تسجيل 9 حوادث خلال 3 أعوام.. ومسح المباني القديمة لتحديد الخلل

100 فرقة دفاع مدني في حملة وطنية لحماية الأطفال من حوادث السقوط

أطلقت القيادة العامة للدفاع المدني في الدولة، أمس، الحملة الوطنية لحماية الأطفال من السقوط من الطوابق العليا، التي من المقرر أن تستمر ثلاثة أشهر.

وقال قائد عام الدفاع المدني بالإنابة، اللواء راشد ثاني المطروشي، إن الدفاع المدني سجل تسع حالات سقوط خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، ويتبنى منهجاً وقائياً للحد من هذه الحوادث، مشيراً إلى أن 100 فرقة تابعة للدفاع المدني ستعمل على مستوى الدولة، من خلال المرور على المنازل وتوزيع منشورات على الأسر بهدف نشر التوعية حول كيفية الوقاية من مخاطر تلك الحوادث.

وفاة طفل وإصابة آخر

آخر حوادث سقوط الأطفال كان لطفل في الخامسة من عمره، وتوفي، أخيراً، إثر سقوطه من شرفة الشقة التي يقيم فيها مع أسرته بالطابق التاسع في عجمان، كما أصيب آخر في الثانية من عمره نتيجة سقوطه من الطابق الأول.

وأضاف أنه في ظل انتشار المباني السكنية المرتفعة في الدولة، حرصت الإمارات على وضع كود، أو لائحة تتضمن أفضل المعايير العالمية في اشتراطات الأمن والسلامة، التي تحمي الأطفال من السقوط، وتشمل أن يراوح قطر فتحة النافذة من 10 سنتيمترات إلى 15 سنتيمتراً فقط، لضمان عدم استطاعة خروج الطفل منها، ويحدد الكود كذلك ارتفاع سور الشرفة بحيث لا يقل عن 120 سنتيمتراً، لأن أكثر من ذلك يدخل في مرحلة البلوغ وليس الطفولة، لافتاً إلى أن هذه المعايير تتوافق مع الأكواد المطبقة في الولايات المتحدة وبريطانيا وسنغافورة.

وأشار إلى أن الدفاع المدني يفرض هذه المعايير على جميع المباني والمنشآت الجديدة، ولا يسمح بترخيصها إذا لم تلتزم بذلك، لافتاً إلى أن مالك أحد البنايات تقدم بطلب لترخيصها من قبل الإدارة، وكان ارتفاع شرفاتها 80 سنتيمتراً، فتم رفض طلبه لحين استيفاء المعايير التي ينص عليها الكود.

وأكد أن الإشكالية ليست في الأبراج أو البنايات الجديدة لأن الدفاع المدني لا يوافق عليها من دون استيفائها المعايير والاشتراطات المطلوبة، لكن يبقى التحدي الحقيقي في البنايات القديمة التي تخلو من عوامل الأمن والسلامة، مشيراً إلى أن فرق الدفاع المدني ستعمل من خلال الحملة على مسح المباني القديمة وتحديد درجة القصور بها، وطرح حلول مناسبة لتأمينها، خصوصاً في ما يتعلق بالنوافذ والشرفات، لأن معظم حالات سقوط الأطفال تقع في تلك المباني.

وقال المطروشي إن فرق العمل في الحملة ستعمل على تحليل النتائج ورصد ردود فعل الأسر، وقياس درجة الوعي لديها، مشيراً إلى أن رجال الدفاع المدني مؤهلون ومدربون للرد على أي أسئلة من جانب الآباء، مضيفاً أن الحملة تركز في جانب منها كذلك على فئة الخدم باعتبارهم الأكثر تعاملاً مع الأطفال، والمعنيين بمرافقتهم وحمايتهم في حالة غياب الأبوين، لافتاً إلى أن عملية التوعية ستتم بأكثر من لغة حتى يمكن التفاهم مع هذه الفئة.

وعزا المطروشي أسباب حوادث السقوط بشكل عام إلى عوامل عدة، منها الفضول الفطري حيال البيئة المحيطة بالنسبة للأطفال، وتزايد مستوى الاستقلالية التي ترافقها سلوكيات أكثر صعوبة يطلق عليها عادة اسم «المخاطرة»، إضافة إلى نقص الرقابة من قبل البالغين، والبيئات الإنشائية غير المأمونة بسبب خطورة النوافذ أو الشرفات.

وأفاد بأن هناك أسباباً أخرى ربما تؤدي إلى سقوط ذوي الإعاقة والمصابين بأمراض عصبية أو نفسية، منها تدني القدرة على التحرك أو المعرفة والإبصار، أو التأثر بأعراض جانبية نتيجة الأدوية والخمول البدني وفقدان التوازن، شارحاً أن هناك إرشادات سلامة يجب على الأسر الالتزام بها لحماية الأطفال والمعاقين عقلياً من حوادث السقوط، تشمل عدم تركهم على الشرفات أو قرب النوافذ والحواجز والمدرجات من دون مراقبة.

ولفت إلى أنه من الضروري عدم وضع الأثاث والأسرّة أو الأشياء القابلة للتسلق بالقرب من النوافذ والشرفات والحواجز لأن بإمكان الأطفال استخدامها في الصعود والقفز.

تويتر