3 محكومين: لحظات طيش قادتنا إلى السجن

عبّر ثلاثة من نزلاء المؤسسة العقابية والإصلاحية في شرطة رأس الخيمة عن ندمهم الشديد لارتكابهم جرائم قتل، واتجار بالبشر، واستيلاء على أموال الغير.

وسجلت «الإمارات اليوم» بمناسبة فعاليات «النزيل الخليجي»، أمس، خلال جولة في عنابر وممرات المؤسسة العقابية والإصلاحية، روايات للمتهمين الثلاثة، الذين يمضون فترة أحكام عقابية تراوح بين 10 سنوات والإعدام، أكدوا فيها أن ما وقع عليهم من أحكام وعقوبات هو نتيجة لما بدر منهم في لحظات طيش، أو انفعال، أو بسبب أفكار شريرة راودتهم وسيطرت على عقولهم.

وتفصيلاً، قال النزيل (إبراهيم ــ 29 عاماً)، الذي حكم عليه بالإعدام نتيجة ارتكابه جريمة قتل، إن الكوابيس تطارده في منامه، موضحاً أنه يرى مشهد ارتكاب الجريمة كل ليلة أمام عينيه.

وتابع أنه ارتكب جريمة قتل راح ضحيتها شاب في منطقته السكنية قبل 12 عاماً، شارحاً: «وقعت مشاجرة بيني وبين مجموعة من الشباب، وكنت أحمل في جيبي سكيناً، وأثناء المشاجرة طعنت أحدهم».

وأضاف: «لم أكن أقصد ارتكاب جريمة قتل، بل إحداث إصابات، ولكن طعنة السكين كانت بليغة وأدت إلى وفاة الشاب».

وتابع أنه الأخ الوحيد لأربع فتيات، وإن والديه كبيران في السن، ولا يستطيعان زيارته بشكل مستمر، على الرغم من أنه محكوم عليه بالإعدام.

وأوضح أنه أمضى 12 عاماً خلف القضبان، وينتظر تنازل أولياء الدم عن القصاص من أجل الإفراج عنه، مشيراً إلى وجود زيارات من أهل الخير لأسرة المجني عليه، لحثها على التنازل من أجل إنقاذ حياته.

وأشار النزيل (عمار)، المتهم في قضية اتجار بالبشر، إلى أنه لم يتوقع أن دخوله أحد مقاهي الإمارة، سيؤدي إلى سجنه 10 سنوات.

وقال: «دخلت مقهى للاستراحة وتناول مشروب ساخن، ولكني لم أجد سوى مقعد فارغ بجانب شاب ممن يرتادون المقهى يومياً، فطلب مني أن أجلس بجانبه»،

وشرح أن حديثاً طويلا دار بينهما، قرر على إثره العمل معه في مجال إصدار التأشيرات، وجلب الفتيات للعمل في مجالات مختلفة، كونها وظيفة مربحة مالياً، مشيراً إلى أنه كان يجلب الفتيات من دول عدة للعمل في صالونات نسائية ومنشآت التجارية.

وأوضح أن «إجراءات العمل والرخصة كانت باسمي، فيما كان شريكي يتابع العمل عن بعد»، مضيفاً أنه كان يتم استغلال الفتيات فور وصولهن للدولة في أعمال غير مشروعة، إلى أن وقع في قبضة رجال الأمن بعدما هربت إحدى الفتيات من السكن وقدمت بلاغاً بحقه، ليحكم عليه بالسجن 10 سنوات».

وذكرت النزيلة (أم اليازينة)، المحبوسة على ذمة أربع قضايا مالية، بتهمة الاستيلاء على أموال الغير، أنها كانت تعمل موظفة في جهة حكومية براتب 23 ألف درهم، وأنها منحت زوجها توكيلاً عاماً بالتوقيع على الشيكات المالية، فاستغله بشكل خاطئ، ما راكم الديون المالية والشيكات المستحقة عليها، وتم رفع قضايا مالية عليها في مختلف إمارات الدولة.

وأضافت أنها فقدت عملها، وطُلقت من زوجها، بسبب الديون، ودخولها السجن. وتابعت: «لا أعرف عدد المبالغ المستحقة، فهناك أربع قضايا في رأس الخيمة، وثلاث في أبوظبي، وقد أمضيت فترة سبعة أشهر سجناً في عجمان على ذمة قضايا مالية أخرى».

وشرحت أنها تستحق العقوبة القضائية لأنها كانت مغفلة عندما استولت على أموال الغير، وسمحت لغيرها بالتوقيع على شيكات مالية من دون دراسة العواقب.

وأضافت أنها تشعر بالندم لتراكم الديون والقضايا المالية عليها، وفقدان عملها، وطلاقها من زوجها، وحرمانها أن تعيش بجانب طفلتها التي تبلغ أربع سنوات، مشيرة إلى أنها مستعدة للخروج من السجن والبحث عن عمل من أجل سداد المبالغ المتراكمة عليها.

تويتر