«دبي لرعاية النساء والأطفال» أجرت دراسة شملت 4111 طالباً.. والإساءة النفسية في الصدارة

الذكور أكثر عرضة للإساءة في المنزل والمدرسة

صورة

أظهرت نتائج دراسة «الإساءة ضد الأطفال في مجتمع الإمارات»، التي أعلنت عنها مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، أمس، في مؤتمر صحافي، أن الذكور أكثر عرضة من الإناث للإساءات المختلفة في المنزل والمدرسة. كما كشفت الدراسة أن 123 طفلاً من بين كل 1000 طفل يتعرضون لأحد أشكال الإساءة أو العنف في المدرسة، فيما تقلّ نسبة الإساءة للأطفال في المنازل، والتي تصل إلى 65 طفلاً من بين كل 1000 طفل، موضحة أن طلاب المرحلة الإعدادية أكثر عرضة للإساءة عن طلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية، بينما طلاب الابتدائية والإعدادية أكثر عرضة للإساءة الجسدية من طلاب المرحلة الثانوية، مؤكدة أن الصديق يأتي في المقام الأول في الإساءة ضد صديقه في المدرسة بنسبة 48%، ويليه المعلم بنسبة 29%.

لمشاهدة مخطط يوضح التوزيع النسبي لأشكال إهمال الأطفال في المنزل، يرجى الضغط على هذا الرابط.


مكافحة التنمر داخل المدرسة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/225473.JPG

خرجت نتائج الدراسة التي أعدتها مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، بتوصيات عدة في مجالات أسرية ومدرسية ومجتمعية، حيث أوصت في المجال الاسري بضرورة إعداد برامج توعية موجهة حول حقوق الطفل، وبرامج موجهة للأسر حول أفضل الأساليب التربوية المناسبة لتنشئة الطفل وتربيته بشكل صحيح دون اللجوء إلى العنف والاساءة.

وفي المجال المدرسي أوصت الدراسة بأهمية إعداد برامج موجهة للمعلمين والاخصائيين للتعرف إلى مؤشرات العنف وإساءة معاملة الأطفال، بهدف التدخل المناسب ومساعدة الطفل، وتمليك الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وإدارات المدارس مهارات التعامل مع حالات الإساءة التي يتعرض لها الطفل، ورفع الوعي بأهمية الإبلاغ عن هذه الحالات، إضافة إلى عمل برنامج لمكافحة مشكلة التنمر داخل المدرسة.

وأكدت التوصيات أيضاً في الناحية المجتمعية أهمية زيادة الوعي المجتمعي بقضايا العنف وإساءة معاملة الأطفال، وتوفير خطوط المساعدة للإبلاغ عن هذه الحالات، مشددة على أهمية زيادة سرعة استجابة المؤسسات المختصة لحالات العنف وإساءة معاملة الأطفال من خلال فتح المجال لتلقي بلاغات إساءة معاملة الأطفال، واتخاذ الاجراءات المناسبة لكل بلاغ بما يضمن حصول الطفل على أفضل الخدمات، إضافة إلى إعداد المؤسسات المختصة إعداداً جيداً لتقديم البرامج العلاجية الملائمة، وتدريب المختصين على أفضل الاساليب والمهارات للتعامل مع الحالات، ورفع نتائج الدراسة للجهات المعنية على مستوى الدولة لتكوين مرتكزات ووضع الحلول الجذرية لتلك المشكلات، فضلاً عن إقامة مرصد وطني لتطبيق تشريعات حماية الطفل ومتابعتها، وتلقي الشكاوى على أن تكون بمشاركة منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الطفولة.

وبلغ عدد عينة الدراسة التي نفذتها مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، بمشاركة وزارة التربية والتعليم، ‬4111 طفلاً مواطناً ومقيماً، تقع أعمارهم بين ‬10 و‬18 سنة، ينتمون للمراحل التعليمية الثلاث.

وكشفت نتائج الدراسة عن تعرض 12.3% من الأطفال للإساءة في المدرسة و6.5% يتعرضون للعنف في المنازل، مبينة أن الذكور أكثر عرضة للإساءة في المنزل بنسبة 7.2%، و15.1% يتعرضون للعنف في المدرسة، فيما يتعرض 5.7% من الإناث لعنف منزلي، و9.3% لعنف في المدرسة.

وأظهرت الدراسة أن أطفال المرحلة الإعدادية أكثر تعرضاً للإساءة من بقية الأطفال في المراحل الأخرى، حيث بلغت نسبة الاساءة في المنزل 6.9% و13.8% في المدرسة، وأما أكثر أنواع الإساءة انتشاراً في المنزل فهو الإساءة النفسية بنسبة 23%، ثم عنف المشاهدة والعنف الجسدي بنسبة 22%، ثم الإهمال بنسبة 18%، والإساءة الجنسية بنسبة 15%، فيما تصدرت الإساءة النفسية في المدارس بنسبة 39%، ثم الاساءة الجسدية بنسبة 34%، والإساءة الجنسية 27%.

وأشارت الدراسة إلى أن الاخوة أكثر المرتكبين للإساءة النفسية ضد الأطفال في المنزل بنسبة 42%، يليهم الأب بنسبة 20%، ثم الأم بنسبة 19%، وفي المرتبة الاخيرة أشخاص آخرون بنسبة 18%. وتنوعت أشكال الإساءة بين الضرب والجلد باليد والعصا والعقال والحزام، والصفع على الوجه، وشد الشعر.

وعن الإساءة الجسدية ضد الأطفال في المنزل، أفادت الدراسة بأن 38% من مرتكبي الاساءة الجسدية هم الأخوة، و26% من الأب، و24% من الأم، و10% من أشخاص آخرين.

وتضمنت أبرز أشكال الإهمال في المنزل شعور الطفل بأنه غير مرغوب فيه بنسبة 15%، وكذلك عدم حصول الطفل على المساعدة من الآخرين في المنزل على الرغم من حاجته إليهم بنسبة 14.7، إضافة إلى عدم شعور الطفل باهتمام الآخرين به بنسبة 14.6% على الرغم من حاجته للدعم.

أما بالنسبة لأبرز أشكال العنف والإساءة الجنسية في المنزل، فتركزت في تعرض الطفل للمضايقات في الكلام، والكتابات غير الأخلاقية، وكذلك عرض الأفلام والصور غير الأخلاقية، بالإضافة إلى الطلب من الطفل النظر إلى المناطق الحساسة في جسم مرتكب الإساءة.

من جهة أخرى، كشفت نتائج الدراسة المتعلقة بأبرز أنواع الإساءة في المدرسة، أن الاساءة الجسدية تتضمن الدفع والركل والسرقة وتحطيم الاشياء الخاصة بالطالب، إضافة إلى شد الشعر والقرص في مكان من الجسم، أما بالنسبة لأبرز اشكال الإساءة النفسية في المدرسة فتشمل الإهانة والاحراج والسب والشتم، وأبرز أشكال الإساءة الجنسية ضد الأطفال في المدرسة تشمل مضايقة عن طريق الكلام والكتابة وعرض أفلام وصور جنسية عن طريق الكمبيوتر أو مجلات، إضافة إلى طلب النظر إلى المناطق الحساسة.

وقالت مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، عفراء البسطي، للصحافيين، إن الهدف من الدراسة معرفة نسبة انتشار الإساءة ضد الأطفال المواطنين والمقيمين في المنزل والمدرسة، ووضع المقترحات المناسبة لحماية ووقاية الأطفال من مختلف أنواع الإساءة ورفعها لذوي الاختصاص.

وأكدت أن أهمية الدراسة تتمثل في أنها أكبر دراسة وطنية من حيث حجم العينة تناقش موضوع إساءة معاملة الأطفال المواطنين والمقيمين في الدولة، حيث تعد الدراسة الأولى في الدولة التي تسعى لمعرفة حجم وأنواع وأشكال الإساءة ضد الاطفال الإماراتيين والمقيمين.

وتابعت أن الدراسة تعد مرجعاً مهماً لصانعي القرار في مجال حماية الطفل في الدولة، وتمهد الطريق للجهود الأولى نحو تطوير برامج التوعية ومكافحة العنف والإساءة للأطفال، فضلاً عن إبراز جهود الدولة في مجابهة العنف والإساءة ضد الأطفال عالمياً في ضوء التزام الدولة باتفاقية حقوق الطفل، وسعيها إلى تفعيلها على أرض الواقع.

تويتر