مقيمون تلقوا اتصالات من مجهولين.. وشرطة دبي سجلت حالتين

احتيال بآثار مقلدة وعملات ذهبية مزيّفة

قطع ذهبية مزيفة يستخدمها محتالون في الإيقاع بضحاياهم. من المصدر

قال مقيمون في الدولة إنهم تلقوا اتصالات من أشخاص غرباء، يدعون أنهم يقيمون في مصر، وعثروا بالمصادفة أثناء العمل على كميات كبيرة من الذهب والآثار، ويطلبون المساعدة في تسويقها مقابل نسبة الثلت من قيمتها.

عملية محكمة

قال مفتش مباحث في وزارة الداخلية المصرية، طه أحمد لـ«الإمارات اليوم» إن هؤلاء المحتالين يغرون الشخص المستهدف بمنحه قطعة ذهبية تبدو أثرية، ويطلبون منه الكشف عليها لدى خبير، ويتأكد فعلياً أنها حقيقية، فينجرف إلى الخدعة التي أعدوها له.

وأضاف أنهم يستهدفون المصريين المقيمين في الخارج، لإدراكهم أنهم ميسورون مالياً، ويحاولون استدراجهم عادة إلى أماكنهم ويقومون بسرقتهم، مشيراً إلى أن هناك عصابات متخصصة في تقليد الآثار بطريقة محكمة لا يمكن تمييزها عن الأصلية، يستخدمونها في تنفيذ هذه العمليات.

وقال مدير إدارة التدريب في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، المقدم أحمد حميد المري، لـ«الإمارات اليوم» إن شرطة دبي سجلت حالتي احتيال بالأسلوب نفسه، تورط فيها أشخاص يحملون جنسيات دول آسيوية، ادعوا امتلاكهم مئات من العملات الذهبية الأثرية، وحاولوا ترويجها بالطريقة ذاتها.

وحذر المري من الانسياق وراء هذه الأساليب، والإبلاغ مباشرة في حال وافق المحتال على إتمام الصفقة في دبي، لافتاً إلى أن هذه الحيل لا تنطلي إلا على الطماعين، ويجب التأكد من أن المحتالين ليسوا في حاجة إلى مشاركة غنائمهم مع أحد إذا كانت حقيقية.

وتفصيلاً، قال علي إبراهيم، مقيم في دبي، لـ«الإمارات اليوم» إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من رقم غريب، يبدأ بكود مصر، وفوجئ بشخص يدعي أنه يعرفه من خلال شقيقه، وطلب مساعدته في أمر مهم.

وأضاف إبراهيم أن «المتصل قال لي إنه ينتمي إلى إحدى المحافظات المصرية المعروفة بكثرة الآثار، وأثناء عمله في أرضه عثر على مقبرة كاملة تحوي مئات من العملات والمشغولات الذهبية والتماثيل، ويحتاج إلى مساعدة شخص أمين لبيع العملات والمشغولات لأحد التجار مقابل نسبة الثلث، والثلث لأعمال الخير، والثلث الأخير له».

وأشار إبراهيم إلى أنه استنكر الاتصال به في أمر مثل هذا، وطلب منه تسليم تلك المعثورات إلى الجهات المختصة في بلاده، لكن المتصل أصر على ضرورة الاستفادة منها، مثل ما يفعل الكثيرون في المنطقة التي يعيش فيها، والتي تسبح على بحر من الآثار، وفق قوله.

وأوضح أنه لم يعرف ماذا يفعل، لأن الشخص الذي اتصل به بدا مقنعاً للغاية، ويمكنه أن يستدرج أشخاصاً آخرين.

إلى ذلك، قال محمود سعيد، إنه تلقى بدوره اتصالاً من رقم غريب، وفوجئ بأن المتصل لديه معلومات عن حياته الشخصية لا يعرف من أين حصل عليها، وعرض عليه مشاركته في إخراج كمية من الآثار من مقبرة فرعونية موجودة في أرضه مقابل نسبة من الأرباح، مؤكداً أنه رفض عرض المتصل، الذي أصر على مشاركته في بيع القطع الذهبية التي عثر عليها، وعرض إرسال قطعة له لفحصها بنفسه، على أن يترك مقابلها لدى وسيط يثق به.

في سياق متصل، قال عمرو مبروك، مقيم في الدولة، إنه تلقى اتصالاً مماثلاً، وحاول مسايرة المتصل، فطلب منه مبلغاً من المال لتجنيد أحد السحرة لإخراج الكنز المدفون في المقبرة، لافتاً إلى أنه أدرك وقتها أنه يتعرض لمحاولة احتيال، وهدد المتصل بإبلاغ السلطات عن رقمه إذا حاول تكرار الاتصال به.

وأضاف أنه يتوقع حصول هؤلاء المحتالين على الأرقام من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تطلب تسجيل رقم الهاتف المتحرك.

إلى ذلك، قال مدير إدارة التدريب في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، المقدم أحمد حميد المري، إن المحتالين يحاولون دائماً تطوير وسائلهم، وكأنهم ينسقون في ما بينهم، على الرغم من اختلاف جنسياتهم.

وأضاف أن شرطة دبي سجلت واقعتي احتيال بالطريقة نفسها، نفذها متهمون من دولة آسيوية، حاولوا ترويج عملات مزيفة باعتبارها آثاراً ذهبية، وعرضوها بسعر مغرٍ لزبائنهم، لكن الإدارة العامة للتحريات استطاعت ضبطهم.

وأشار إلى أنه في حال كانت محاولة الاحتيال تتم من الخارج فلا داعي للانسياق وراءها والاستجابة لمنفذيها، لأن المحتال يحاول استدراج الضحية من خلال تحفيزه بمكاسب كبيرة مقابل مبلغ صغير، وفور أن يدفعه يطلب منه دفعة أخرى وهكذا إلى أن يسحب منه مبلغاً كبيراً ويكتشف تعرضه للاحتيال.

وأضاف أن هذه الطريقة مشابهة للاحتيال عبر الهاتف، من خلال الادعاء بفوز الشخص بمبلغ كبير، ويطلب منه سداد دفعة لإتمام عمليات التحويل، ويكتشف بعدها أنه ضحية.

 

تويتر