التحقيق مع والديها في أسباب إصابتها بحروق وقطع في الشفة وكسر في القفص الصدري

اعتداء «وحشي» على طفلة تبلغ 3 سـنوات

تحقق النيابة العامة بدبي، في واقعة اعتداء وصفت بأنها «وحشية» على طفلة باكستانية، تبلغ ثلاث سنوات ونصف السنة، أسفر عن إصابتها بقطع حاد في شفتها العليا، وآثار ضربات في الرأس، والجبهة، إضافة إلى وجود كسر في أحد أضلاع قفصها الصدري، وآثار حرق بأداة حادة في خدها.

وقال مدير الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، العميد الدكتور محمد المر، لـ«الإمارات اليوم»، إن الإدارة قررت إيداع الطفلة في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، بالتنسيق مع النيابة العامة، خوفا على حياتها، فيما حررت بلاغا في مركز الشرطة ضدّ والديها، اللذين ينكران الاعتداء عليها.

وقال مدير إدارة حماية المرأة والطفل في الإدارة، الرائد شاهين إسحاق المازمي، إن إشارات مرعبة توصلت إليها شرطة دبي، بعد خضوع الطفلة لجراحة عاجلة في شفتيها، إذ لم تكد تمر بضع ساعات على الجراحة، حتى فوجئ الفريق الطبي في المستشفى بقطع خيط الجراحة، على الرغم من وجود الأم إلى جوار طفلتها.

وسجلت إدارة حماية المرأة والطفل 101 حالة، خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري، شملت 50 حالة تعامل معها قسم الدعم الاجتماعي، و51 قضية أخرى متنوعة تابعتها الإدارة.

وتفصيلا، قال المر إن الواقعة تدل على وحشية الشخص الذي تسبب في حدوثها، مضيفا أن بلاغاً ورد من مستشفى لطيفة، يفيد باستقبال طفلة في حالة صعبة جدا، بعد إصابتها بقطع حاد في الشفة العليا.

وذكر البلاغ أن الطبيب، الذي أجرى لها العملية يشتبه في أن الطفلة تعرضت لاعتداء، وأن إصابتها ليست السقوط، كما يدعي أبواها.

وأضاف أن فريقا من إدارة حماية المرأة والطفل، برئاسة الرائد شاهين المازمي، انتقل فورا إلى المستشفى، وفوجئ بأن الطبيب المعالج اكتشف وجود إصابات أخرى، مريبة، في جسد الطفلة، شملت كدمة في الجهتين اليمنى واليسرى من جبهتها، وضربات في الرأس، كما اكتشف، عند إجراء العملية، وجود كسر قديم في أحد أضلاع قفصها الصدري، لم يلتئم بشكل سليم، لأنها لم تنتقل إلى المستشفى، أو لم تتلق علاجا سليما، ما دفع إدارة مستشفى لطيفة إلى الاتصال بشرطة دبي، والإبلاغ عن احتمالات تعرضها لاعتداء.

إلى ذلك، قال الرائد شاهين إسحاق المازمي، إن أم الطفلة ادعت أنها تسقط على الأرض بشكل متكرر، ما تسبب في إصاباتها، لكن الطبيب المعالج ذكر أن السقوط على الأرض بهذه الطريقة يؤدي أولا إلى كسر أو إصابة في الأنف، لأنه الجزء البارز في الوجه، فضلا عن كسر في أسنانها، وهذا لم يحدث إطلاقا، ما يرجح تعرضها لاعتداء بآلة صلبة.

وأضاف أن الطفلة تعرضت لإصابة أخرى غريبة داخل المستشفى، بعد إجراء جراحة لها وخياطة شفتيها، إذ فوجئ الطاقم الطبي بقطع الخيط وفتح الجرح مجددا.

وبسؤال الأم، زعمت في البداية أنها سهت عن ابنتها فسقطت في الحمام، ثم ادعت لاحقا أن الطفلة قطعت الخيط بيدها أثناء انشغال الأم بتناول منشفة من الممرضة المعنية بمتابعة حالة الطفلة.

وأكد المازمي أن روايات الأم المتضاربة «غير منطقية»، فيما نفى الأطباء إمكان حدوثها «لأن يد الطفلة معلقة، ولا تستطيع الوصول إلى مكان الجرح، إضافة إلى أن الانسان يبتعد تلقائيا عن أي جزء في جسده يسبب له الألم».

وأضاف أنه تم استدعاء والد الطفلة إلى الإدارة، وسؤاله عن الإصابات الموجودة في جسد ابنته، فأنكر الاعتداء عليها، مشيرا إلى أنه دأب على علاجها بالعسل، هو وأمها، لذا لم ينقلها إلى المستشفى سابقا.

كما ادعى أن الطفلة كثيرة الحركة في المنزل، لذا تتكرر إصاباتها، ولم يبرر سبب تعرضها لكسر في القفص الصدري، وتركها على هذا النحو من دون علاج حتى التأم بشكل غير مناسب.

وأوضح المازمي أنه توجه مباشرة إلى رئيس النيابة العامة في دبي، ولم ينتظر الإجراءات الرسمية «نظرا لخطورة الحالة»، وتبعا لذلك، تقرر إيداع الطفلة في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، حتى تحظى بالحماية والاهتمام اللازمين.

وأفاد بأن الإدارة العامة لحقوق الإنسان أحالت الواقعة إلى مركز الشرطة المختص للتحقيق فيها، وإحالة الطفلة إلى الطب الشرعي لفحصها، وتحديد أسباب الإصابات التي تعرضت لها.

وكشف المازمي أن فريق العمل في الواقعة طلب فحص الشقيقة الكبرى للطفلة، وهي تبلغ أربع سنوات ونصف السنة، وقد تبين خلوها كليا من أية إصابات، ما أثار الريبة في أسباب الإصابات البليغة التي تعرضت لها الطفلة الصغيرة.

وتابع أن الطفلة قالت إن الإصابات التي وقعت لشقيقتها، نتجت عن تعرضها للضرب بالحذاء والحزام من والدها ووالدتها، فيما لاتزال التحقيقات مستمرة، لتحديد ملابساتها الواقعة، والتوصل إلى الطرف المسؤول عن الإصابات التي لحقت بالصغيرة.

وأكد المازمي أنه بغض النظر عن الطرف الذي اعتدى على الطفلة، فإن هناك نوعا من الإهمال في رعايتها أدى إلى تعذيبها على هذا النحو، بالغ القسوة، مشيرا إلى أنها دخلت إلى المستشفى ووزنها ستة كيلوغرامات فقط. وبعد بضعة أيام قضتها في العلاج زاد وزنها إلى 10 كيلوغرامات، بسبب رعايتها بشكل جيد من جانب الطاقم الطبي، الذي أشرف على علاجها.

في سياق متصل، قال المازمي إن الإدارة سجلت 101 حالة، خلال الربع الأول من العام الجاري، استطاعت حل 38 مشكلة منها، وتسويتها وديا، من دون حاجة إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية بتقديم بلاغ في مراكز الشرطة، أو بالمضي قدما في طريق إقامة دعوى، لافتا إلى أن بعض هذه الحالات انتهى بسحب شكاوى من جانب زوجات تعرضن لاعتداءات لفظية أو جسدية، وقيام الزوج بكتابة تعهد على نفسه بعدم تكرار هذا التصرف، وخروجهما معا في حالة سعادة ورضا عن النتيجة التي توصلا إليها.

وأضاف أن هناك 11 حالة أخرى لم تتوصل إلى حلول لها، فيما حولت 12 حالة إلى جهات خارجية، بعدما أصر أطراف في عدد من هذه الحالات على المضي قدما في الطريق القانوني.

وأشار إلى أن الإدارة تتكون من أقسام عدة، منها الدعم الاجتماعي الذي سجل 50 حالة، خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري، لافتا إلى أنه معني بشكل أساسي، بمتابعة ودراسة الحالات، والتوصل إلى حلول كلية أو جزئية لها.

وأوضح أن قسم متابعة القضايا، الذي يرصد البلاغات، ويتواصل مع الضحايا من النساء والأطفال، سجل 51 حالة منذ بداية العام الجاري، حتى نهاية شهر يوليو الماضي، مؤكدا أن أبواب الإدارة مفتوحة لجميع الجنسيات، وتعتمد في عملها على نظام لتحديد المواعيد، لكن إذا لجأ إليها أحد في أيّ وقت فإنها تستقبله، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي، الذي تسعى الإدارة إلى تحقيقه هو حل المشكلات وديا، خصوصا الأسرية، لأن الأطفال هم أول من يتضرر من ذلك.

تويتر