بعد علمه بخبر وفاة شقيقه وأصدقائه الـ 3

«محمد» يعاني آلاماً جسدية ونفسية في مستشفى راشد

صورة

بعد 10 أيام قضاها محمد ناصر (18 عاماً)، في مستشفى راشد، متأثراً بإصابات بليغة، علم بخبر وفاة شقيقه الأصغر (يزن ــ 17 عاماً)، وأصدقائه الثلاثة، الذين توفوا تحت عجلات مركبة يقودها شاب في منطقة الورقاء، أخيراً.

ويعاني محمد إصابات بليغة، استلزمت إجراء جراحتين له في فخذه اليمنى، لتقويم الكسر وزرع مفصل معدني، ورتق ثقب في الرئة، وتؤكد التقارير الطبية حاجته إلى قضاء وقت طويل حتى تلتئم جراحه الجسدية والنفسية جرّاء الحادث.

وقال ناصر المغثة، والد محمد لـ«الإمارات اليوم»: تعمدنا عدم إخباره بوفاة أخيه، حتى لا يتأثر نفسياً، ولا يصاب بصدمة تؤثر في علاجه، لأنهما لم يكونا مجرد شقيقين، بل ربطتهما علاقة صداقة وثيقة، كما لم يعلم بوفاة أصدقائه الثلاثة، وكلما سأل عن شقيقه «نقول له إنه في غيبوبة، ولا يمكن التحدث معه، أو زيارته»، لكنه علم أخيراً، بوفاة شقيقه مصادفة، ويعاني حالة نفسية سيئة.

وأضاف المغثة أن «محمد يكبر يزن بعام واحد، لذا لم يفترقا إطلاقاً، فارتادا المدارس ذاتها، وكانا يتشابهان في كل شيء، حتى اعتقد كثير من الأصدقاء أنهما توأمان، لشدة الشبه بينهما، وكان من المقرر أن يلتحقا معاً بجامعة دبي، إلا أن الموت غيّب يزن، والإصابة أبعدت محمد عن استكمال الدراسة مؤقتاً».

وشرح الظروف التي سبقت الحادث، قائلاً إن ابنيه استأذناه لقضاء يوم مع أصدقائهما قبل بدء الدراسة الجامعية، وأخذ محمد سيارة والدته، فيما تقرر أن يلتقيهما أصدقاؤهما بسيارة أخرى، وينطلقون معاً من الشارقة إلى منطقة الورقاء في دبي.

وتابع «اجتمعوا في منطقة مردف في دبي، ثم انطلقوا إلى الورقاء، وعند محاولتهم النزول إلى الصحراء، فوجئوا بأن المركبتين لن تستطيعا التوغل، فقرروا العودة إلى الشارع الرئيس، إلا أن مركبة أصدقائهما غرزت في الرمال، وطلبوا المساعدة من آخرين لإخراجها».

وأفاد بأنهم أخرجوا المركبة بعد نصف ساعة تقريباً، وأوقفوها على الجانب الأيمن من كتف الطريق، لتحديد وجهتهم التالية، في ظل عدم تمكنهم من النزول إلى المنطقة الرملية، وفيما كانوا يتناقشون معاً، انحرفت مركبة رباعية الدفع ودهستهم لتقتل أربعة وتصيب محمد وأربعة آخرين.

وأشار إلى أن «يزن» كان أول المتوفين في الحادث، ثم تبعه أصدقاؤه عبدالله صلاح البطراوي، وعزالدين البطراوي، ومحمد جواد الأمين، مضيفاً أن الخمسة المصابين لايزالون يعانون التأثير النفسي للحادث، «كلما حاولوا تذكر ما حدث تدمع أعينهم، ولا يستطيعون التحدث مع أحد، ولا يريدون مقابلة أحد».

وقال المغثة «في لحظة واحدة فقدت ابناً والثاني يرقد في المستشفى يعاني ظروفاً نفسية وجسدية صعبة، بعد علمه بوفاة أقرب الناس إليه»، مشيراً إلى أن الأسرة تمر بصدمة وتعيش حالة حزن، بدلاً من أن تفرح بالشقيقين عقب التحاقهما بالجامعة.

تويتر