شرطة أبوظبي ضبطت مشتبهاً وتلاحق آخرَين دولياً

العثور على جثة مفصولة الرأس تحت شجرة في منطقة السمحة

عناصر الشرطة يجمعون الأدلة من موقع الجريمة. من المصدر

عثرت شرطة أبوظبي على رأس بشرية مُلقاة في منطقة السمحة في أبوظبي، فيما عثر على بقية الجثة بالقرب منها مدفونة في الرمال تحت شجرة صحراوية.

وأفاد مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، العقيد الدكتور راشد محمد بورشيد، بأن أجهزة الشرطة تلقت بلاغاً بالواقعة، وعلى الفور كثفت جهودها لكشف غموض الجريمة، وأشارت المعاينة الأولية إلى أن الرأس تم قطعها عن الجسد بوساطة أداة حادة.

وذكر أن الشرطة كثّفت جهودها لمعرفة هوية الرأس الآدمية، وصاحب الجثة التي تحوّلت إلى هيكل عظمي مدفون تحت التراب في حفرة ليست عميقة، موضحاً أن التحقيقات أظهرت أن الجثة تعود إلى شخص آسيوي الجنسية، يعمل سائق جرافة في إحدى منشآت المقاولات والبناء، تغيب عن عمله منذ منتصف شهر سبتمبر الماضي، ومُسجّل ضده بلاغ تعميم هروب.

وقال بورشيد، إن التحريات والخيوط الأولية للقضية أسفرت عن تحديد هوية ثلاثة أشخاص (آسيويين) مشتبه في ضلوعهم في الجريمة، أحدهم تم ضبطه بشبهة التستّر على الجريمة وعدم الإبلاغ عنها، وأرشد إلى مشتبهيّن آخرَيْن، تآمرا على دفن المغدور في المنطقة التي قتلاه فيها بوساطة أداة حادة (ساطور)، وطعنه ثلاث طعنات نافذة، بسبب اعتداء الضحية جنسياً على أحد المشتبهيْن في وقت سابق، حسب إفادة المشتبه فيه.

وأضاف أنه بالتوسّع في التحقيقات، تبيّن أن المشتبه فيه الثاني غادر الدولة ثاني يوم الواقعة، والمشتبه الثالث سافر في اليوم الثالث، وجرى التعميم عليهما بغية ملاحقتهما دولياً لاستردادهما من موطنهما عبر (الإنتربول الدولي)، بعد سفرهما بشكل مفاجئ إلى بلدهما، تاركَيْن عملهما، بحجة ظروف قاهرة.

وأكد بورشيد، أن الشرطة لاتزال مستمرة في التحقيق والبحث في أسباب وظروف الجريمة ودوافعها، مطمئناً جمهور منطقة السمحة باستتباب الأمن، وأن القضية في طريقها للمعالجة.

وتفصيلاً، كانت شرطة أبوظبي، تلقت بلاغاً هاتفياً من سائق جرافة (آسيوي) بعثوره مع زملائه (عمال نظافة) أثناء دوامهم الرسمي على رأس آدمية مقطوعة شبه متحللة ومجهولة المعالم (لم يتبق منها سوى شعر وعظام)، وذلك أثناء عملية رفع قمامة جمعها العمال في منطقة السمحة (شرق) أبوظبي، بهدف نقلها إلى المحرقة بوساطة جرّافة وشاحنة.

وأوضح بورشيد، أن المعاينة التي أُجريت في موقع الجريمة بينت أن سائق الجرّافة، قام على ما يبدو بقطع الرأس البشرية، أثناء جرف منطقة رملية توجد بها مخلّفات قمامة، وذلك بوساطة شفرات (مخلب) اللوح المعدني للجرّافة التي تستخدم لدفع المخلّفات أو الرمال، حيث تدحرج الرأس أمامه وأمام عمال النظافة، ما أصابهم بالذهول والذعر.

بدوره، ذكر رئيس قسم جرائم النفس في إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، المقدم جمعة الكعبي، أنه بمجرّد تلقي البلاغ، في السابع من شهر مارس الجاري، توجهت الفرق المختصة ودوريات الشرطة والبحث الجنائي إلى مكان الواقعة، وتم تطويق المكان ورفع الأدلة للتعرّف إلى صاحب الرأس البشرية، والأسباب ومسببات وجودها في مثل هذه الظروف الغامضة.

وتابع الكعبي أن عملية تمشيط واسعة في محيط المكان أسفرت عن العثور على جثة من دون رأس مدفونة على بعد أمتار في الرمال، تحت ظل شجرة صحراوية، وأن الجثة كانت مُسجّاة في حفرة غير عميقة، وترتدي ملابسها كاملة، وأنها تحولت إلى هيكل عظمي تقريباً.

وأشار إلى أن المعلومات الأولية، أظهرت أن (الضحية) شاب آسيوي في الـ‬30 من عمره يدعى (خ.س)، وعُـثر في المنطقة المجروفة على وثائق ثبوتية وتليفون متحرك يخص المغدور، مشيراً إلى أنه تمت إحالة الجثة والرأس البشرية إلى الجهات المختصة للكشف عليهما طبياً، وفحص الرأس إن كانت للجسد نفسه، واستخراج نتائج حمضها النووي، الـ(دي.ان.إيه)، وتحديد الأسباب الرئيسة للوفاة.

ونقل الكعبي، إفادة زملاء الضحية، بأنه خرج مساء ‬15 سبتمبر عام ‬2012، ولم يعُد للعمل والسكن، وتم التعميم عليه من قبل الشركة بمجرد اختفائه، وغيابه عن العمل لمدة ‬10 أيام متواصلة، مرجحاً وجود علاقة مشبوهة بين أطراف القضية (المشتبهين والضحية)، وأن خلافاً تطوّر بينهم أدى الى وقوع الجريمة.

تويتر