«الوطني للتأهيل» حذّر من ظهور أنواع جديدة من المؤثرات العقلية

مروّجو مخدّرات يستهدفون الشباب عبر «فيس بوك» و«تويتر»

«الوطني للتأهيل» يقدم خدمات علاجية وتأهيلية توعوية للمدمنين. الإمارات اليوم

حذّر المركز الوطني للتأهيل من أن بعض مصنّعي ومروّجي المخدرات يستهدفون الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «تويتر» و«فيس بوك» و«إنستغرام»، داعياً الآباء إلى «محاولة التقرب من أبنائهم، والتحدث معهم، والتعرف إلى أنشطتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منعاً من وصول المواد المخدرة إليهم».

«حياتك أمانة»

قال مدير عام المركز الوطني للتأهيل، الدكتور حمد الغافري، «إننا في المركز سعداء بالإحصاءات التي تكشف عن تزايد الوعي المجتمعي بالمخدرات ومخاطرها، والذي نتج عنه إحساس بالمسؤولية، إذ بدأ الأفراد التقدم بطلب العلاج بشكل طوعي».

وأضاف «يعدّ هذا انعكاساً مباشراً للجهود الحثيثة التي يبذلها المركز بالتعاون مع عدد كبير من الجهات في الدولة، لنشر الوعي حول قضية الإدمان، وجعل المجتمع جزءاً من الحل، عن طريق تمكينه من التصدي لهذه الظاهرة، بأن يكون رقيباً على نفسه، وعلى أفراد عائلته، من منطلق إيمانه بشعارنا ــ حياتك أمانة».


«الوقاية خير من العلاج»

أفاد مدير عام المركز الوطني للتأهيل، الدكتور حمد الغافري، بأن المركز يقدم خدمات تأهيلية وعدداً من البرامج، التي من شأنها إعادة دمج المتعافين في المجتمع، وجعلهم عناصر فعالة تسهم في تطور ونهضة الدولة، ومن بين البرامج التي يوفرها المركز، برنامج تلافي الانتكاس والإقلاع عن التدخين والنشاط الفني والتدريب البدني.

كما يوفر مجموعة من البرامج التي تركزت على «الوعظ الديني وبرامج الاسترخاء والتأهيل الوظيفي».


http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/234695.jpg

«المركز رصد أنماطاً جديدة من المؤثرات العقلية، بينها أعشاب يتم رشها بزيوت وتدخينها».

الدكتور حمد الغافري

وقال مسؤولون في المركز لـ«الإمارات اليوم»، إن المركز رصد ظهور أنواع جديدة من المؤثرات العقلية بين الشباب في الدولة، منها خلطات عشبية يتم تدخينها، كما تم رصد أنواع مخدرات جديدة يتم سحقها وتحويلها إلى سائل قابل للحقن، أو سحق أدوية وحرقها واستنشاق الأبخرة السامة الناجمة عن هذه العملية.

وتتحفظ «الإمارات اليوم» على ذكر أسماء الأدوية التي يلجأ الشباب إلى طحنها واستنشاقها، منعاً من المساهمة في انتشارها.

وفي التفاصيل، قال مدير عام المركز الوطني للتأهيل، الدكتور حمد عبدالله الغافري، لـ«الإمارات اليوم»، إن عدد الحالات التي تم علاجها خلال الربع الأول من العام الجاري بلغ 138 حالة دخول للقسم الداخلي، و402 حالة مسجلة في العيادة الخارجية.

وأفاد بأن المركز استقبل هذا العام 364 شخصاً، 70% منهم دخلوا المركز بصورة طوعية، معتبراً أن هذه النسبة من الحالات التي دخلت بصورة طوعية «دليل على الوعي المتزايد بخطورة الإدمان وتزايد ثقافة السعي لطلب المساعدة الطبية للتخلص من هذا المرض».

ولفت الغافري إلى أن دراسات حديثة أظهرت أن «بعض مصنّعي ومروّجي المخدرات يستهدفون الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً صفحات (تويتر) و(فيس بوك) و(إنستغرام)، لذلك نحن حريصون على توعية المجتمع لمراقبة الأبناء ومحاولة الاقتراب منهم والتحدث معهم، والتعرف إلى أنشطتهم على مواقع التواصل الاجتماعي»، متابعاً «أثبتت الدراسات أيضاً أن هناك علاقة بين عدد ساعات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي واحتمالية تعاطي المواد المخدرة أو الكحول».

وأضاف أن مواقع التواصل الاجتماعي تسهم بشكل فعّال في نشر الوعي بين أفراد المجتمع خصوصاً من خلال نشر النصائح للوقاية من الإدمان ومخاطر الإدمان، وكذلك كيفية التقدم للعلاج والتواصل مع المركز، متابعاً «من خلال تجربتنا في المركز الوطني للتأهيل، تمكّنا من التواصل مع المجتمع، من خلال وجودنا على (تويتر @NRCUAE وإنستغرام @NRCUAE) ورصد تفاعل الجمهور الإيجابي مع جهودنا المبذولة وأنشطتنا الاجتماعية الفعالة».

وحول أنواع الخدمات والعلاج التي يقدمها المركز للمرضى، قال الغافري إن المركز يقدم الخدمات العلاجية والتأهيلية التوعوية، موضحاً أنه يتم تقديم الخدمات العلاجية عبر خدمات العيادات الخارجية وخدمات الأقسام الداخلية، وفق أحدث المعايير العالمية، كما يوفر خدمات علاج الإدمان للمراهقين والإناث، بالإضافة إلى قسم مختص بالخدمة الاجتماعية.

وأكد الغافري، أن المركز بذل الكثير من جهود التوعية في المدارس والجامعات، من خلال عقد ورش عمل ومحاضرات توعية جذبت فئة الشباب والمراهقين للتعرف إلى المزيد حول مرض الإدمان ووسائل الوقاية منه.

وتطرق الغافري إلى الطرق التي يتم بها تعاطي المخدرات بالقول «تنحصر طرق استخدام المؤثرات العقلية في عدد ثابت من الأساليب وهي تناول للأقراص والكبسولات، إلى الاستنشاق، أو أخذها عن طريق الحقن، أو عن طريق تدخينها».

وكشف أن المركز رصد أنماطاً جديدة من المؤثرات العقلية، وعلى سبيل المثال «رصد المركز انتشار أنواع من الأعشاب يتم رشها بزيوت ليتم تدخينها، ويترتب على ذلك أعراض جانبية كثيرة، حيث تتسبب هذه المواد في ردود فعل ذهنية وتأثيرات سلبية في الحالة العقلية لمتعاطيها».

كما رصد المركز أنواعاً عدة من المخدرات الجديدة، التي يتم سحقها وتحويلها إلى سائل قابل للحقن، كما يتم سحق بعض الأدوية ثم تدخينها أو حرقها واستنشاق الأبخرة السامة الناجمة عن هذه العملية، لافتاً إلى أنه تم «ضبط مواد مخدرة مهربة في كبسولات، إذ يتم تعاطيها لاحقاً عن طريق استنشاقها أو حقنها في الوريد أو تحت الجلد».

يشار إلى أن المركز الوطني للتأهيل تأسّس في أبوظبي في مايو عام 2002، بناءً على توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليكون مركزاً متميزاً متخصّصاً في علاج إدمان الكحول والمخدرات، حرصاً على شباب الوطن، وحفظاً على أرواحهم وعائلاتهم وممتلكاتهم من الهلاك.

تويتر