نصف مليون إسترليني دخله السنوي من السرقات

شرطة دبي تقبض على لص بريطاني «شديد الخطورة»

المتهمان وأمامهما الأموال المسروقة. من المصدر

قبضت شرطة دبي على لص بريطاني يصنف شديد الخطورة، محترف سرقة الأثرياء، ومعارض المجوهرات، يدعى يوري هاريس، بعد قيامه مع زميل له بسرقة مليون و435 ألف درهم بالحيلة من سيارة موظفين، عقب سحبهما المبلغ من البنك.

وقال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، في مؤتمر صحافي، أمس، إن أحد اللصين (استيفن اوليفر) ادعى أنه رجل شرطة، وأوهم المجني عليهما بأنهما أوقفا السيارة بشكل مخالف، وعلى الرغم من الهيئة غير المعتادة له، فقد انشغل معه الضحيتان بالحديث، فيما سرق زميله حقيبة النقود من المقعد الخلفي.

عواقب الإهمال

قال اللواء خميس مطر المزينة إن شرطة دبي حذرت مراراً من عواقب الإهمال، خصوصاً عند حمل النقود من البنوك، لكن تتكرر بالسذاجة نفسها، لافتاً إلى أن الموظفين وقعا في الحيلة، رغم أنهما كانا يوقفان السيارة في مكان سليم، ويحوزان مبلغاً ضخماً، مشيراً إلى أن التعاقد مع شركات متخصصة لنقل مثل هذه الكميات الكبيرة من الأموال سيحمي النقود من هذه العصابات.

وكشف المزينة أن الكلفة التشغيلية في القضايا الجنائية كبيرة جداً، وتقدر بعشرات الآلاف أحياناً، كهذه الواقعة التي انتقل إليها فريق ضخم، وأجرى اتصالات وتحريات، بسبب إهمال موظف أو استهتار شركة.

وكشف أن نظام الاستعلام المبكر عن القادمين بمطارات الدولة، الذي طبق في العام الجاري، سيقلل كثيراً من احتمالات دخول مجرمين لديهم سجلات إجرامية في بلادهم إلى الإمارات، لافتاً إلى أن اللص الخطر لم يكن مطلوباً حين دخل إلى دبي، على الرغم من أنه محكوم عليه بالسجن سبع سنوات في بلاده عام 2010.

ولولا مرور رجل بالمصادفة، وتنبيهه لهما إلى عملية السرقة، لتمكن المتهمان من الإفلات.

وتفصيلاً، قال المزينة إن الواقعة حدثت يوم 20 أبريل الجاري، حيث ورد بلاغ إلى شرطة دبي يفيد بوقوع حادث سرقة في رقة البطين، على شارع بني ياس في دبي.

وأضاف أن فريقاً متخصصاً من الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية انتقل إلى مكان الحادث، فور تلقي البلاغ، وبالاستفسار من المبلغين (ن.م. ك)، و(م.ش.ت) وهما هنديان، أفادا بأنهما اتجها في نحو الساعة 11:40 صباحاً إلى بنك الإمارات دبي الوطني، وصرف المجني عليه الثاني ثلاثة شيكات بقيمة إجمالية قدرها مليون و435 ألف درهم، أودعها حقيبة سوداء، وعاد إلى السيارة، حيث كان ينتظره زميله، ووضع الحقيبة على الكرسي الخلفي، وأغلق باب السيارة، ثم فوجئ بشخص يطرق زجاج النافذة، ويخبره بأنه من رجال الشرطة، وأن الوقوف في هذا المكان ممنوع، مضيفاً أنه سيحرر له مخالفة مرورية.

ونزل المبلغان بسذاجة من السيارة، وتوجها برفقة الشرطي الوهمي إلى خلف المركبة التي كانت تقف بشكل صحيح، وحاولا إقناعه بعدم تحرير أي مخالفة. وطلب منه أحدهما إبراز هويته، فتظاهر بإخراجها من جيبه الخلفي، ثم همّ بمغادرة المكان.

وفي هذه الأثناء، لاحظ شخص (باكستاني) أن شخصاً آخر سرق الحقيبة من سيارتهما ولاذ بالفرار، فنبه الموظفين إلى ذلك، فقبضا على المتهم الأول، ومنعاه من الهروب.

وأضح المزينة أن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، بعد القبض على أوليفر (49 عاماً)، شكلت فريق عمل، بقيادة مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، ضم نحو 40 دورية مباحث مساندة، تم نشرهم خلال فترة وجيزة، مزودين بأوصاف المتهم الثاني التي أدلى بها الشهود، وتمت تغطية المنافذ البرية والبحرية والجوية، وتشكيل غرفة عمليات ضمت أكفأ الضباط، للقبض عليه وضبط الأموال المسروقة قبل أن يغادر الدولة. وفي نحو العاشرة من صباح اليوم التالي، وردت معلومات إلى قيادة الفريق حول مكان وجود المتهم الثاني، فتم تطويقه والقبض عليه، وتبين أنه يدعى يوري لويس هاريس، بريطاني (53 عاماً)، ولدى تفتيشه ذاتياً ضبط بحوزته 129 ألف درهم، ومليون و295 ألف درهم، في حقائب سفره.

وأضاف المزينة أنه تبين أن المتهمين من أصحاب السوابق في بلدهما، وأفادا بأنهما زارا الإمارات سابقاً، ولاحظا أن الناس أثناء التسوق وإجراء المعاملات البنكية يحملون مبالغ كبيرة في حقائبهم وجيوبهم، وهو أمر لم يعتاداه في بلدهما، فاتفقا على تنفيذ جريمتهما.

وقال المزينة إن جمع الاستدلالات حول البريطانيين المتهمين كشف أنهما من أصحاب السوابق في موطنهما ودول أخرى، ويمتلكان درجة عالية من الاحتراف، ولهما تاريخ جنائي طويل من السرقة يعود إلى أكثر من 30 سنة.

وأشارت المعلومات إلى أن المتهم يوري هاريس أخطر لص مجوهرات، وفقاً لوصف قاضي المحكمة التي حكمت عليه في عام 2010 في قضية شهيرة، بعد مداهمة معرض مجوهرات في سويسرا. وكشفت الوثائق أن هدفهما التالي كان مداهمة معرض مجوهرات في فينيسيا عبر سرقات منظمة.

وأكدت المعلومات أن هاريس سافر حول العالم، مستهدفا أصحاب المليارات، وكان دخله السنوي من السرقات يعادل نحو نصف مليون جنيه إسترليني.

والمعروف عن هاريس أنه كان يعيش حياة باذخة، ويستأجر بيوتاً فاخرة في تشلسي، وبرايتون. وأنفق 8500 جنيه إسترليني في 30 دقيقة في مركز سيلفريدج، في شارع إكسفورد.

 

تويتر