشرات والآفات المنزلية عن طريق أشخاص وجهات وشركات غير مرخّصة.

وكان مركز شرطة البحيرة الشامل تلقى بلاغاً من غرفة عمليات شرطة دبي، يفيد باستقبال مستشفى دبي عائلة سورية تعرّض طفلاها لأعراض يشتبه في أنها تعود إلى استنشاق مبيد حشري قاتل، ونتج عن ذلك وفاة أحد الطفلين (21 يوماً) فور وصوله.

وقالت شرطة الشارقة إنه «تم معاينة المصابين بحضور وكيل النيابة، الذي أمر بتحويل جثة الرضيع إلى المختبر الجنائي في الشارقة، ثم انتقل فريق التحقيق الجنائي والتحريات والمباحث الجنائية إلى شقة العائلة، واستدعاء خبراء الأدلة الجنائية وفريق من مسرح الجريمة، ورئيس قسم مكافحة الحشرات في بلدية الشارقة لمعاينة موقع الحادث».

وبعد استيفاء الإجراءات القانونية تم فتح الشقتين اللتين تعود إحداهما إلى الأسرة المصابة، والشقة المجاورة التي يشتبه في أنها مصدر المادة القاتلة، وعند دخول الشقة الأولى تبين وجود رائحة خفيفة، إلى جانب مجموعة من الحشرات المبادة، وبالانتقال إلى الشقة المجاورة تبين وجود رائحة المبيد الحشري تنبعث بدرجة أقوى، إلى جانب وجود مجموعة كبيرة من الحشرات المبادة على أرضية الشقة، وبسؤال مستأجر الشقة عن نوعية المادة المستخدمة لإبادة الحشرات أفاد بأنها عبارة عن مسحوق حصل عليه من أحد معارفه ورشه قبل مغادرة الشقة ببضع ساعات.

وأشارت الشرطة إلى أنه تم توقيف مستأجر الشقة المجاورة بتهمة التسبب في وفاة شخص بالخطأ، وجار البحث عن الشخص الذي جلب المادة المحظورة، بهدف التعرف إلى مصدرها، واستكمال الإجراءات المتعلقة بالقضية.

من جهته، أفاد مدير المختبر الجنائي في شرطة الشارقة، العقيد عبدالقادر العامري، بأن «الفحوص المخبرية التي أجريت على بعض العينات، والتي تم جمعها من المادة المستخدمة، والتي عثر على بعضها داخل الشقة، تبين أنها مادة (فوسفيد الألمنيوم) المحظورة والممنوع استخدامها في المنشآت السكنية، والتي ينتج عنها (غاز الفوسفين)، الذي غالباً ما يتسرّب إلى الشقق المجاورة عبر فتحات التهوية، فيتسبب في حالات التسمم القاتلة».

وأشار إلى أنه «عثر على عبوات فارغة عند مدخل البناية، التي كانت متناثرة ويلعب عدد من الأطفال حولها»، موضحاً أن «مثل هذه العبوات لو تعرّضت لأي شعلة من النار، فإنها تحدث انفجاراً قد يودي بحياة الموجودين بجوارها».

تويتر