تخضعهم للعلاج والتأهيل.. ولا يحالون إلى القضاء

شرطة دبي تسجل 89 حالة تعاطٍ بين طلبة المدارس خلال عامين

خلال إطلاق حملة «أضرار انتشار الحبوب وعقاقير الهلوسة بين طلبة المدارس». من المصدر

كشف مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، العقيد عيد ثاني حارب، عن ضبط 89 طالباً يتعاطون المخدرات خلال العامين الماضيين، لا تزيد أعمارهم على 16 عاماً، لافتاً إلى أن أغلبيتهم يتعاطون العقاقير المخدرة وحبوب الهلوسة. فيما ذكر مدير مركز دعم اتخاذ القرار في شرطة دبي أمين سر جمعية توعية ورعاية الأحداث، الدكتور محمد مراد، أن هناك مدارس لا تتعاون مع الشرطة، وترفض الإبلاغ عن الطلبة المتعاطين لديها، لافتاً إلى أن الدراسات أكدت انخفاض سنّ التعاطي إلى 12 عاماً.

وتفصيلاً، أطلقت شرطة دبي، أمس، حملة توعية تحت عنوان «أضرار انتشار الحبوب وعقاقير الهلوسة بين طلبة المدارس»، تهدف إلى خفض التعاطي بين الطلبة بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي وسابقه. وقال حارب إنه تم ضبط 89 طالباً متعاطياً خلال العامين الماضيين، بواقع 61 طالباً في العام قبل الماضي، و28 طالباً متعاطياً في 2013، مشيراً إلى أن أصغر المتعاطين الذين قبض عليهم يبلغ من العمر 14 عاماً.

وأضاف أنه تم ضبط هؤلاء الطلبة خارج مدارسهم، لأنه يحظر الدخول إلى المدارس كونها مؤسسات تربوية، مؤكداً أن متعاطياً واحداً داخل المدرسة يمثل خطورة كبيرة على زملائه، لافتاً إلى أن بعضهم يتعاطى العقاقير في البداية كأدوية ثم يدمنها، وبعضهم يحصل عليها من مروّجين يستهدفون طلبة المدارس.

وتابع أن بعض الطلبة يجلبون المخدرات عبر الإنترنت من دول تبيح استخدامها كأعشاب طبية، فيما حصل عليها آخرون من خلال استخدامها كأدوية، أو من مروّجين أدخلوها بصورة غير مشروعة، وتم التوصل إليهم وضبطهم، لافتاً إلى أن هناك إجراءات تتخذ حيال هؤلاء الطلبة المتعاطين، تضمن الحفاظ على مستقبلهم، فلا يحالون إلى القضاء، ولكن يتم إخضاعهم للتأهيل والعلاج.

وأوضح أن كثيراً من المضبوطين يتعاطون الجرعة الأولى على سبيل الفضول، والرغبة في إثبات الذات أمام أقرانهم، كما أن بعضهم يتجه إلى المخدرات، بسبب الخلافات الأسرية أو انفصال الأبوين، ما يدفعهم إلى البحث عن بديل اجتماعي لدى أصدقاء السوء.

ولفت إلى أن هناك علامات للتعاطي ينبغي أن تتنبه إليه الأسرة منها الشرود الدائم، وعدم الاهتمام بالمظهر، والإهمال في الدراسة، والانعزال عن الأسرة، مبيناً أن الخطورة تزيد إذا توافرت النقود بشكل غير مبرر مع الابن، لأنه ربما يكون تورط في عملية ترويج.

وقال حارب إن الحملة التوعية التي أطلقتها الإدارة تستهدف الطلبة والآباء على السواء، مؤكداً أن التوعية تمثل 50% من أهمية جهود المكافحة، لافتاً إلى تطوير تطبيق ذكي للتواصل مع المدارس، من دون الحاجة إلى إرسال محاضر، بحيث تتم التوعية عبر شاشات عرض ذكية تتوافر لدى الطالب، ويمكن للمحاضر التفاعل مع طلبة من 50 مدرسة في الوقت نفسه.

إلى ذلك قال الدكتور محمد مراد، إن الدراسات أثبتت أن 80% من متعاطي الجرعة الأولى يستمرون في التعاطي، لذا من الضروري التركيز على الجوانب الوقائية قبل انخراط الشباب في الإدمان.

وأضاف أن الإشكالية تزيد مع انخفاض سنّ التعاطي إلى 12 عاماً، بسبب ظهور أنواع جديدة من المخدرات غير التقليدية التي يمكن للطلبة، تعاطيها وتداولها بسهولة مثل حبوب الهلوسة،لافتاً إلى أن الدراسات العالمية تؤكد أن المخدرات باتت متاحة لأطفال في سنّ 10 سنوات، وأن مراكز التأهيل لا تتمكن من علاج سوى 20% فقط من المدمنين.

وأكد مراد أن التجربة العملية أثبتت أن هناك مدارس تعزف عن التعاون مع أجهزة الأمن، وترفض الإبلاغ عن الطلبة المتعاطين لديها، حفاظاً على سمعتها، وهذا يعدّ خطأ جسيماً، مشيراً إلى أهمية الدور الذي يجب أن يلعبه الآباء، خصوصاً في متابعة أصدقاء الابن بطريقة ذكية، تتيح له التفاعل مع أصدقائه مع مراقبة سلوكهم.

تويتر