أبوراشد: مظاهر سياحة المواطنين تثير الحقد عليهم

ضحية حادث لندن: الاعتداء على أسرتين إماراتيتين في شهر واحد ليس مصادفة

المواطن يتصرف في لندن كأنه في الإمارات وهذا سلوك غير آمن على الإطلاق. أرشيفية

قال المواطن علي محمد التميمي، الذي تعرضت شقته لاقتحام من عصابة مسلحة بمسدسات وسواطير ومطارق في العاصمة البريطانية لندن، صباح الثلاثاء الماضي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «هناك علاقة بين واقعة الاعتداء على أسرة مواطنة أخرى في فندق كمبرلاند، ومحاولة الاعتداء عليه، مضيفاً «أشعر بأننا أصبحنا مستهدفين».

فيما أكد الإعلامي، عبدالله راشد بن خصيف (أبوراشد)، لـ«الإمارات اليوم» أن «سلوكيات فئة كبيرة من المواطنين خلال رحلتهم السياحية، مثل ارتداء أغلى الساعات والإنفاق ببذخ، واستقلال سيارات فارهة، تغري المجرمين وتولد داخلهم نوعاً من الغل والحقد، ويعتقدون أننا نجني أموالنا بسهولة وننفقها بسهولة».

«حَرّ الإمارات ولا مطارق لندن»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/04/2067044616.jpg

تفاعل المواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال موقع «الإمارات اليوم» مع واقعة الاعتداء الثانية على أسرة مواطنة في لندن، وأطلقوا وسماً (هاشتاغ) على موقع «تويتر»: «حَرّ الإمارات ولا مطارق لندن»، على خلفية حادثي الاعتداء على أسرتين إماراتيتين في لندن خلال شهر واحد.

وقالت مشاركة في تعليقات على موقع «الإمارات اليوم» باسم زينة المعاني: «أصبحنا خائفين من التوجه إلى لندن بعد الاعتداءين، وأرى أن من الأفضل أن نغير وجهتنا إلى مقصد آخر طالما نحن مستهدفون في بريطانيا».

وعلق أحمد راشد قائلاً إن «لندن لم تعد مدينة آمنة، بكل ما تعنيه الكلمة، ففي السابق كانت السرقات في العاصمة البريطانية تقتصر على النشل في الشوارع، لكن الوضع تطور إلى أخطر من ذلك».

وقال مواطنون إماراتيون اعتادوا السفر إلى لندن، إن «الوضع تغير إلى حد كبير، ولم يعد بدرجة الأمان نفسها التي اعتدناها، ولا يمكن أن نتجاهل تكرار الاعتداءات علينا بهذه الطريقة البشعة».

وتعرضت شقة التميمي لاقتحام عنيف من جانب عصابة تتكون من سبعة أشخاص، وقاوم أحدهم ونزع قناع وجهه ما دفع الجاني إلى محاولة طعنه أربع مرات بسكين، وحرض آخر على قتله بالرصاص، لكن أنقذه صوت صافرة إنذار سيارة إسعاف مرت بالمصادفة، حيث دفعت الجناة إلى الهرب بعد الاستيلاء على كل المقتنيات الغالية من الشقة وتهديد زوجة التميمي بالسلاح.

ويعد هذا هو الهجوم الثاني من نوعه في أبريل الجاري، بعد تعرض ثلاث شقيقات مواطنات لاعتداء عنيف، أسفر عن فقد إحداهن عينها اليسرى، و95% من وظائف المخ، وإصابة شقيقتيها بإصابات متفاوتة.

وتفصيلاً، قال المواطن علي التميمي (51 عاماً)، إن «الوضع تغير كثيراً في لندن التي زارها مرات عدة، فلم يعد الأمن بالدرجة نفسها، التي كانت تجعله يذهب إلى منطقة من دون خوف، لكن لا يستطيع فعل ذلك الآن، إذ يجب على المواطن الإماراتي، أو الخليجي عموماً، النزول في مكان مناسب يتسم بالأمان».

وأضاف التميمي أن «شقته تطل على شارع أكسفور الحيوي الذي تراقب الكاميرات كل شبر منه، ومع ذلك وقع الاقتحام، وتعرضت الشقيقات الإماراتيات الثلاث لهجوم في غرفة داخل فندق يفترض أنه راقٍ»، وتابع أن «لديه شعوراً بأن الحادث الذي تعرض له لن يكون الأخير، وتتحمل شرطة لندن عبئاً كبيراً، وأكد أن «وقوع جريمتي اعتداء على أسرتين إماراتيتين بهذه الطريقة في شهر واحد لا يمكن أن يكون مصادفة، بغض النظر عن رأي السلطات البريطانية التي من حقها تبرير موقفها بالطريقة التي تحافظ بها على سمعة جهازها الأمني، لكن هناك علاقة واضحة بين الواقعتين».

وأوضح أن «الأسلوب الذي استخدم في تنفيذ الجريمتين واحد، ويعرف باسم: (الهجوم السريع) من جانب مجرمين محترفين يستخدمون أسلحة خطرة»، مضيفاً أن «مظهر الجناة كان مرعباً، وبدوا مثل الجزارين الذين يحملون أسلحة في أيديهم وأخرى تتدلى من أحزمتهم، وتتنوع بين المطارق والسكاكين الكبيرة السواطير والمسدسات مختلفة الأحجام والأنواع».

وأشار إلى أن «هناك علامات استفهام وراء الهجوم، خصوصاً أن صوت التلفزيون كان مسموعاً، أي أن الجناة كانوا يعلمون بأن هناك من بداخل الشقة، ومع ذلك كسروا الباب بقوة واقتحموها».

وقال التميمي: «بعيداً عن الدبلوماسية، فهناك شعور لدى كثيرين الآن أن المواطن الإماراتي على وجه الخصوص، والخليجي عموماً، مستهدف في لندن، لأسباب ربما يكون أحدها مظاهر الثراء التي تبدو على المواطن الخليجي، سواء في ما يتعلق بالملابس التي يرتديها أو الساعات باهظة الثمن».

وأضاف: «بالتأكيد كان الجناة يتتبعون تحركاتنا، ولا يمكن أن يكون الهجوم عشوائياً»، لافتاً إلى أنه «قاوم أحد الجناة ظناً منه أنه المقتحم الوحيد، كما أنه لم يكن أمامه سوى الدفاع عن نفسه وأسرته، لكن الكثرة تغلب الشجاعة».

وواصل قائلاً: «لا أنكر التعامل برقي معنا من جانب السلطات البريطانية بعد الحادث، ولم أشعر بأي عنصرية، إذ أبدوا قدراً كبيراً من الاهتمام، لكن يبقى الأمن إشكالية يجب النظر إليها بجدية من جانب المواطنين قبل مغادرة بلادهم».

من جانبها، ذكرت شرطة ويستمنستر، في بيان لها، أن لديها قناعة بأنه لا يوجد رابط بين الواقعتين رغم المصادفة في تعرض أسرتين إماراتيتين لاعتداء بالأسلوب نفسه خلال شهر واحد.

إلى ذلك قال الإعلامي، عبدالله راشد بن خصيف (أبوراشد)، شقيق زوجة التميمي، لـ«الإمارات اليوم»: «لا يمكن أن ننكر أن مظاهر حياتنا ربما تثير غيرة وحقد كثيرين في بلاد تعج بالفقراء، فالمواطن في رحلته السياحية يرتدي عادة أغلى الساعات والملابس، ويصطحب معه سيارات فارهة لا يعتاد رؤيتها في الشوارع هناك، وتحمل أرقام الإمارات، وهذا يثير الضغينة».

وأضاف أن «فئة كبيرة من سكان بلاد أوروبية تعتقد أننا نحصل على أموالنا بسهولة، ونسرف في إنفاقها بسهولة، لذا تتعامل معنا بدرجة كبيرة من العدوانية»، لافتاً إلى أن «واقعة الاعتداء على المواطنات الثلاث في لندن تعكس هذه القناعة، فالجاني كان يعتدي عليهن بقدر كبير من الغل والشراسة».

وأوضح أنه «كان في زيارة لولاية لاس فيجاس الأميركية، وأثناء استقلاله سيارة تاكسي، قدم ورقة مالية للسائق وانتظر الحصول على بقية المبلغ، ففوجئ بالسائق يخرج النقود من كيس خبأه بعناية في مكان غير ظاهر، ما يعكس شعور سكان تلك البلاد أنفسهم بالخوف وعدم الأمن»، معتبراً أن «من باب أولى أن يلتزم المواطنون بنوع من الحرص أثناء وجودهم في الخارج».

وتابع أن «المواطن يتصرف في لندن كأنه في الإمارات، وهذا سلوك غير آمن على الإطلاق، لأن هناك عيوناً تراقبه بنوع من الاستهجان وتستكثر عليه النعمة التي تظهر عليه»، لافتاً إلى أن «شقيقته كانت برفقة زوجها في رحلة علاجية في لندن منذ نحو خمسة أيام حين تعرضت شقتهما للاقتحام».

في السياق ذاته، قال سفير الدولة في لندن، عبدالرحمن غانم المطيوعي، إن «واقعة اقتحام شقة التميمي تشبه حادث الاعتداء على المواطنات في فندق كمبرلاند»، لافتاً إلى أن المنطقتين اللتين شهدتا الجريمتين قريبتان ومأهولتان بالسكان، وتكاد تنعدم فيهما الحراسة».

تويتر