شملت اعتداء خادمة على رضيع وأعمال سحر ووضع بول في الطعام

شرطة دبي تسجّل ‬1258 جريمة خدم فـــي ‬2012

معاملة الخدم بطريقة حسنة تقلل جنوحهن إلى العنف. الإمارات اليوم

أطلقت شرطة دبي، أمس، حملة للحدّ من جرائم الخدم، تحت عنوان «الفئات المساعدة بين الاهتمام والاتهام»، من خلال رصد أسباب الجرائم، وسبل تفاديها، واستهداف الفئات المساعدة بالتوعية القانونية والاجتماعية.

وقال نائب مدير الإدارة العامة للتحريات لشؤون المراكز المخافر العقيد محمد ناصر عبدالرزاق الرزوقي، إن العام الماضي شهد ‬1258 جريمة خدم وفئات مساعدة، بانخفاض نسبي عن عام ‬2011، الذي شهد وقوع ‬1395 جريمة، وعام ‬2010 الذي شهد ‬1276 جريمة.

السرقات من المساكن

قال مدير إدارة الحدّ من الجريمة في الإدارة العامة للتحريات، العقيد أحمد ثاني بن غليطة، إن الإدارة سوف تركز بشكل عملي على جرائم السرقات، وخيانة الأمانة، والتحرش الجنسي، لأن غيرها من جرائم الخدم تكون فردية، وتحدث داخل المنزل. ومن الضروري أن يتحمل المخدومون مسؤولياتهم سواء بالمعاملة الحسنة، أو بتوفير قدر من الرعاية والرقابة. وأضاف أن انخفاض مؤشر جرائم الخدم، خلال العام الماضي، بواقع ‬1258 مقابل ‬1395 جريمة في عام ‬2011، يعكس الجهود المبذولة للحدّ من هذه الظاهرة، لافتا إلى أن كثيرا من وقائع السرقة تحدث من جانب خدم يعملون لدى غير كفلائهم، ولا يحصل منهم رب المنزل على إثباتات كافية تدل على هوياتهم، وحينما يسرقونه يتردد في بعض الحالات عن الإبلاغ حتى لا يقع تحت مسؤولية قانونية بسبب تشغيل شخص على غير كفالته. وأشار بن غليطة إلى أهمية توفير دليل مكتوب بلغات مختلفة يسلم للخادمة، أو المربية، أو غيرهما من الفئات المساعدة فور وصولهم إلى الدولة، يتضمن ما عليهم من حقوق وواجبات، ودليل مماثل يسلم إلى رب المنزل، معتبرا أن هذا سوف يقلل كثيراً من حجم الجرائم التي يرتكبها أي منهما.

وذكر مدير إدارة التدريب المسؤول عن الحملة، المقدم أحمد المري، أن جرائم الخدم المسجلة شملت حالات اعتداء على أطفال، ومن بينهم رضيع يبلغ عامين أحدثت به خادمة إصابات بليغة، وكذلك جرائم سحر، وشعوذة، وسكب مواد ضارة، مثل البول، في أطعمة أصحاب المنزل.

وتفصيلا، قال الرزوقي إن بلاغات العمل لدى غير الكفيل تصدرت قائمة جرائم الخدم خلال العام الماضي، تلتها جرائم هتك العرض، ثم خيانة الأمانة، والسرقة من المساكن.

وأضاف أن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية تعمل ـ بالتنسيق مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب ـ لضبط الخدم الهاربين، الذين يعملون لدى غير الكفيل، معتبرا أن هذه جريمة مركبة في الأغلب، إذ يتورط بعض الخدم الهاربين في جرائم أخرى مثل السرقة.

وأشار إلى أن الحملة سوف تركز على توعية أرباب المنازل، بعد تشغيل أشخاص على غير كفالتهم، حفاظا على ممتلكاتهم، حتى لا يعرضوا أنفسهم لمساءلة قانونية تصل غرامتها إلى ‬50 ألف درهم، مشيرا إلى إمكان التواصل مع شرطة دبي، للإبلاغ عن أيّ شخص يتورط في الهروب من كفيله.

وأوضح الرزوقي أن بعض الأسر تقع في أخطاء تؤدي إلى جرائم الخدم، منها ترك الأطفال مع الفئات المساعدة من دون رقابة أو متابعة، والتساهل معهم في مسألة الدخول والخروج من المنزل، ما يورطهم في جرائم مختلفة، مثل هتك العرض بالرضا، وتحويلهم إلى ثغرة ينفذ منها أشخاص غرباء إلى المنزل، أو يحرضونهن على الهروب من المنزل للعمل في مهنة ذات دخل أعلى.

وأوضح أن بعض الخادمات يتورطن في الحمل سفاحا بسبب عدم مراقبتهن جيدا من جانب المخدومين، وربما يتورطن في جريمة أكبر، مثل خادمة حملت وقتلت طفلها ولم يلاحظ أرباب الأسرة ذلك، مؤكدا ضرورة توفير سكن للخادمة داخل المنزل، لضمان عدم تسلل أي شخص إليها عند تركها بمفردها في غرفة بعيدة عن المنزل.

ومن الأخطاء الأخرى، يضيف الرزوقي، ترك المقتنيات الثمينة في أماكن مكشوفة تغري الخدم بسرقتها، في ظلّ تقاضي هذه الفئات رواتب صغيرة غالبا، تدفعها في كثير من الحالات إلى السرقة والهروب.

إلى ذلك، قال مدير إدارة التدريب، المقدم أحمد حميد المري، إن كلمة السر في تفادي معظم جرائم الخدم، هو حسن معاملة الأسرة لها، وحرصها على مشاعرها، لافتا إلى أن الحملة تنطلق تحت شعار «معاملتهم برحمة تساوي فرحة.. ومعاملتهم بقسوة تساوي حسرة».

وشرح أن بعض الجرائم تقع بسبب سوء المعاملة، مثل حالة خادمة اعتدت على طفل رضيع، وتسببت في إصابته بجرح غائر في فمه، اكتشفته الأم بعد عودتها من العمل، وحينما سألت الخادمة عن مصدره، قالت إنه سقط من سريره، بسبب كثرة حركته.

وأشار إلى أن الأم أبلغت الشرطة، وتم إحالة الرضيع إلى الطب الشرعي، وحينما خضع للفحص، تبين أن الإصابة البليغة التي تعرض لها لا يمكن أن تقع نتيجة السقوط، فحركت دعوى ضد الخادمة، التي أحيلت إلى النيابة.

وأوضح المري أن الأطفال، خصوصا الرضع، من الفئات الصامتة التي لا يمكن أن تعبر عما تتعرض له من اعتداءات، مشيرا إلى أن أحد الآباء زرع كاميرا في المنزل، واكتشف حين راجع شريط الفيديو أن الخادمة تعتدي على طفله بقسوة.

وتابع أن الآباء يتركون أبناءهم تحت رحمة الخادمة، أو غيرها من الفئات المساعدة في المنزل، لذا من الضروري أن يدركوا أهمية المعاملة الحسنة حتى يكون الرد بالمثل، لافتا إلى أن قيام خادمة بضرب مخدومتها بمطرقة على رأسها، حتى كادت تقتلها، وفق بلاغ سجل في مركز شرطة القصيص، لا يمكن أن يأتي من فراغ، ولكن معناه أن هذه المرأة وصلت إلى مرحلة من اليأس والكراهية لا يمكن السيطرة عليها.

وأفاد بأن فريق العمل في الحملة أعد دراسة حول الأسباب التي تقود الخدم إلى ارتكاب جرائم عنف، وتبين أن سوء المعاملة هو السبب الرئيس، وله مظاهر مختلفة، منها تأخير منح الراتب لشخص يتقاضى فعليا أجرا ضعيفا، وتكليف الخادمة فوق طاقتها، مشيرا إلى أن بعض الأسر تشغل الخادمات ساعات عمل طويلة، في منزل كبير يزيد عدد أفراده على ‬20 شخصا، فضلا عن الاعتداء والضرب.

وقضت محاكم دبي، أخيرا، بالسجن على ربة منزل وزوجها عذبتا خادمتين، ما تسبب في وفاة إحداهما نتيجة الاعتداءات المتكررة، وإجبارها على شرب مواد ضارة.

وأشار المري إلى أن بعض الخادمات يأتين من مناطق تعاني تدني الثقافة، ويتصرفن بطريقة غريبة جدا، مثل القيام بأعمال سحر وشعوذة لرب أو ربة المنزل، تصل في بعض الأحيان إلى وضع مواد ضارة في الطعام، مثل خادمة أبلغ عنها مخدومها حين اشتبه في رائحة وطعم الشراب والطعام الذي تعده. وتبين من خلال البحث والتحقيق أنها تضع له بولها فيه.

وقال إنه من المهم التقصي عن مسقط رأس الخادمة، أو أي من الفئات المساعدة التي تتم الاستعانة بها في المنزل، ومعرفة المكان الذي قدمت منه، لأنه يؤثر سلبا في سلوكياتها مع الأسرة.

وأوضح أن الحملة ستستمر شهرا، وتنطلق بالتنسيق مع وزارة الداخلية، والادارة العامة للاقامة وشؤون الاجانب، وهيئة تنمية المجتمع، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ودائرة الشؤون الاسلامية والعمل الخيري، والنيابة العامة في دبي، وجمعية النهضة النسائية.

تويتر