قبضت على أحدهم في دبي ولاحقت الآخرين في إمارة مجاورة

شرطة دبي تقبض على ‬3 متهمين اعتــدوا على مواطن بالسواطير

بقع من دماء المجني عليه على أريكة في منزله. من المصدر

أبلغ نائب القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة «الإمارات اليوم» بأن الشرطة تمكنت من القبض على الشبان الثلاثة المتهمين في واقعة الاعتداء على شاب مواطن، في منزله، أول من أمس، بسيوف وسواطير، ما نجم عنه إصابته إصابات خطرة، وخضوعه لست عمليات جراحية.

وقال المزينة إن أحد المتهمين في الواقعة مواطن يبلغ من العمر ‬36 عاماً، إضافة إلى شخصين آخرين من جنسية دولة عربية، أحدهما يبلغ من العمر ‬25 عاماً، والآخر ‬18 عاماً، مؤكدا أن شرطة دبي أطلقت منذ فترة حملة للحدّ من حيازة وحمل الأسلحة البيضاء، وقضت كلياً على هذه الظواهر، ولم يتبق سوى حالات استثنائية يرتكبها أشخاص جانحون، يتم التعامل معهم بكلّ حسم.

إصابات قاتلة

قالت شقيقة المجني عليه «الإمارات اليوم» إن شقيقها لا يزال محتجزا في الرعاية الفائقة، في مستشفى راشد. لكن حالته تحسنت نسبيا، مشيرة إلى أن الأطباء يلجأون إلى استخدام المسكنات لتخفيف آلامه، نظرا لتعرضه لإصابات قاتلة في مناطق متفرقة من جسده. وأضافت أن الأسرة لم تحصل على تقرير بحجم الإصابات، لكن شقيقها خضع لست عمليات جراحية، في مناطق مختلفة من جسده، منها بطنه، الذي تعرض لستّ طعنات. وتابعت أن الأسرة في حالة قلق بالغ من أن يتعرض شقيقها لإعاقة مستقبلية على خلفية الاعتداء الذي تعرض له صباح الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن المتهم الرئيس في الجريمة أنكر واقعة سرقة الهاتف، حسب ما نما إلى علم الأسرة، واتهموا أشقاءها وذويها المراهقين بأنهم هم من بدأوا الشجار. وكان قد تم نقل شقيقها في حالة صعبة إلى المستشفى، وظل في غرفة العمليات قرابة تسع ساعات كاملة، خضع خلالها لعمليات جراحية عدة.

وأشارت إلى أنه تلقى ثلاث طعنات في البطن، وأصيب بجرح غائر أسفل رقبته. كما أصيب في جمجمته، وتعرض لكسور وإصابات حادة في قدميه وذراعيه، متوقعة أن يعاني فترة طويلة من آثار الاعتداء قبل أن يشفى منه.

وأكد المزينة أن هذه السلوكيات دخيلة على المجتمع الإماراتي، ومرفوضة كلياً، لافتاً الى أن شرطة دبي مصرة على مواصلة العمل من أجل القضاء عليها تماماً.

وكشف أن شرطة دبي ضبطت فعليا أعدادا من المراهقين والأحداث، واستدعت ذويهم، وطالبتهم بالتوقيع على تعهدات بعدم تكرار هذه السلوكيات من جانب أبنائهم، ما أسهم في القضاء على هذه المظاهر إلى حد كبير.

إلى ذلك، قال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن الواقعة بدأت حين حدث شجار بين المتهم الرئيس في الواقعة، وهو مواطن يدعى (س)، يبلغ من العمر ‬36 عاماً، والمجني عليه، وهو مواطن أيضاً، يبلغ من العمر ‬19 عاماً، على خلفية اتهام الأخير له بسرقة هاتف يعود لأحد أقاربه.

وأضاف أن المجني عليه، أو أياً من أشقائه وأبناء خالته، لم يبلغوا عن واقعة الشجار التي حدثت في الحديقة حتى تتخذ الشرطة إجراءاتها الاحترازية، وتضبط المتورطين، على الرغم من أن المتهم الرئيس هددهم بالانتقام منهم لاحقاً، لافتاً إلى أن المجني عليه لم يأخد تهديدات المتهم بجدية، ولم يتوقع أن يأتي المعتدون إلى منزله.

وكان المتهم قد استعان لاحقاً بعدد من أصدقائه، وتوجه في الساعة الواحدة من صباح أول من أمس إلى منزل المجني عليه، حيث هددوه بإحراقه. وحين خرج إليهم، اعتدوا عليه بأسلحة بيضاء، وأحدثوا فيه إصابات بليغة في مناطق متفرقة من جسده، بحسب ما أورده التقرير الطبي.

وكانت «الإمارات اليوم» قد انفردت، أمس، بنشر تفاصيل واقعة الاعتداء على الشاب (ر.أ) في منزله، وتدخل أخته، البالغة ‬23 عاماً، لإنقاذه من أيدي المعتدين، الذين كادوا يفتكون به ويعتدون عليها، فيما فرّ ابن خالته، الذي يبلغ ‬15 عاما، قبل أن يعتدي عليه الجناة.

وأشار المنصوري إلى أن نائب القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، انتقل إلى موقع البلاغ، برفقة مدير التحريات وفريق من البحث الجنائي، وتم وضع خطة شاملة لملاحقة المتهمين الذين فروا عقب ارتكاب الجريمة، وتم ضبطهم في أسرع وقت.

وأوضح أن فريق البحث الجنائي والملاحقة ضبط المتهم الأول في دبي، ولاحق المتهمين الأخيرين، اللذين فرّا إلى إمارة مجاورة واختفيا في منزلهما، وتمكن بالتنسيق مع مديرية الشرطة في تلك الإمارة، من تحديد المنزل الذي يقيمان فيه، ثم دهم منزلهما، وقبض عليهما بعد ساعات قلائل من ارتكاب الجريمة.

وتابع أن المتهمين المتورطين في القضية هم ثلاثة أشخاص، الأول مواطن والشخصان الأخيران من جنسية دولة عربية، يبلغ أحدهما من العمر ‬25 عاما، والثاني ‬18 عاما. وقد أحيلوا إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات معهم.

وذكر أن الإدارة العامة للتحريات تقوم بتسيير دوريات مدنية وعسكرية في الأحياء السكنية، في إطار استراتيجية «نطاق التمركز»، لافتاً الى أنها وفرت قدراً كبيراً من الأمان، وقضت على ظواهر مقلقة، مثل جنوح الأحداث، والمشاجرات بالأسلحة البيضاء، وغير ذلك من الظواهر.

وأكد المنصوري أن واقعة الاعتداء على الشاب المواطن تعد استثنائية بكل المقاييس، إذ لا يمكن أن تضع شرطة دبي دورية على باب كل شخص، مناشدا الآباء حماية أبنائهم من خلال توفير قدر أكبر من الرقابة عليهم، ومتابعة سلوكياتهم داخل المنزل وخارجه.

 

تويتر