أحد المصابين يلازم المستشفى منذ عام 2006

أخطاء بسيطة في القيادة تتسبب في حوادث مأساوية

صورة

قضى شباب مواطنون أياما مريرة بعد اصابتهم باصابات خطيرة جراء حوادث مرورية كانت أسبابها بسيطة، إذ قال مدير الإدارة العامة للمرور، العقيد سيف مهير المزروعي، خلال جولة لضحايا الحوادث المرورية أمس، إن جميع مصابي الحوادث المرورية الذين تمت زيارتهم لم يكونوا يرتدون حزام الأمان، وارتكبوا أخطاء بسيطة عرضتهم لإصابات خطيرة، مثل تركيب إطارات غير مناسبة للمركبة، وطلائها بمواد تؤدي إلى ذوبان الإطار، وكذلك السرعة الزائدة.

إصابات

قال رئيس شعبة الجراحة العامة بمستشفى راشد، الدكتور فيصل سعيد بدري، إن الإصابات التي تنتج عن الحوادث المرورية تتفاوت بين الكسور وإصابات النخاع الشوكي والعمود الفقري، لافتاً إلى أنها تزيد في موسم الشتاء، خصوصاً حوادث الدراجات التي أسقطت عدداً كبيراً من الضحايا خلال العام الماضي.

وتفصيلا، قضى الشاب المواطن، علي أحمد الكمدة، عامه الثامن في المستشفى، نتيجة حادث مروري تعرض له عام 2006، بسبب نومه أثناء القيادة، ما أدى إلى تدهور السيارة، وإصابته بالشلل، وإصابات أخرى في أطرافه. وقال الكمدة (29 عاماً) من على سريره في مستشفى راشد «كل ما أذكره أنني كنت أسير على شارع العوير في الثلث الأخير من الليل ونمت أثناء القيادة، فانحرفت المركبة وتدهورت ولم أشعر بشيء بعدها»، وأضاف «أفقت من الغيبوبة لأكتشف إصابتي بالشلل نتيجة إصابة مباشرة في النخاع الشوكي والعمود الفقري، ومع استمرار العلاج استقر الشلل في النصف السفلي من جسدي». وأشار إلى أنه كان طالباً في الـ21 من عمره حين تعرض للحادث، لافتاً إلى أن ما حدث له أقرب إلى كابوس مؤلم لا يستيقظ منه، مؤكداً أنه من الخطأ القيادة أثناء التعب أو في حالة عدم النوم، مشيراً إلى أن غفوة استمرت ثواني غيرت مسار حياته.

وقال الشاب المواطن (احمد.ع ـ 19 عاماً) إنه «كان يقود سيارته بسرعة على أحد المخارج المتفرعة من شارع الشيخ محمد بن زايد، فلم يستطع السيطرة على المقود وانحرفت المركبة وتدهورت مرات عدة. وأضاف أنه أصيب بكسر في الكتف وثلاثة كسور أخرى في الذراع، بالإضافة إلى إصابات محدودة في بقية جسده، مقراً بأنه لم يكن يرتدي حزام الأمان ما أدى إلى تفاقم الإصابات.

فيما يعاني الشاب المواطن، خالد بن سويدان، من شلل نصفي وإصابة أخرى في يديه، وقال «كنت عائداً من عملي برفقة صديقي في سيارة الأخير، وللأسف كانت السيارة مزودة بإطارات كبيرة غير مناسبة لها، ومطلية بمادة (ياليس) الملمعة التي تؤدي مع مرور الوقت إلى ذوبان الإطار وضعفه».

وأضاف أنه «حين وصلنا إلى المنطقة المقابلة لفندق دوسيت انفجر أحد إطارات السيارة، ولم أكن أرتدي حزام الأمان فطرت من النافذة، وتدهورت المركبة فوقي، لأغيب تماماً عن الوعي وأكتشف حين استيقظت أنني أصبت بكسر في الرقبة في الفقرتين السادسة والسابعة، وضربة في النخاع الشوكي، وكسر في العمود الفقري، وتسبب ذلك بداية في إصابتي بشلل كامل وتحول إلى شلل نصفي مع مرور الوقت».

وذكر بن سويدان أنه «كان موظفاً ويعول أسرته الصغيرة، لكنه الآن مضطر إلى أن يعيش على مساعدات الشؤون الاجتماعية، لأنه لم يعد قادراً على العمل، إذ لا يستطيع حتى الجلوس على مقعد متحرك أكثر من أربع ساعات»، معرباً عن أمله في أن يتم السماح له باستكمال علاجه في الخارج.

وأكد أن تركيب أجزاء غير أصلية للسيارات يعد أمراً بالغ الخطورة، إذ كان من الصعب أن تتدهور المركبة بهذا الشكل لو أن إطاراتها عادية، لافتاً إلى أن صديقه الذي كان يقود السيارة يتلقى العلاج الآن في لندن.

فيما ذكر الشاب حسن عبيد (20 عاماً) إنه كان يقود سيارته على الطريق السريع في رأس الخيمة، حين خرجت مركبة بشكل مفاجئ من الطريق الفرعي إلى المسرب السريع الذي يسير فيه، فحاول تفاديها والتحول إلى المسرب اليمين لكن تحول السائق الآخر كذلك إلى المسرب نفسه، فاندفع عبيد إلى خارج الطريق بسيارته لتصطدم بشجرة، ويصاب بخلع وكسر في رأس الفخذ، مشيراً إلى أنه لم يكن يرتدي كذلك حزام الأمان.

إلى ذلك قال الشاب (محمد ـ 29 عاماً) إنه كان يقود سيارته على شارع الشيخ زايد بعد منتصف الليل، فيما كانت تعمل إحدى شاحنات صيانة الطرق في الشارع وعليها اللافتات التحذيرية، لكنه كان مشغولاً بشيء ولا يربط حزام الأمان فاصطدم بها من الخلف ليتعرض لكسر في الفخذ.

إلى ذلك، قال مدير الإدارة العامة للمرور، العقيد سيف مهير المزروعي، إن العامل المشترك في جميع الحوادث السرعة وعدم ربط حزام الأمان، مشيراً إلى أن «جميع السيارات في الحوادث السابقة حديثة وآمنة، لكن لا يدرك الكثيرون أنهم يسيرون على هواء بعد 80 كيلومتراً في الساعة».

وأضاف أن الآباء يتحملون جانباً من المسؤولية، لأن أغلبية ضحايا الحوادث شباب في سن صغيرة، مؤكداً ضرورة وجود نوع من الإشراف من جانب الأسرة حتى لا تتحول المركبة، سواء كانت سيارة أو دراجة، من وسيلة للنقل أو الترفيه إلى أداة للقتل.

وأشار إلى أنه رغم تكرار الحوادث للأسباب نفسها إلا أن فئة كبيرة لا ترتدع، وتظل السرعة هي العامل المشترك في أغلبية الحوادث، لافتاً إلى أن مبادرة زيارة مصابي الحوادث برعاية «بنك باركليز» تهدف إلى التخفيف عنهم ونشر تجاربهم لتوعية الآخرين.

وذكر رئيس شعبة الجراحة العامة في مستشفى راشد، الدكتور فيصل سعيد بدري، إن «الطوارئ» يستقبل من حالتين إلى خمس حالات يومياً لضحايا حوادث مرورية.

تويتر