«مرور دبي» أعدت حلولاً للحد من الحوادث عليه

شارع «الإمارات» أكثر الطرق خطورة فــي دبي

الإدارة العامة للمرور تعكف على دراسة وتحليل مواقع وأوقات الحوادث لوضع الحلول المناسبة لها. تصوير: أحمد عرديتي

قال مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، اللواء مهندس مستشار محمد سيف الزفين، إن شارع الإمارات (دبي العابر سابقاً)، تصدر قائمة الطرق الأكثر خطورة في دبي خلال الربع الأول من العام الجاري، إذ شهد وفاة ستة أشخاص، يليه شارع الشيخ محمد بن زايد، الذي شهد خمس حالات وفاة، وشارع الشيخ زايد ثلاث حالات، وبعدهما شارعا دبي العين والشيخ راشد بواقع حالتين، مشيراً إلى أن «الإدارة أعدت حلولاً عدة للحد من الحوادث على الشارع وغيره من الطرق السريعة».

وأضاف الزفين لـ«الإمارات اليوم»، أن شارع الإمارات كان أكثر الشوارع خطورة في دبي العام الماضي أيضاً، إذ شهد ‬12 حالة وفاة، يليه شارع الشيخ محمد بن زايد بواقع ‬11 حالة، وبعدهما شارع الشيخ زايد بواقع سبع حالات وفاة.

وأوضح الزفين أن «الإدارة العامة للمرور تعكف على دراسة وتحليل مواقع وأوقات الحوادث، خصوصاً البليغة التي تؤدي إلى سقوط وفيات أو إصابات خطرة لوضع الحلول المناسبة لتفاديها مستقبلاً، إذ ترتبط كثير من الحوادث بعوامل متعلقة بكثافة المرور على الشارع أو أوقات السير».

وأشار إلى أن تحليل مؤشر الحوادث يرجح كثافة السير على شارع الإمارات خلال العامين الأخيرين، وكذلك في العام الجاري، ما جعله في صدارة قائمة الشوارع الأكثر خطورة، موضحاً أن «شارع الإمارات (دبي العابر سابقاً) احتل المركز الثالث في عام ‬2010، بواقع سبع حالات وفاة فقط، مقارنة بـ‬18 حالة وفاة على شارع الشيخ محمد بن زايد، و‬13 حالة وفاة على شارع الشيخ زايد.

وأوضح أن مؤشر الوفيات على الشارع نفسه ارتفع خلال عام ‬2011، وتقدم مركزا في القائمة ليحتل المركز الثاني، بواقع ‬12 حالة وفاة، يتقدمه شارع الشيخ محمد بن زايد بواقع ‬14 حالة وفاة، ثم واصل التقدم في عام ‬2012 ليحتل المرتبة الأولى في قائمة أكثر الشوارع خطورة، وكذلك خلال الربع الأول من العام الجاري.

زيادة الكثافة المرورية

القضاء على حوادث السير

أفاد مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، اللواء مهندس مستشار محمد سيف الزفين، بأ ن القضاء على حوادث السير بات من أهم أولويات القيادة العامة لشرطة دبي، مشيراً إلى أن «القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، يشارك بنفسه في الحملات المرورية ويوجد على الطرق للاطمئنان على حركة السير، ويتواصل مع الجماهير من خلال نوافذ مختلفة، لحثهم على ضرورة الالتزام بقوانين السير والمرور».

وأضاف أن أحد الحلول التي لجأت إليها شرطة دبي هو التفاعل مباشرة مع الجمهور، من خلال حملات متخصصة منها حملة «السرعة قاتلة»، التي انتهجت طريقة مبتكرة في إحدى مراحلها، وهي تحرير مخالفة سرعة للسائقين المتجاوزين ثم تقديم ورقة نصائح لهم بدلاً من ورقة المخالفة، حتى ترسخ لديهم قناعة بأن شرطة دبي لا تهدف إلى الغرامة بقدر ما تتمنى التزاماً من جانب أفراد المجتمع.

وأكد الزفين أن الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي وغيرها من الجهات المعنية بأمن الطرق في الإمارة، لا يمكنها مواجهة الحوادث المرورية بمفردها، بل تحتاج إلى تكاتف وتعاون من جانب الجمهور، معتبرا أن الالتزام بقوانين السير يعكس سلوكاً حضارياً وأخلاقياً من جانب صاحبه، فيما أن انتهاك القوانين لا يقل عن أي جريمة أخرى، لأنه قد يؤدي إلى قتل شخص بريء.

وعزا الزفين هذا الارتفاع في مؤشر الحوادث البليغة على شارع الإمارات إلى «زيادة الكثافة المرورية عليه خلال العامين الأخيرين، في ظل إجراء كثير من التوسعات على شارع الشيخ محمد بن زايد، ما دفع كثيرا من السائقين، خصوصا المتجهين إلى المناطق الشمالية إلى استخدامه، نظراً لانسياب الحركة المرورية عليه، وكثرة عدد حاراته».

وأشار إلى أن ارتفاع مؤشر الوفيات وإن كان يبدو منطقياً في ظل زيادة أعداد السيارات التي تستخدم الطريق، إلا أن الإدارة العامة للمرور تعتبر هذا تحدياً جديداً في ظل العمل على خفض مؤشر الوفيات المرورية بشكل عام لتحقيق استراتيجية القيادة العامة لشرطة دبي، التي تهدف إلى خفض مؤشر الوفيات المرورية إلى أقل من ‬1٪ في عام ‬2020.

وأوضح أن هناك حلولاً سريعة لجأت إليها الإدارة، وهي تكثيف الدوريات المرورية على الطريق، مشيراً إلى أن هناك فئة من السائقين لا ترتدع للأسف إلا برؤية دورية أمنية، ما يجعلهم أكثر التزاماً بقوانين السير والمرور، خصوصاً أنهم يضاعفون سرعة مركباتهم في المناطق الفاصلة بين أجهزة الرادار الثابتة، وهذه من السلوكيات المتهورة التي ترتبط دائما بمخالفات خطيرة مثل عدم ترك مسافة كافية بين المركبات التي تعد أحد الأسباب المؤدية إلى وقوع حوادث قاتلة، بالإضافة إلى السرعة الزائدة.

نشر رادارات

وأفاد الزفين بأن من الحلول كذلك نشر رادارات متحركة في المواقع التي يندفع فيها السائقون عادة ويسيرون بسرعة زائدة على تلك المقررة على الطريق، مؤكداً أن أهمية هذه الأجهزة تبرز في مثل هذه الأماكن، لأن الشخص الذي يتعرض لمخالفة رادار يفكر جيداً في المرات التالية، قبل أن يجنح إلى اختراق القانون.

وتابع الزفين أن من الحلول التي لجأت إليها الإدارة في الفترات الأخيرة نشر فرق مرورية متخصصة يطلق عليها «دوريات الإسناد» لضبط المجموعات التي تثير الفوضى على الطرق السريعة من خلال تنظيم سباقات ما يمثل تهديدا مباشراً لسلامة مستخدمي هذه الطرق.

وأكد أن دوريات الإسناد حجزت مئات المركبات التي ارتكب أصحابها أعمال فوضى وسباقات على شارع الإمارات ونجحت بنسبة تزيد على ‬90٪ في القضاء على هذه المظاهر، بعد تمكنها من تعقب ورصد منظميها، وإحباط تحركاتهم قبل القيام بها.

تويتر