عين على الأمن

من يملك الحيلة.. فليحتلْ!

الدهاء والمكر من الصفات الحميدة التي يتطلبها عمل البحث والتحري، ويعدان ميزة تجعلنا نتقدم بخطوات على العصابات الإجرامية مهما تطورت أساليبها وخدعها، إلا أن مثل هذه الصفات قد يتحلى بها أناس من خارج الأجهزة الأمنية صقلتهم الحياة والمهن البسيطة التي امتهنوها، وقد أعجبت شخصياً بحارس يعمل في إحدى الدوائر الحكومية قبض على لص يسرق الحقائب النسائية الخاصة بموظفات الدائرة، مستغلاً تنقلهن بين الأقسام لينظفها من الأموال والهواتف المحمولة.

الدهاء والمكر من الصفات الحميدة التي يتطلبها عمل البحث والتحري، ويعدان ميزة تجعلنا نتقدم بخطوات على العصابات الإجرامية مهما تطورت أساليبها وخدعها.

واستخدم الحارس الذكي لضبط اللص خيط نايلون رفيع يستخدم في صيد السمك ينتهي بجرس صغير وأوصل مجموعة من حقائب الموظفات المشتركات معه في الكمين للمكان الذي يجلس فيه، ولم يلبث إلا سويعات قليلة حتى قرع الجرس وقبض على اللص متلبساً.

حكاية أخرى لصاحب أحد مكاتب تأجير السيارات رباعية الدفع ذات القيمة الغالية، عندما قام بتركيب جهازي تتبع في السيارات التابعة لمكتبه، أحدها في مكان معلوم للجميع وآخر في مكان سري، وجنى ثمار زرعه عندما قام واحد من أخطر لصوص السيارات على مستوى دول الخليج العربي بتأجير إحدى مركباته، وما هي إلا سويعات كذلك حتى رن إنذار جهاز التتبع معلناً قطع الخدمة، فما كان من صيادنا إلا تشغيل الجهاز الاحتياطي بالتنسيق مع التحريات لتقنص اللص قبل خروج السيارة من حدود الدولة.

وأذكر كذلك أن حارس بنك كان في مناوبته الليلية، وأثناء محاولة ضبط المذياع شاهد من النافذة لصاً يقوم بقص الأقفال الموجودة على باب المحل المقابل للبنك، وكان الباب حديدياً يفتح من الأسفل للأعلى، وبمجرد دخول اللص للمحل قام من تلقاء نفسه وحتى لا يثير الشبهات بإنزال الباب للأسفل حتى يتفرغ للخزنة الحديدية الموجودة في المحل، فما كان من الحارس إلا أن أغلق الباب من الخارج مرة أخرى وأبلغ عمليات الشرطة لتقبض عليه مثل الفأر المحاصر في المصيدة.

ما أحب ذكره هنا أن الثقافة الأمنية الممتزجة مع الحس الجنائي متاحة للجميع، وأن صاحب المال الحلال هو الذي يجب أن يسيطر على أوضاعه، وعليه أن يختار إما الحرص وإعداد الخطط الذكية فيحافظ على ماله، أو الإهمال ومن ثم تدهور مسيرته التجارية، وفي كلتا الحالتين فإن أجهزة الشرطة على أتم الاستعداد للتصدي لأي تشكيل عصابي يعكر صفو الأمن الذي تعيشه دولتنا.

مدير إدارة التدريب بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية.

 

 

تويتر