القاضي: لا تقل العقوبة التي يقضيها المتهم في السجن عن 18 عاماً

السجن مدى الحياة للمتهم بالاعتداء على الشقيقات الإماراتيات في لندن

كاميرات المراقبة ترصدت المتهم بعد ارتكابه الجريمة وبحوزته المسروقات. من المصدر

أصدر القاضي في محكمة ساوثورك البريطانية «أنتوني ليونارد»، حكماً بالسجن مدى الحياة على المتهم بالاعتداء على الشقيقات الإماراتيات «فيليب سبينس» داخل غرفتهن في فندق «كمبرلاند» في لندن مطلع أبريل الماضي. وقرر القاضي ألا تقل عقوبة السجن التي يقضيها المتهم في السجن عن 18 عاماً، بعد سلسلة من جلسات الاستماع التي انتهت في أكتوبر الماضي بقرار إدانة أصدرته هيئة المحلفين بالمحكمة.

وقال ليونارد إن «معجزة حقيقية، بالإضافة إلى الجهود الخارقة التي بذلها الأطباء هي التي أبقت الشقيقة الوسطى عهود حية حتى الآن»، مؤكداً أن «المتهم تعمد الاعتداء بوحشية وعنف مفرط يتجاوز ما يمكن استخدامه في حالة السرقة فقط».

سجل سوابق

يحوي سجل سوابق المتهم فيليب سبينس، 37 سابقة إجرامية تشمل السرقة وتعاطي المخدرات والاعتداء والسطو، وبدأ جرائمه منذ عام 1993.


متهمون

يحاكم مع المتهم في القضية توماس إفريمي (57 عاماً) الذي وجهت إليه تهمة التخطيط للجريمة وحيازة مسروقات، وكذلك جيمس موس بتهمة حيازة مسروقات.


غير متأثر

ظهر المتهم فيليب سبينس في المحاكمة مرتدياً «جاكت» وقميصاً أزرق وبدا غير متأثر، فيما حضر أقارب الضحايا المحاكمة.

وقال المدعي العام «سيمون مايو»، خلال فترة الاستماع في جلسة النطق بالحكم أمس، إن «المتهم بلا رحمة وتعمد القتل، وانصب تركيزه بعد ارتكاب الجريمة على غنيمته من مقتنيات الضحايا من دون أن يفكر في العواقب البشعة التي نتجت عن اعتدائه الوحشي عليهن».

وأضاف أنه «ضرب الشقيقة الوسطى عهود 34 عاماً بمطرقته على رأسها حتى كسر جمجمتها أمام ابن شقيقتها الصغير الذي يبلغ من العمر تسعة أعوام، وكان يختبئ مذعوراً تحت غطاء السرير»، لافتاً إلى أنها «نجت من الهجوم لكن بـ5% فقط من وظائف دماغها وبعين واحدة ولا تستطيع النطق».

وأشار إلى أنه ترك شقيقتيها خلود 36 عاماً وفاطمة 31 في حالة حرجة، ولاتزالان تخضعان للعلاج مخلفاً ندوباً واضحة في مناطق متفرقة، من رأسيهما، مؤكداً أن نية المتهم واضحة من جريمته وهي قتل ضحاياه.

وتابع مايو أن الشقيقة الصغرى فاطمة أبدت شجاعة كبيرة حين حاولت يائسة دفع الاعتداء عن شقيقتها الكبرى، ما جعل المتهم يتحول إليها ويوجه إلى رأسها ضربات عنيفة عدة، مشيراً إلى أن عهود كانت أكثر المتضررات لأنها كانت نائمة في الغرفة الأخرى المتصلة بغرفة شقيقتيها حين هاجمها المعتدي بوحشية، فلم تجد فرصة للدفاع عن نفسها، حتى أحدث ثقباً في رأسها.

وأوضح أن الشقيقتين خلود وفاطمة لم تشهدا الاعتداء على عهود لأن المتهم هاجمهما سابقاً وتركهما فاقدتين للوعي، مشيراً إلى أنه من المؤسف للغاية أن عملية الاعتداء تمت أمام أطفال خلود، الأول كان ينام بجوار خالته عهود، والطفلتين نورا 12 عاماً وفاطمة الصغيرة سبعة أعوام، ما سبب لهم صدمة نفسية.

وأشار إلى أن المتهم سرق مقتنيات شملت كمبيوتر لوحياً وجواهر وهواتف متحركة ورمى سلاح الجريمة خارج الفندق، وعرض مايو خلال المحاكمة مقطع فيديو للأغراض التي سرقها سبينس من الشقيقات.

وتابع أنه ثبت من خلال رصد تحركات المتهم بعد أقل من ساعة من الجريمة، أنه كان يفكر فقط في الغنائم التي حصل عليها أكثر من اهتمامه بحال ثلاث شقيقات اعتدى عليهن بوحشية وتركهن أقرب إلى الموت. وأكد أن إدانة المتهم طبيعية في ظل أن الإصابات التي نتجت عن هجومه عليهن من الدرجة الأولى وتمثل تهديداً على حياتهن.

وكانت هيئة المحلفين في محكمة ساوثورك قررت إدانة المتهم بعد جلسات الاستماع خلال الشهر الماضي، وقال له القاضي أنتوني ليونارد، إنه يواجه حكماً بالسجن مدى الحياة. وقال المتهم فيليب سبينس (33 عاماً) للشرطة بعد القبض عليه بكل عجرفة، «لن تجدوا آثار دماء على المطرقة المخلبية لأنني لعقت الدماء من عليها قبل رميها».

وذكرت فاطمة إحدى الضحايا في بيان لها، أن «الاعتداء الوحشي على شقيقتها عهود تركها ميتة حية»، مشيرة إلى أنها «فقدت كل شيء في تلك الليلة، فشقيقتي عهود لن تبرأ أبداً من العاهات التي لحقت بها وستظل على فراش المستشفى لبقية حياتها، ومجرد رؤيتها هكذا يدمي قلبي».

وقالت خلود الشقيقة الكبرى إنه «لا يمكن أن أنسى ما حدث، لقد سرق المتهم براءة أطفالي، فلن يمكن أن تنمحي تلك المشاهد من ذاكرتهم، ومن المستحيل أن يثقوا بأي شخص، وهم يخافون من الخروج أو النوم بمفردهم».

فيما حاول محامي المتهم ويليام ناش التخفيف من حدة الجريمة قائلاً، إنه «لا شك أن موكلي ارتكب اعتداء خطيراً، لكنه لا يصل إلى الدرجة التي يستحق بسببها السجن مدى الحياة». وقال إن «هذا الحكم نادر للغاية، ويصدر في قضايا استثنائية، يتورط فيها المتهمون في القتل فعلياً».

وأضاف أن «موكله فيليب سبينس فكر في إرسال خطاب إلى الضحايا وأسرهن، لكنه يثق بأن ما فعله (حقير ومقزز)، لذا أدرك أن الخطاب لن يحسن موقفه». وأشار إلى أن «سبينس كان تحت تأثير تعاطي كمية كبيرة من المخدرات، ولا يمكنه مسامحة نفسه على ما فعله في الضحايا».

تويتر