انخفاض حالات هروب الفتيات من منازل أسرهن 75% بالشارقة

كشفت مدير مركز حماية المرأة، التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، مريم الحمادي، عن انخفاض حالات هروب الفتيات من منازل أسرهن، اللواتي تم إيواؤهن خلال العام الجاري إلى 75%، مقارنة بالفترة نفسها خلال العامين الماضيين. وعزت الانخفاض إلى دور الحملات التوعوية، التي ينظمها المركز في رفع مستوى الوعي الفكري لدى الفتيات، وتوعية الأسر بضرورة التواصل مع بناتها واستيعابهن، خصوصاً في سن المراهقة، مشيرة إلى أن المركز يهدف إلى إيواء ضحايا العنف من النساء والفتيات، وإعادة تأهيلهن اجتماعياً ونفسياً ومهنياً، ودمجهن في المجتمع.

مبادرة فراشتي المنطلقة

أشارت مدير مركز حماية المرأة، بدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، مريم الحمادي، إلى إطلاق المركز مبادرة «فراشتي المنطلقة»، بهدف توعية المرأة بحقوقها للعيش باستقلالية، وحمايتها من أي عنف تتعرض له، مشيرة إلى أنه تم توزيع مطويات توعوية على 2700 منزل بالشارقة، تحتوي على قصص توعوية ونصائح، تساعد المرأة على كيفية التعامل مع أي مشكلة قد تواجهها.

وأوضحت الحمادي، لـ«الإمارات اليوم»، أن المركز يستقبل فتيات جانحات، خصوصاً اللتي ارتكبن مخالفات أخلاقية يعاقب عليها القانون، ويتم تحويلهن إلى المركز من قبل الشرطة أو النيابة.

وتابعت إن المركز يجري «مؤتمر حالة» للفتيات اللواتي يتم إيواؤهن، تشارك فيه محاميات واخصائيات اجتماعيات ونفسيات، يعملن على دراسة الحالات من كل الجوانب، للوقوف على مواطن الضعف فيها، والعمل على علاجها، من أجل تعديل سلوك الفتاة.

واعتبرت أن مرحلة تعديل السلوك الإجبارية للفتاة، من أصعب المراحل التي يتم التعامل معها من قِبَل المختصات في المركز، نظراً لصعوبة إقناع الفتاة التي تعدت السابعة عشرة من عمرها بتغيير سلوكها الخاطئ، الذي رافقها منذ طفولتها، ولاقتناعها التام بأنه السلوك الأمثل على الإطلاق.

وزادت أنه بعد اجتياز الفتيات مرحلة تعديل السلوك، تتم مواجهتهن مع أسرهن، وعمل جلسات مصالحة من خلال المناقشات وطرح الحلول المتاحة. وبعد تسليم الفتاة إلى ذويها، تتم متابعتها من قبل المركز عبر المكالمات الهاتفية والزيارات، إلى أن تستقر العلاقة بينها وبين أسرتها.

وأشارت إلى أن العامل المشترك بين الفتيات اللواتي تؤويهن الدار من الهاربات من منازلهن هي السلوكيات المنحرفة، المتمثلة في إقامة علاقات غير سوية، أو علاقات متعددة مع أشخاص خارج المنزل، قد يستغلونهن عاطفياً أو جنسياً.

وأرجعت هروب الفتيات إلى عوامل عدة، منها المفهوم الخاطئ للحرية، الذي رسخته وسائل التواصل الحديثة في فكرها، والذي يدفعها للهروب من منزل أسرتها لنيل حريتها المنشودة، بحسب اعتقادها، بالإضافة إلى الرفقة السيئة التي لها أكبر الأثر في انحراف سلوك الفتاة، إلى جانب غياب دور الأسرة، والتفكك الأسري الناتج عن طلاق الأبوين أو انشغالهما الدائم.

وأضافت «مبالغة بعض الأهل في التضييق على الفتيات، وممارسة العنف الجسدي بحقهن، وبُعد الأم عن ابنتها بسبب انشغالها أو عدم وعيها، تدفع الفتاة إلى الهروب من المنزل، بحثاً عن العطف والاهتمام».

تويتر