الرياح الشديدة ضخت أوكسجيناً في الحريق.. و«الستائر الواقية» حمت البرج من الداخل

المطروشي: الأنظمة الذكية حالت دون وقوع كارثة في حريق «ذا تورش»

أكد مدير عام الدفاع المدني في دبي، اللواء راشد ثاني المطروشي، أن أنظمة السلامة الذكية في برج «ذا تورش»، الذي تعرض لحريق هائل ليلة أول من أمس، حالت دون وقوع كارثة حقيقية، ربما وصلت إلى احتراق المبنى بالكامل وامتداد النيران إلى الأبراج المجاورة، كما أسهمت بشكل رئيس في إنقاذ مئات الأرواح، إذ وفرت ما يعرف باسم «الستائر الواقية» التي كانت تواجه موجات النيران كلما تدفقت إلى الداخل.

لمشاهدة مخطط حريق «ذا تورش» بشكل اوضح، يرجي الضغط علي هذا الرابط.


رسالة من ساكن

قال اللواء راشد ثاني المطروشي، إنه شعر بسعادة كبيرة حين تلقى عبر الفاكس رسالة من ساكن بالطابق 82، يشكر فيها رجال الإطفاء، وينوه بشجاعتهم، ويؤكد أنهم كانوا مفخرة لحكومة دبي.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/02/271379.jpg

وشرح أن «تكتيك الاقتحام السريع»، سمح لفرق الإطفاء والإنقاذ بالانتشار بشكل مدروس في الطوابق التي طالها الحريق.

فيما أكد القائد الميداني لفرق الإطفاء في الحادث، المقدم علي المطوع، أن الظروف التي واجهها رجال الدفاع المدني في حريق البرج، كانت أسوأ سيناريو يمكن أن يواجهه رجل إطفاء في حياته المهنية، نظراً إلى العاصفة القوية التي كانت أشبه بمضخة ضخمة تضخ وقوداً على النيران.

وقال «شكلنا غرفة عمليات في الطابق 49، لسرعة التدخل والوصول إلى نقطة انطلاق الحريق في الطابق 52، وفجأة سقطت كتلة ملتهبة بسبب الهواء في شرفة شقة بالطابق 37، لتحاصر النيران رجال الإطفاء، ويتم تغيير الخطة بديناميكية سريعة للسيطرة على الموقف وحماية الرجال».

وكان الدفاع المدني في دبي تلقى بلاغاً عن حريق في برج «ذا تورش» بمنطقة مارينا دبي، في الساعة 1.49 من صباح السبت، وطالت النيران أكثر من 30 طابقاً، واستطاعت فرق الإطفاء السيطرة عليه خلال ساعتين ونصف الساعة تقريباً.

وتفصيلاً، قال المطروشي، لـ«الإمارات اليوم» إن البعض سأل عن دور الأنظمة الذكية في حريق «ذا تورش»، خصوصاً أن هناك حديثاً مستمراً عن البنية التحتية القوية التي تتمتع بها الإمارة في مجال السلامة من الحرائق.

وأضاف أن الإجابة ببساطة أن أنظمة السلامة الذكية في البرج حالت دون وقوع كارثة حقيقية، وسهلّت من عمل فريق الإطفاء، لأنها حالت دون وصول النيران إلى داخل المبنى، وحصرها في الواجهة فقط.

وشرح أنه حسب المعلومات المتوافرة لدينا فإن الحريق بدأ في شرفة بالطابق 52، ثم صعد إلى الطوابق العليا، وكلما حاولت النيران الدخول في ظل العاصفة والرياح القوية، واجهتها مرشات المياه في الشقق والممرات وأطفأتها على الفور، وهذا ساعد رجال الإطفاء على اقتحام المبنى، والإطفاء من الداخل.

وأشار إلى أن أنظمة السلامة والإطفاء في الأبراج تخضع لمراقبة دقيقة من قبل نظام «24/7»، الذي يدقق على كل صغيرة وكبيرة، ويعالج الخلل بمجرد وقوعه، مؤكداً أن عدم عمل هذه الأنظمة بكفاءة خلال الحريق كان كفيلاً بالتسبب في كارثة حقيقية وسط منطقة تعج بالأبراج السكنية.

وأوضح أن حرائق الأبراج لها خصوصية، وتمثل تحدياً كبيراً، لأن من الصعب وصول معدات وأدوات الدفاع المدني إلى جميع أركانها في ظل الارتفاعات الشاهقة، وهنا تبرز أنظمة السلامة التي تواجه الخطر بفاعلية.

وتابع المطروشي أن «تمارين الإخلاء التي تنفذ بشكل دوري، كانت عاملاً رئيساً في التعامل بكفاءة مع هذا الحريق، لأن رجالنا كانوا يعرفون واجباتهم جيداً ولم يهدروا دقيقة واحدة لأنهم خاضوا هذا الموقف كثيراً في تدريباتهم».

وكشف أن دليل إجراءات الطوارئ، الذي أعده الدفاع المدني في دبي، ضاعف من حرفية رجال الإطفاء والإنقاذ، لافتاً إلى أن هناك منظومة أقرب إلى مؤسسة قائمة بأفرادها تعاملت مع حريق «ذا تورش»، فكان لها قائد ميداني، تولى إدارة العملية بالكامل، ولا يمكن لأحد التدخل في قراراته.

إلى ذلك قال القائد الميداني لفرق الإنقاذ والإطفاء في حريق «ذا تورش» مدير إدارة العمليات بالدفاع المدني في دبي، المقدم علي المطوع، لـ«الإمارات اليوم» إن هناك عاصفة قوية كانت تضخ أوكسجيناً على النيران فتضاعف من حجمها وانتشارها، وكانت أقرب إلى أسطوانات قابلة للاشتعال موزعة في كل شرفة.

وأضاف أن ثمة سيناريوهات فرضت نفسها للتعامل مع الحريق، منها مواجهة النيران من الخارج، لكن هذا كان صعباً وغير مفيد في ظل الرياح، فتم اعتماد تكتيك الاقتحام السريع بما يمثله من خطورة على رجال الإطفاء، لكن كان الهدف أمامنا هو إنقاذ الأرواح في برج يحوي 87 طابقاً.

وأشار إلى أن القاعدة الأولى في عملنا أن «التضحيات تكون بحجم التحديات»، لافتاً إلى أن رجالنا واجهوا ثلاثة تحديات رئيسة، الرياح الشديدة، واشتعال الحريق في برج سكني، ووقوعه في ساعة متأخرة من الليل أثناء نوم أغلب السكان. وأوضح أن خطة العمل كانت واضحة، وتدربنا عليها كثيراً، فتوليت ما يعرف باسم «القيادة الذهبية»، وتم تقسيم الفرق إلى ثلاثة قطاعات (المكافحة والإخلاء وقطاع الدعم اللوجستي).

وشرح أنه تم تحديد نقطة الحريق في الطابق 52، وقررنا إنشاء غرفة مركزية لانطلاق فرق العمل في الطابق 48، حتى تكون قريبة من الحريق. ولفت إلى أنه طارت كتلة مشتعلة من الطابق 52 من الواجهة المطلة على شارع الصفوح، وسقطت في شرفة شقة بالطابق 37 في الواجهة المطلة على شارع الشيخ زايد لتحاصر النيران فرقنا.

وتابع أنه في هذه اللحظة قمنا بتغيير ديناميكية العمل وتم تقديم الدعم اللوجستي، وتوجه فريق لمكافحة النيران التي اشتعلت بالأسفل، مؤكداً أن الكل عمل في منظومة بالغة الدقة والصرامة، وجميعهم كان يدرك مهامه ويتحرك في سلاسة وفعالية.

وقال المطوع: «رأى الجميع نتائج جهدنا، لكنها كانت ساعات صعبة للغاية»، لافتاً إلى أن «تأخير خمس دقائق في اتخاذ قرار يساويه جهد إضافي لمدة ساعة».

تويتر