يدّعون المضاربة في أسواق الذهب والعملة

محتالون يستدرجون ضحاياهم عبر الإنترنت ببورصة وهميّة

الشرطة تحذر من التعامل مع أي عروض تأتي من خلال الإنترنت. الإمارات اليوم

افاد مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي اللواء خليل إبراهيم المنصوري، أن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في الإدارة العامة للتحريات ضبطت أشخاصاً حصلوا على مبالغ مالية كبيرة من ضحايا داخل الدولة وخارجها بدعوى استثمارها لهم وتبين أنهم محتالون. وأضاف أن أحد البلاغات وردت من خليجي، دفع أكثر من 100 ألف درهم لمحتالين ادعوا وجود شركة لهم في دبي، وحبكوا خدعتهم باستدعائه لاجتماع في فندق شرحوا فيه استثمارهم، وكذلك امرأة استثمرت 80 ألف درهم في بورصة الذهب وتبين أن الشخص الذي استدرجها لذلك محتال.

وتفصيلاً، حذر المنصوري، من عمليات احتيال تتم تحت إطار ما يعرف بالمضاربة الإلكترونية، في أسواق ذهب ومعادن نفيسة وعملة، مشيرا إلى أن إعلانات التداول الإلكتروني تنتشر بكثرة على العديد من المواقع عبر الإنترنت، خصوصاً في شبكات التواصل الاجتماعي، تحت شعار «التجارة الآمنة أو الحلال»، لافتاً إلى أن هناك محتالين يستغلون هذا النوع من الاستثمار لاستدراج مستخدمي الإنترنت.

وأشار إلى أن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية تلقت بلاغاً من خليجي يفيد بأنه اهتم بإعلان منشور على أحد المواقع لشركة تستثمر في سوق أسهم إلكترونية، وتضمن نسبة ربح لا تقل عن 30% ولديها مقر في دبي، وترتبط بالسوق العالمية ومسجلة في دائرة التنمية الاقتصادية.

وأوضح أن الرجل تواصل مع هذه الشركة، وأبلغه أحدهم أن الربح مضمون ودخل على موقع إلكتروني لها فاقتنع بذلك، ومن ثم حبك المحتالون خدعتهم ودعوه إلى مؤتمر عقدوه بأحد الفنادق استضافوا فيه مهتمين بعملهم وعرضوا شرحاً يوضح طبيعة التجارة، حتى قرر الرجل المشاركة معهم.

وأفاد المبلغ بأنه بدأ في تحويل المبالغ المالية المطلوبة إلى الحساب الذي حددته تلك الشركة، إذ بلغ إجمالي المبالغ التي حولها 110 آلاف درهم، مشيراً إلى أنه ظل يراقب مؤشر البورصة الوهمية التي شارك فيها وتأكد من أنه يربح بشكل مستمر من دون أن يدرك أن المحتالين يديرون هذا المؤشر من مقارهم.

وشرح أنه ظل يستثمر معهم في تلك البورصة حتى قرر سحب المبلغ الذي ربحه، فقوبل طلبه بماطلة من المحتالين، فظل يلح في الطلب إلى أن أدرك في النهاية أنه وقع ضحية عملية احتيال فأبلغ شرطة دبي.

وقال المنصوري إن فريق عمل من إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية حدد المشتبه فيهم، واكتشف أن الشخص الذي تلقى التحويلات المالية من الضحية كان يستخدم جواز سفر مزوراً وتم القبض عليهم وإحالتهم إلى الجهات المختصة وهم من جنسية دولة إفريقية.

وأضاف أن واقعة مماثلة تورط فيها شخص من جنسية دولة إفريقية احتال على أكثر من ستة أشخاص، من بينهم مواطنة أبلغت أنها شاهدت إعلاناً عن بورصة للذهب والمعادن النفيسة والعملات فتواصلت مع الشخص المسؤول، الذي أقنعها بأن الربح مضمون.

وأشار إلى أن المرأة حولت مبلغاً يزيد على 80 ألف درهم على دفعات، وتابعت مؤشر البورصة الوهمي وشاهدت أنها تربح يومياً حتى وصلت مكاسبها إلى 600 ألف درهم، ومن ثم طالبت بأرباحها وبدأ المحتال بالمماطلة، وحدد لها أسبوعاً لسداد المبلغ وأبلغها بعد انقضاء المدة أنها خسرت أموالها.

وأوضح أن فريق العمل في إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية استطاع القبض على المتهم الذي مارس أساليبه الاحتيالية في دول عدة، ووقع شيكات لأشخاص حصل منهم على مبالغ مماثلة وأحيل إلى مركز الشرطة ومنه إلى النيابة العامة.

إلى ذلك، أكد نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية المقدم سالم بن سالمين، أنه من الضروري الحذر حين التعامل مع أي عروض تأتي من خلال الإنترنت، لافتاً إلى رصد وسائل احتيال مختلفة، منها إعلانات التوظيف، إذ قام أفراد عصابة إفريقية باستغلال معرض «إكسبو» والترويج إلى وجود وظائف شاغرة في الدولة، واحتالوا على عدد من الأشخاص وحصلوا منهم على مبالغ مختلفة بطرق اعتمدت على إنشاء مواقع لشركات وهمية.

وأضاف أن هناك طرقاً واضحة للتوظيف في الدولة، وتملك جميع المؤسسات سواء كانت حكومية أو خاصة قنوات ذات صدقية يمكن اللجوء إليها، كما توافر الحكومة الذكية مواقع إلكترونية يمكن من خلالها التأكد من حقيقة الشركة المعلنة.

تويتر